خير اللّه في قداس الشعانين من البترون : في تاريخ البشرية الملك الوحيد الذي يقبل أن يموت في سبيل أن يفتدي شعبه هو المسيح
"نلتقي اليوم لنحتفل معا بإستقبال يسوع كما إحتفلوا يوم دخل يسوع أورشليم وبدأوا يهتفون له "هوشعنا، مبارك الآتي بإسم الرب ملك إسرائيل". لأنهم كانوا ينتظرون يسوع المخلص إبن الله الآتي، كانوا ينتظرونه ملكا ملكا يعيد إليهم تحرير الأرض والشعب من الحكم الروماني، ملكا يحكم بسلطان عظيم، فهتفوا له، ولكن نعرف أنه بعد أيام قليلة ذهبوا انفسهم يهتفون أمام بيلاطس أصلبه أصلبه. لماذا تغير رأي هذا الشعب؟ وهل تغير الشعب منذ المسيح الى يومنا؟ الشعب يريد ملكا يريد زعيما يريد قائدا، ولكن يسوع أتى متواضعا هو الملك بنفسه إبن الله أتى متواضعا ليحمل الشعب ليحمل خطايا الناس، ليحمل ضعفهم ونقصهم، ليموت على الصليب من أجلهم كي يخلصهم".
أضاف: "إنه في تاريخ البشرية الملك الوحيد الذي يقبل أن يموت في سبيل أن يفتدي شعبه، هذا هو المسيح، وهذه هي المسيحية، ولم تتغير ولن تتغير الى الأبد. لكن الشعب ماذا يريد؟ ماذا كان يريد في أيام المسيح وماذا يريد اليوم؟ إنهم اليوم أيضا يهتفون، يهتفون لقواد وزعماء وسلاطين لكن أين صدق هذا الشعب في هتافاته؟ الى أي مدى هو صادق في ما يصرخ؟ نعم نريد اليوم، صدقا ومصداقية من الشعب أولا ومن المسؤولين ثانيا، نريد اليوم توبة صادقة، نريد اليوم عودة الى الذات لنفهم أن المسيح إبن الله أراد خلاصنا بموته على الصليب وبقيامته ليعطينا حياة جديدة، ساعتئذ علينا أن نهتف له مبارك الآتي بإسم الرب إله وملك السلام إله المحبة والرحمة إله تقارب الناس. نعم، نريد اليوم صدقا كبيرا ونريد مواقف صادقة تجاه شعبنا ومع شعبنا، فالحالة اليوم خطيرة والأزمة كبيرة، هل نفهم أن مسؤولياتنا مجتمعين وأن مسؤولياتنا كبيرة وسيحاسبنا عليها الصغار الذين نحملهم اليوم في أحد الشعانين سيحاسبوننا يوما على هذه المسؤولية؟"
وختم خير الله: "تعالوا إذا ونحن نستقبل يسوع المسيح يدخل قلوبنا يدخل عائلاتنا يدخل رعايانا يدخل من جديد أرضنا في لبنان ليباركنا، تعالوا نستقبله بصدف ومصداقية وفعل توبة ونقول له تعال أيها الرب يسوع وإسكن فينا".
وبحسب ما ذكر موقع الوكالة الوطنية للإعلام، أنّه في ختام القداس، أقيم تطواف الشعانين في باحة الكنيسة.