لبنان
18 أيار 2019, 12:42

خيرالله مودّعًا صفير في قدّاس على راحة نفسه

أقام راعي أبرشيّة البترون المارونيّة المطران منير خيرالله وراعيها سابقًا المطران بولس إميل سعاده، قدّاسًا لراحة نفس البطريرك مار نصرالله بطرس صفير، في الكرسيّ الأسقفيّ والمقرّ الأوّل للبطاركة الموارنة في كفرحي، بحضور رؤساء بلديّات وأخويّات وطلائع وجمعيّات، بالإضافة الى لجان المجمع الأبرشيّ، وحشد من أبناء الأبرشيّة، بحسب "الوكالة الوطنيّة للإعلام".

ترأس خيرالله القدّاس، وعاونه فيه نائبه العام المونسنيور بطرس خليل، والخوري جورج عبدالله، بمشاركة سعاده والخورأسقف سمير الحايك ولفيف من الكهنة، وخدمت القدّاس جوقة سيّدة الانتقال، تنورين الفوقا.

وبعد تلاوة الإنجيل المُقدّس ألقى خيرالله عظةً، قال فيها: "عاش البطريرك نصرالله صفير تسعة وتسعين سنة، منها 64 سنة أمضاها بالعمل الدّؤوب في خدمة الكنيسة المارونيّة ومن أجل إعلاء القيم الإنجيليّة بهدوء وحكمة وجرأة في الموقف والكلام وفي رأسها الحرّيّة، التي هي من مقدّسات الموارنة. فأتم مسيرة نضاله من أجل الكنيسة والوطن على خطى أسلافه العظام، من يوحنّا مارون إلى جبرائيل حجولا، إلى إسطفان الدّويهي، إلى الياس الحويك وأنطون عريضه وبولس المعوشي وأنطونيوس خريش.

وفي تلخيص لحياة صفير، فهو حمل صليبين: صليب الرّبّ يسوع، فكرّس له الوقت الكافي في التّقوى والصّلاة والخشوع والرّجاء، وصليب الإنسان المقهور والوطن المُعذّب في هذه المنطقة من العالم، فكّرس له مسيرة نضال شاق، أرهقته ولم تزعزع إيمانه بحتميّة الخلاص من كوابيس الظّلم والظّلام.

أمّا أبرشية البترون، أبرشيّة القداسة والقدّيسين، التي خدمها البطريرك صفير نائبًا بطريركيًّا عامًّا لسنوات، وأحبّها وفتح له أهلها بيوتهم، والتي وضعها في أولويّاته بعد إنتخابه بطريركًا فاختار لها مطرانًا نائبًا بطريركيًّا عامًّا في شخص سيادة المطران بولس إميل سعاده ليُقيم فيها ويرعاها ويسهر عليها وعلى أهلها في ظروف حالكة. فهي تجتمع اليوم هنا في الدّير البطريركيّ الأوّل والمقرّ الأسقفي في قدّاس وفاء لمن كان الوفيّ لها لتُصلّي من أجله وتواكبه في عبوره إلى مجد الملكوت.

ونستودعك رحمة الله، الآب والإبن والرّوح القدس، ومحبّته اللّامتناهية، أيُّها البطريرك الصّخرة، ونطلب صلاتك وشفاعتك من أجل كنيستك ووطنك لبنان الذي كرّست حياتك في سبيل أن يبقى وطنًا حرًّا سيّدًا مستقلًّا بهمّة جميع أبنائه، ووطنًا رسالة في الحريّة والدّيمقراطيّة والعيش الواحد في احترام التّعدُّديّة لكلّ بلدان العالم".

بعد القدّاس، تقبّل خيرالله وسعاده والكهنة التّعازي بصفير.