لبنان
06 كانون الأول 2015, 22:00

درويش ترأس قداس عيد القديسة بربارة في زحلة

ترأس راعي أبرشية الفرزل وزحلة والبقاع للروم الملكيين الكاثوليك المطران عصام يوحنا درويش قداسا احتفاليا لمناسبة عيد القديسة بربارة في كنيسة البربارة في زحلة، عاونه فيه النائب الأسقفي العام الأرشمندريت نقولا حكيم، الأب اومير عبيدي والشماس الياس ابراهيم، بحضور حشد من المؤمنين.

بعد الإنجيل المقدس ، ألقى درويش عظة ضمنها معاني العيد، شاكرا لخادم الرعية الاب ايلي خنيصر نشاطه الدائم وافكاره الخلاقة، وقال: "نجتمع اليوم في هذه الكنيسة المباركة لنعيد معا بعيد شفيعة الرعية القديسة بربارة، والكنيسة الشرقية تكرمها كإحدى شهيدات المسيحية، نشأت وثنية وماتت في عمر يافع شهيدة إيمانها بيسوع المسيح، قدمت ذبيحة حية لله وذبحت لأنها رفضت أن تتخلى عن إيمانها، فأدهشت الجميع في جهادها وتحملها الآلام ، لذلك سماها الآباء القديسون "اللابسة الجهاد". لم يستطع جمال العالم ولا مغرياته ولا أهواء الشبيبة أن يثنيا عزمها، لكنها تقوت بالمسيح الذي أحبته وكافحت حتى نالت الإكليل من السماء. إنها بحق شهيدة الشباب الذين يتمسكون بإيمانهم المسيحي ليس فقط بالكلام بل بالعمل والحياة".

أضاف: "ما جرى مع القديسة تقلا في القرن الثالث من اضطهاد وقتل ، يتشابه اليوم مع ما يحصل في بلادنا في العراق وسوريا ودول أخرى كثيرة. لكن الأصعب ما يحصل بيننا نحن المسيحيين، فأحيان كثيرة لا بل معظم الأحيان قتل النفس يكون أقسى من قتل الجسد، كما قال يسوع: "لا تخافوا من الذي يقتل الجسد بل من الذي يقتل النفس" وقتل النفس يكون بالإشاعات والكلام الباطل وغيره من الأمور".

وتابع: "أهم ما نتعلمه اليوم من القديسة بربارة، أولا أنها اختارت المسيح، فبربارة الوثنية، الصبية الجميلة، سجينة في قصر والدها خوفا على جمالها من العابثين. تخطت الرفاهية وبدأت تبحث عن المسيح وعن الإله الحقيقي، فعرفته من خلال حياة وسلوك خادمة مسيحية في قصرها. ثم كتبت سرا إلى المعلم اوريجانس فأرسل تلميذه علمها وعمدها وناولها جسد الرب فكرست بتوليتها نهائيا له. نحن وبعد أكثر من ألفي سنة من مجيء المسيحية، هل نبذل جهدا كافيا لنتعرف إليه؟"

أضاف: "ثانيا، بربارة حطمت الأصنام وواجهت والدها بشجاعة كما واجهت الامبراطور واستحقت إكليل الشهادة عن يد والدها الذي ذبحها بيده.ونحن نعبد اليوم لنا أصنام جديدة نعبدها: مظاهر خارجية، كبرياء احتقار الآخرين واطلاق الشائعات بحقهم. وثالثا الشهداء هم رسل المسيح فليس من الضروري أن نموت لنشهد للمسيح، لكن المطلوب أن نكون شهودا له".

وختم درويش:"اليوم أيضا نبدأ التحضير لمجيء يسوع، إنها مسيرتنا الدائمة نحو يسوع، لذا أدعوكم لنذهب إليه ليملأ قلبنا رحمة وحنانا وحبا، فهذه السنة هي سنة الرحمة الإلهية. وعالمنا يحتاج إلى الرحمة الإلهية، وهذا ما يدعونا إليه معلمنا وإلهنا ومخلصنا وسيدنا يسوع المسيح قائلا: "طوبى للرحماء فإنهم يرحمون" (متى5/7) و"كونوا رحماء كما أن أباكم السماوي هو رحيم" (لوقا 6/36) هذه هي أمنياتي لكم في عيد القديسة بربارة شفيعتكم، أعايدكم من كل قلبي واعايد كاهن الرعية الأب ايلي خنيصر، ونهنىء بالعيد كل الذين يعملون معه في صيانة وتقديس هذه الكنيسة، راجيا من شفيعتكم أن تلهب قلوبكم محبة وغيرة وإيمانا، بشفاعة مريم العذراء."

بعد القداس، زار درويش برفقة خنيصر والآباء والحضور المغارة الميلادية التي صممها ونفذها خنيصر. 

المصدر : الوطنية - بيروت