دراسة تدحض اعتقادًا شائعًا حول طول العمر
ويحدد الحمض النووي العديد من سماتنا، وعندما يصبح التحليل الجيني أفضل وأكثر سهولة، فإنه من المثير للاهتمام استخدامه للتنبؤ بصحتنا وما سنورثه للأجيال القادمة.
ومع ذلك، يتأثر طول العمر بالقدر نفسه من العوامل البيئية، مثل النظام الغذائي وممارسة التدخين، وكذلك العوامل الاجتماعية، مثل الثروة التي يكون من الصعب إدخالها في المعادلة.
ولكن دراسة أجرتها شركة الأبحاث العلمية "Calico Life and Ancestry.com"، أظهرت أن علاقاتنا العائلية تسبب المزيد من عدم اليقين في معادلة الحمض النووي.
وفي الواقع، فإن نسبة 7% فقط من طول عمرنا تعتمد على علم الوراثة، وفقا للدراسة الجديدة. ونظرا للغريزة الحيوانية الموجودة لدينا، يرغب البشر في العيش على قيد الحياة لأطول فترة ممكنة.
وعند دراسة حالات المعمرين، يستشهد العلماء بالمعلومات الجينية والقصص الحياتية لأشخاص مثل، جين كالنت، وهي امرأة فرنسية تحمل الرقم القياسي لأطول حياة تم تسجيلها على الإطلاق، حيث توفيت عام 1997 عن عمر يناهز 122 عاما.
ولكن أطفالها لم يرثوا هذه "الجينات الجيدة"، كما افترض العلماء. وفي حال ورثوها، فإن تلك الوراثة لم تحمهم من المتغيرات الأخرى، حيث توفيت ابنة جين بعمر الـ 35 نتيجة الإصابة بالتهاب رئوي، كما توفي ابنها فريدريك عن عمر يناهز 73 عاما، بعدما تناول فاكهة فاسدة.
والآن، تظهر دراسة "شجرة العائلة" الجديدة والبيانات الوراثية المتاحة، أن جيناتنا لا علاقة لها بطول العمر، كما كنا نعتقد سابقا.
واستخدم الباحثون في دراستهم البيانات المتاحة في Ancestry.com، من 54 مليون شجرة عائلة، وإجمالا، ربطت تلك الأشجار بين 6 مليارات من الأسلاف.
ودرس الباحثون حالة 400 مليون شخص، معظمهم أمريكيين أو ينحدرون من أوروبا، ما يعني أن العينة كانت بيضاء اللون في الغالب.
وأثارت الأنماط المتغيرة في مدى طول العمر، التي لا يمكن تفسيرها وراثيا، الشكوك لدى بعض الباحثين، ولكنهم قلصوا تفسيراتهم إلى ما يسمى "التزاوج المتجانس"، أي العوامل المهمة لنطاق الحياة، التي تميل إلى أن تكون متشابهة للغاية بين الشركاء.
ويمكن أن تشمل هذه الخصائص سمات طبيعية موروثة، أو عوامل مثل القدرة المالية، أو غيرها من القواسم المشتركة الاجتماعية أو الثقافية، التي يمكن أن تؤثر أيضا على العمر الافتراضي (عادة ما يكون لدى أصحاب الطول المتماثل أعمار متشابهة، وكذلك الحال بالنسبة للأشخاص ذوي الدخل المماثل).
ويساعد هذا الأمر في تفسير ميل البشر إلى اختيار شركاء مماثلين لهم، لذا لا تثبت سلسلة الارتباطات في تجمعات الجينات، أن طول العمر مرتبط في الواقع بالحمض النووي.