لبنان
01 نيسان 2019, 09:29

درويش: بصومنا وصلاتنا نجعل يسوع يفتح لنا أبواب رحمته وحنانه

ألبس راعي أبرشيّة الفرزل وزحلة والبقاع المطران عصام يوحنّا درويش سيّدات أخويّة حاملات الطّيب في رعيّة مار الياس- كفرزبد، وشاح الأخويّة وقدّم إليهنّ الإنجيل المقدّس، خلال ترؤّسه قدّاس تكريسهنّ بمعاونة خادم الرّعيّة الأب الياس ابراهيم.

 

في عظته، قال درويش: "تضع لنا الكنيسة في الأحد الرّابع من الصّوم، يوحنّا السّلّميّ، أيقونة جميلة من القرن السّابع، لنتأمّل بها ونتمثّل بها. ففي عمر 16 سنة ترك كلّ شيء وذهب إلى سيناء ليتنسّك مع كبار النّسّاك، ومن هناك بدأت مسيرته الرّوحيّة، ساعده ذكاؤه وسعة معرفته ليكتب كتاب "السّلّم إلى الله" وهو أجمل ما كتب في الأدب النّسكيّ وصار حتّى يومنا هذا مرجعًا في أصول الحياة الرّوحيّة، ويذكّرنا فيه بضرورة صمت القلب، لأنّنا بالصّمت يمكن أن نسمع صوت الله ونستقبله فنحصل على السّلام.
يهدف الكتاب إلى مساعدتنا لنتدرّج في الفضائل ونصعد السّلّم (30 درجة) وكلّ درجة فضيلة، وخلال الصّعود تأتي التّجارب ونتغلّب عليها بنعمة المسيح وقوّته. أهمّ هذه الدّرجات هي الصّمت، التّغلّب على الكسل والتّواضع والتّمييز، وثالوث الفضائل "الإيمان والرّجاء والمحبّة".

المحافظة على الصّوم والصّلاة تساعدنا لنحصل على القوّة لنصعد بسلّم الفضائل ومن خلالهما يمكننا أن نسير مع يسوع في طريقه إلى الصّليب، وعلى الصّليب تكتمل رسالة الخلاص الّتي تجسّد من أجلها. إذن يهدف الصّوم لأن نكون أكثر مع يسوع وأن نفهم رسالته الخلاصيّة ونعيشها ونبشّر بها، ونفهم بنوع خاصّ أنّ موته على الصّليب كان من أجلنا وأنّ قيامته الّتي سنحتفل بها بعد ثلاثة أسابيع كانت أيضًا من أجل أن يتحوّل ضعفنا إلى قوّة وأن نحصل على الرّوح القدس.
نحن في الصّوم والصّلاة نتمتّع بالصّمت لنسمع كلمات يسوع تدخل أعماقنا فتبدّلنا وتحوّلنا، فلا نجرؤ أمامه على الكلام إلّا عندما نشعر بأوجاعنا وخطيئتنا فنتفوّه بنعمة الرّوح القدس، فنصلّي طالبين منه الشّفاء وأن يقبلنا أولادًا وأخوّة له.
بصومنا وصلاتنا نجعل يسوع يفتح لنا أبواب رحمته وحنانه، بهما نحسّ بقوّة لا تغلبها قوّة أرضية فنُفرغ ذاتنا لنمتلئ من المسيح، آنذاك فقط نهدم حائط العداوة وجدار القسوة الموجود في قلوبنا.
عندما يفتح يسوع باب رحمته ندخل في شركة معه، الرّوح القدس يجعلنا أخوة وأخوات، يجعلنا جسد واحد، يجعلنا الكنيسة.
أهمّ شيء نكسبه بالصّوم هو أنّنا نبتعد عن الكلام البطّال: الكلام يبني ولكنّه إذا كان باطلاً يقتل. العلاقة بين العائلة الواحدة، بين الأصدقاء والأحبّاء، بلساننا نبارك الله وبه أيضًا نهدم صيت أخينا الإنسان".
في الختام، أمل أن يكون دور الأخويّة الجديدة دورًا فاعلاً في حياة الرّعيّة قبل أن ينتقل الجميع إلى صالون الكنيسة ويهنّئون "حاملات الطّيب".