دائرة الكنائس الشّرقيّة ترفع صوتها لإنهاء الدّمار في غزّة
وكتب غوجيروتي بحسب "فاتيكان نيوز": "لقد شعرنا بالرّعب والإهانة من العنف الّذي مُورس ضدّ أولئك الّذين لجأوا إلى رعيّة العائلة المقدّسة في غزّة، واضعين أنفسهم تحت حماية الله المباشرة. إنّ دائرة الكنائس الشّرقيّة ترغب في رفع صوتها لإدانة هذا العمل اللّاإنسانيّ، كغيره من الأفعال، والّذي ينتهك حقّ اللّجوء، المعترف به كعلامة على تقدّم الحضارة.
نحن قريبون من الجرحى، وخاصّة من الأب العزيز رومانيلي، الّذي أصبح في هذه الأيّام وسيلة لمحبّة الله الحامية والمضيافة، الله الّذي هو أب للجميع. إنّنا نتّحد مع نداءاتكم الشّجاعة ونداءات رؤساء الكنائس الآخرين من أجل إنهاء هذا الدّمار هنا وفي كلّ الحروب، وبغية تعزيز "مجد الله" الّذي ذكّرنا به القدّيس إيريناوس أسقف ليون، وقال إنّه "الإنسان الحيّ". فإن كان الإنسان يُقتل، فهذا عار على الله. وماذا يمكننا أن نقدّمه لله سوى خجلنا من عجزنا عن وضع حدّ لهذه الهمجيّة، ونحن ننظر من بعيد وكأنّ الأمر لا يعنينا، وكأنّه ليس نبوءة موت للبشريّة جمعاء إن استمرّت في هدم أسسها وجذور مشروع الله الّذي أراد من الخليقة أن تكون امتدادًا للمحبّة؟
نشكركم على شهادتكم للإنسانيّة والأخوّة. أنتم الّذين تقتربون من الجرحى والمتروكين على هامش الإنسانيّة المشتركة. نرافقكم بالصّلاة، كي يصل الله إلى هذا الجمع من الصّمّ والعميان، الّذين يفضّلون ضجيج السّلاح لأنّه يمنعهم من سماع صراخ البائسين. فالله هو القاضي، لاسيّما حين تُتجاهل العدالة وتُداس بالأقدام، أيّ حين يحاول البعض قتل الله ذاته الّذي يتماهى مع الضّحيّة، تلك الّتي لا يدافع عنها أحد. نسأل الله أن يمنّ علينا بالصّحوة من سباتنا وخمول أرواحنا، وأن يسمح لنا بأن نقف عمليًّا إلى جانب من أشار إليهم عندما قال: "قَدْ أَخْبَرَكَ أَيُّهَا الإِنْسَانُ مَا هُوَ صَالِحٌ. وَمَاذَا يَطْلُبُهُ مِنْكَ الرَّبُّ إِلّا أَنْ تَصْنَعَ الْحَقَّ، وَتُحِبَّ الرَّحْمَةَ، وَتَسْلُكَ مُتَوَاضِعًا مَعَ إِلهِكَ؟" (ميخا ٦، ٨).
إقبلوا منّا عناق الأخوّة والتّضامن ونرجو منكم أن تنقلوه لكلّ من تستطيعون الوصول إليهم."