خاصّ- واحتفلت فاريا بعيد ارتفاع الصّليب
فرقة موسيقيّة، خيولٌ ناصعة البياض، مواكب مُجسّدة آلام المسيح ويسوع الملك ومزار سيدة بشوات وعودة الإبن الضال ومفهوم الرّحمة، رافقت كلّها المسيرة فأضفت روح الخشوع على جميع المؤمنين المشاركين.
تخلّلت المسيرة محطّات درب الصّليب الـ14 ورافقتها فرقة جعيتا الموسيقيّة حيث قدّمت باقة من أجمل أنغام التراتيل كـ"حبّك يا مريم"، "عليك السّلام" و"آفيه ماريا".
غطّت المواكب عند كلّ محطّة، فتلا المؤمنون الأبانا والسّلام كما بارك الأب شربل سلامه كلّ مزار قائلاً "بركة سيدنا يسوع المسيح تحلّ عليكم وتشفي جميع مرضاكم وتريح نفوس موتاكم بقوّة الثّالوث الأقدّس الأب والإبن والروح القدّس، آمين".
بعد وصول المسيرة إلى ساحة البلدة، ألقى وكيل الوقف جهاد عقيقي كلمة قال فيها إنّ "عيد ارتفاع الصّليب هو عيد النصر، وهو انتصار الحياة على الموت، والرّجاء على اليأس".
من ثم ترأس النائب البطريركي العام على منطقة جونيّة المطران أنطوان نبيل العنداري القدّاس الإلهي وعاونه كلّ من المونسنيور ميشال بطيش والأب شربل سلامه والأب سمعان بطيش والأب يوسف سلامه. وخدم القدّاس أفراد أخوية طلائع العذراء وجوقة مار شليطا وحضره فاعليّات اجتماعيّة وسياسيّة وحشد من المؤمنين.
بعد تلاوة إنجيل يوحنا (12/20-32)، ألقى المطران عنداري عظةً أكدّ فيها أنّ "طريق الصّليب هي طريق المجد للمسيح والمؤمنات والمؤمنين بالمسيح"، مشيرًا إلى أنّ "يسوع المسيح أراد أن يفهم التّلاميذ أنّ مجده لن يتمّ إلا بعد صلبه". وأضاف المطران عنداري قائلاً إنّ "منطق البشر يقود إلى الهلاك بينما منطق الله يقود إلى الخلاصّ والقوّة البشريّة ليست القوّة الحقيقيّة بل قوّة الصّليب هي قوّة الإنقاذ من براثن الهلاك".
من جهة أخرى، أردف المطران عنداري أنّ "الصّليب بدّل مفهوم الحياة عندما شعّ نوره في الآفاق المظلمة" لافتًا إلى أنّ "المسيحيين يضعون الصّليب نصب أعينهم لينهلوا منه القوّة بغمرة المصاعب والتحديّات".
واستشهد المطران عنداري بكتاب الإقتضاء بالمسيح قائلاً "في الصّليب الحياة، في الصّليب الحصانة ضدّ الأعداء، في الصّليب فيض العذوبات السّماويّة، في الصّليب قوّة النّفس، في الصّليب فرح الروح، في الصّليب أسمى درجات الفضيلة" وأضاف أنّ "لا خلاص للنفس ولا رجاء في الحيّاة الأبديّة إلا في الصّليب".
وختم المطران عنداري عظته طالبًا من الله أن نفهم المعنى الحقيقي للصّليب ليكون لنا طريق المجد على صورة مجده، وليعطنا الشّجاعة الشّفافة لنحمل صليبه في صحراء هذا العالم ونتابع مسيرتنا بخطوات ثابتة نحو القدّاسة.
وبعد القدّاس الإلهيّ، أطلقت الأسهمة النّاريّة احتفالاً بالعيد لتليها سهرة فنيّة مع المرنمتين داليا فريفر وكريستا- ماريا أبي عاد.