دينيّة
24 كانون الثاني 2017, 14:45

خاصّ- هل سيُصبح "شهيد الحبّ" طوباويًّا؟

تمارا شقير
"طيّب القلب، متواضع ومحبّ"، بهذه الكلمات وصف الرّاهب المريميّ الأب حنا موراني أخاه الأب جناديوس موراني، الراهبٌ المريميّ الّذي كرّس حياته للمسيح واشتهر بمحبّته اللّامتناهيّة له ولمريم العذراء.

يُصادف اليوم ذكرى وفاة الأب جناديوس موراني، ولهذه المناسبة كان لموقع "نورنيوز" فرصة محاورة الأب حنا موراني للتعرّف أكثر على سيرة حياة الأب جناديوس موراني.

"وُلد جناديوس في محافظة طرطوس- سوريا عام 1927، ودخل الرّهبانيّة الحلبيّة في لبنان وتحديدًا دير سيدة اللّويزة- زوق مصبح عام 1941"، هذا ما أكّده الأب حنا موراني خلال حديثه مع موقعنا موضحًا أنّ "الأب جناديوس قصد الرّهبانيّة عام 1940 إلا أنّ الرّئاسة العامة طلبت منه العودة بعد عام احترامًا لقوانين الرّهبانيّة".

عند بلوغ الأب جناديوس السّادسة عشر عامًا، لبس ثوب الرّهبنة وتوّجه إلى سوريا لزيارة أهله والاطمئنان عليهم بعدما فقد الاتّصال بهم طوال سنتين. وخلال الزّيارة، طلب الأب جناديوس من أخيه "غاصب"، أي الأب حنا موراني، أن يرافقه إلى لبنان لدخول الدّير والتّرهّب.

عاد الأخوان إلى لبنان معًا، فمكث الأب حنا في دير سيّدة اللّويزة ثلاثة أعوام قبل أن يدخل الإبتداء في دير مار سركيس وباخوس- عشقوت، في حين كان الأب جناديوس يتنقل بين الجامعة اليسوعيّة في بيروت لاستكمال دراسته ودير مار ليشع- بشريّ حيث كان يمضي عطلته الصّيفيّة. وبسبب بُعد المسافات بينهما، لم يتمكّن الرّاهبان من الإلتقاء إلّا في المناسبات الدّينيّة الكبرى.

سافر الأب جناديوس عام 1953 إلى روما لاستكمال دراسته الجامعيّة وكان يراسل أخاه وأصدقاءه الرّهبان بروحانيّة استثنائيّة حاثًّا إيّاهم على التّعلّق بيسوع المسيح والعذراء مريم والقدّيسة تيريزيا الطّفل يسوع. ومن روما، توجّه الأب جناديوس إلى فرنسا حيث تمّم دراساته في اللّغة الفرنسيّة وآدابها ليعود بعدها إلى لبنان في آواخر عام 1958.

في أوائل عام 1959، وتحديدًا في 24 كانون الثّاني/ يناير، توجّه الأب جناديوس والأب حنا وابن عمّهما الأب جورج موراني إلى القبيّات لحضور زواج أخيهما البكر. وخلال طريقهم إلى المحلّة، تعرّضوا إلى هجوم عنيف من "آل جعفر" ظنًّا منهم أنّهم من أبناء القبيّات فأصيب الأب جناديوس موراني بـ32 طلقة رصاص ما أدّى إلى وفاته عن عمر يناهز 32 عامًا، أمّا الأب حنا والأب جورج فسلّما نفسيهما لـ "آل جعفر".

وفي اليوم التّاليّ، ونزولاً عند طلب "آل جعفر"، راسل الرّاهبان الرّئاسة العامّة في دير سيّدة اللّويزة لإبلاغها باختطافهما، لكنّ هذه الأخيرة لم تُصدّق الخبر بسبب رداءة الخطّ وإمضاء الرّاهبين باسميهما السّابقيّن، فقرّرت تعليق مراسم جنازة الأب جناديوس حتى عودة الأب حنا والأب جورج إلى الدّير.

وفي اليوم التّالي، أُطلق سراح الرّاهبين وخضعا لتحقيقات مكثّفة من قبل السّلطات اللّبنانيّة في طرابلس لمعرفة ملابسات الحادثة قبل عودتهما إلى الدّير في زوق مصبح حيث أقيمت الجنازة عن راحة نفس الأب جناديوس.

كانت حياة الأب جناديوس موراني مليئة بالصّلاة والتّأمل والكتابات الرّوحيّة وكان يطلب مرارًا وتكرارًا من أخيه أن يردّد "يسوع أنا أحبّك"، ولمحبّته اللّامتناهيّة ليسوع المسيح والعذراء مريم لُقّب بـ"شهيد الحبّ". اليوم، وبعد مرور أكثر من خمسين عامًا على وفاته، تحضّر الرّهبانيّة المريميّة اللّبنانيّة ملف الأب جناديوس لرفع دعوى التّطويب إلى روما آملين أن يحتفل لبنان وسوريا بطوباويّ جديد يترّبع على عرش القداسة.