لبنان
10 شباط 2019, 11:32

خيرالله في قدّاس مار مارون: بقينا ثابتين رغم العواصف

ترأّس راعي أبرشيّة البترون المارونيّة المطران منير خيرالله، قدّاس عيد مار مارون في الكرسيّ الأسقفيّ، في المقرّ الأوّل للبطاركة الموارنة، في كفرحي حيث هامّة القدّيس مارون؛ عاونه فيه الخوري أندراوس الطّبشي، بحضور عدد كبير من المؤمنين. وبعد الإنجيل، ألقى خيرالله عظةً بعنوان "لقد أتت السّاعة لكي يُمجّد ابن الإنسان"، جاء فيها بحسب "الوكالة الوطنيّة للإعلام":

"مار مارون الذي نحتفل بعيده اليوم، ويعود بنا التّاريخ إلى القرن الرّابع الذي عاش فيه القدّيس مارون بين سنة 350 و410، وفي هذه المناسبة والعودة إلى التّاريخ دعوةً إلى كلّ واحد منّا، نحن أبناء مارون المنتشرين في العالم، للعودة إلى الأصالة والرّوحانيّة التي وضعها وعاشها أبونا القدّيس مارون النّاسك والكاهن.

مارون ترك كلّ شيء في هذه الدّنيا، تخلّى عن كلّ شيء وراح يعيش حياة نسكيّة متجرّدة متقشّفة على قمّة جبل في منطقة أنطاكيا. راح يُكرّس حياته في سبيل علاقة مميّزة مثلّثة، علاقة مع الله، علاقة مع إخوته البشر وعلاقة مع الأرض التي قدّسها الله وخلقها لتكون في خدمة الانسان.
وإنّ سرّ ثبات الكنيسة واستمراريّتها حتى اليوم هو، أنّ تلاميذ مارون وشعب مارون عاشوا كلّهم شعبًا واحدًا حول رأس واحد، رأس كنيستهم هو البطريرك منذ يوحنّا مارون حتّى اليوم.
نحن اليوم، وفيما نُعيّد عيد أبينا مار مارون، علينا أن نقف وقفة ضمير، في فحص ضمير لنسأل أين نحن اليوم من سرّ استمراريّة كنيستنا وشعبنا على وجه الأرض؟ أين نحن اليوم من إيماننا بالله وثقتنا الكاملة به؟ أين نحن اليوم من انفتاحنا على البشر أجمعين، بكلّ تعدّديّاتهم الطّائفيّة والدّينيّة والثّقافية؟ أين نحن اليوم من تعلّقنا بأرضنا المقدّسة التي أعطانا الله إيّاها لتبقى تدعونا إلى الأصالة وإلى التّجرُّد عن كلّ شيء وإلى العيش في حريّة كاملة؟ إنّها دعوة إلى كلّ واحد منّا، إلى كلّ واحد من أبناء مارون، كائنًا من كان، من أكبر المسؤولين في الكنيسة وفي السّياسة، إلى آخر مارونيّ ولد اليوم، نحن مدعوّون إلى أن نُلبّي الدّعوة التي لبّاها أبونا مار مارون، وجميع القدّيسين والنّساك الذين تبعوه، ومار شربل ليس إلّا شاهدًا من مئات وألوف الشّهود على هذه الرّوحانيّة لتبقى حاضرة في ضمير كلّ مارونيّ أينما وجد في العالم.
لا تخافوا، نحن لسنا خائفين، والعاصفة التي تعبر بنا اليوم هي عاصفة عابرة كما عبرت عواصف أخرى أشدّ منها في التّاريخ، وبقينا ثابتين! واليوم أيضًا ستعبُر العاصفة، مهما قست، ونحن واقفون لأنّنا لم نتعوّد الرّكوع ولا السّجود إلّا لله وحده. لا تخافوا، نحن أقوياء بالمسيح يسوع، أقوياء بقدّيسينا، وأقوياء بشهدائنا وبطاركتنا ومطارنتنا من وادي قنّوبين حتّى آخر بقعة في الأرض، أقوياء بشهودنا وعائلاتنا المباركة والمقدّسة، نحن أقوياء لأنّنا أحرار ونريد أن نبقى أحرارًا".