لبنان
29 نيسان 2025, 08:45

خيرالله بعد ترميم كنيسة مار نوهرا- سمار جبيل: رجاؤنا يتحقّق ولو بعد 50 سنة

تيلي لوميار/ نورسات
ترأّس راعي أبرشيّة البترون المارونيّة المطران منير خيرالله القدّاس الإلهيّ الأوّل في كنيسة مار نوهرا في سمار جبيل بعد انتهاء أعمال ترميمها، وعاونه فيه خادم الرّعيّة الخوري إيلي سعاده في حضور أبناء الرّعيّة، وقد أقام رتبة التّبريك في بداية القدّاس ماسحًا بابا الكنيسة والمذبح بالميرون ورشّ المياه المباركة.

وبعد تلاوة الإنجيل المقدّس، ألقى المطران خيرالله عظة قال فيها: "أشعر بالاعتزاز ويكبر قلبي لأنّني معكم اليوم في الأحد الجديد الّذي يلي قيامة الرّبّ يسوع المسيح لنحتفل معًا مع الرّسل وتوما بنوع خاصّ بقيامة الرّبّ ونعلن إيماننا بالمسيح القائم من الموت. في هذه المناسبة نجدّد كنيسة مار نوهرا بحلّتها الجديدة في الأحد الجديد، هي مناسبة ونعمة كبيرة من الله أعطانا إيّاها لكي نعرف فعلًا كيف نعيش إيماننا وثباتنا وتمسّكنا بإيماننا بالرّبّ، بحضوره معنا، بانتمائنا للكنيسة.
تجديد كنيسة مار نوهرا كان حلمًا منذ 47 عامًا واليوم تحقّق وأصبح واقعًا وعادت الكنيسة إلى رونقها بعد أن حالت الحرب دون ذلك، الحرب الّتي بدأت منذ 50 عامًا، 3 أجيال مرّوا ودفعوا ثمنًا باهظًا لهذه الحرب الّتي كانت نتيجة للبغض والحقد والضّغينة والانتقام الّذين زرعوهم في قلوبنا نحن اللّبنانيّين، ونحن لسنا كذلك ولا نريد أن نكون، لكن نتائج سنوات الحرب وعواقبها كانت كبيرة على الجميع، على لبنان وعلى اللّبنانيّين وكلّنا دفعنا ثمنًا بطرق مختلفة.
بعد 50 سنة، نلتقي هنا، في سنة الرّجاء، سنة يوبيليّة مقدّسة، أعلنها قداسة البابا فرنسيس للعالم كلّه ولكنيستنا، وهو الّذي حمل لبنان وتاريخ لبنان ورسالته ودعوته التّاريخيّة الّتي حملها بقلبه مثل كلّ البابوات الّذين سبقوه لأنّهم كانوا يعتبرون لبنان وطن رسالة، رسالة لكلّ بلدان العالم ولكلّ شعوب العالم، رسالة بالعيش معًا بين تعدّديّة الطّوائف والدّيانات والثّقافات والانتماءات، لبنان وطن رسالة. اليوم، وبعد 50 سنة، وفي هذا الأحد الجديد نعيش حدث تجديد كنيسة مار نوهرا بحجرها وشعبها، لنقول للبابا فرنسيس الّذي ودّعته الكنيسة وودّعه العالم أمس، إنّنا سمعنا نداءك لنعيش الرّجاء، ونعيش إيماننا من جديد أنّ رجاءنا يتحقّق ولو بعد 50 سنة بالحضور الدّائم للمسيح معنا، بتجدّدنا جميعًا.
الشّكر الكبير للرّبّ على هذه النّعمة، على نعمة وجودكم وتضحياتكم ومساهمتكم وتعبكم لتجديد هذه الكنيسة بالرّغم من عقبتي التّمويل والتّقنيّات المهنيّة اللّتين شكّلتا بابا مقفلًا أمام تجديد كنيستكم واليوم فتحتم الباب بحضور الخوري إيلي الّذي حمل هذا الهمّ بقلبه معكم ومع لجان الوقف. لقد أظهرتم أنّكم قادرين على التّجدّد، ووتجديد كنيستكم من دون منّة من أحد لتكون كنيسة تليق بكم وبنا، وبأبرشيّتنا، أبرشيّة البترون، أبرشيّة القداسة الّتي تحمل تراثًا تاريخيًّا كبيرًا من مار يوحنّا مارون وقبله وبعده والرّبّ وحده الّذي يكافىء. المهمّ أن نقتنع بقدرتنا على تحقيق المستحيل بنعمة ربّنا، بوحدتنا، بجهودنا، وعندما نكون معًا كنيسة واحدة.

اليوم، نحن كرعيّة مار نوهرا وكلّ الرّعايا في المنطقة نحمل همّ تجديد الكنيسة، نقول للبابا فرنسيس: نحن كنيسة سينودسيّة، كنيسة شعب الله، من المطران إلى الكهنة والرّهبان والرّاهبات والمؤمنين من آباء وأمّهات، وكلّ الملتزمين، نحن كنيسة سينودسيّة نسير معًا لتحقيق ملكوت الله بين البشر وكلّنا يحمل المسؤوليّة وأثبتنا أنّنا قادرون على ذلك.
نعلن معا اليوم، أمام بعضنا البعض، وأمام أبرشيّتنا وأمام العالم، مثل مار توما: ربّي وإلهي، المسيح قام… حقًّا قام."
وكان كاهن الرّعيّة قد ألقى كلمة شكر في مستهلّ القدّاس، مشيرًا إلى أنّه "أبعد من ترميم الجدران الدّاخليّة للكنيسة، هناك حجارة حيّة بنى الله عليها كنيسته، عنيت أبناء هذه الرّعيّة المحبوبة والمحبّة للمسيح.

وبعد القدّاس، كانت مأبدة غداء في قاعة الكنيسة.