خاص : هدمتها قسوة الحرب وبعد 26 سنة من التحدي البنّاء أعيدت الى الحياة
رحّب الخوري مبارك بالنائب البطريركي العام على نيابة صربا، المطران بولس روحانا والمطران غي بولس نجيم وبأبناء الرعيّة كافة. من ثم تكلّم بايجاز عن المراحل التي مرّت بها الكنيسة وشكر الرّب على الملاكين الحارسين اللذين رافقاه في درب التحدي هذا، وهما، المهندس المرحوم حبيب سلامه رفيق الدرب الأول بالتحدي، والاستاذ ايلي سلوان، كما شكر كل من آمن بهذه القضية النبيلة في بناء بيت الله المقدس، قائلاً "إرادة الحياة عندنا أقوى من إرادة الموت، ففي عام 1990 دنسّوا كنيستنا وهدموها، لكن بصلاتكم وبركة أصحاب السيادة وكل عطاءات المحبين عادت وبنيت وتباركت وتتطهرت وتقدّست لمجد الله وخير النفوس".
ترأس المطران روحانا القداس الاحتفالي عاونه الخوري يوسف مبارك بحضور المطران غي بولس نجيم. بعد الإنجيل المقدس ألقى المطران روحانا كلمة أهم ما جاء فيها:
"بفرح كبير قبلت دعوة كاهن الرعية مع لجنة البناء لتكريس المذبح وجرن العماد الذين يشكلان العنصرين الأساسيين بإيماننا المسيحي، فحياتنا المسيحية تبدأ من جرن العماد الذي هو المدخل لنصل الى مذبح الرّب حيث نحتفل بكسر الخبز وموت وقيامة السيد المسيح". بهذا افتتح المطران روحانا عظته مضيفاً "هذه رعية المسيح ونحن خدّام ومسؤوليتنا أن نعتني بكنيسة المسيح بالمحبة التي هو أحبنا بها أي خدمةً متواضعةً بذلاً للذات بروح المغفرة والمصالحة، هذه صفاة الراعي الذي يعمل بروحية المسيح ووفق قلبه. والرعاية ليست حكراً على الأساقفة والكهنة إنما كل معمّد هو راعٍ ومسؤول. مسؤوليتنا اليوم هي أن نحافظ على كنيسة مار سمعان التي بنيت وتُبنى درجة درجة مثل "سلّم الفضائل"، ومن المهم أن تظل الجماعة المؤمنة حاضرة وأن تكبر وتلتقي بالله بأعلى الدرج".
وبالتالي نوّه المطران روحانا بجهود كاهن الرعية الخوري يوسف مبارك حامل هذا المشروع بقلبه وروح الكنيسة كما ونوّه بالمهندس المرحوم حبيب سلامة الذي ارتبط اسمه بهندسة هذه الكنيسة فاختار بعناية فائقة تصميم المذبح وجرن العماد وذكر كذلك المهندس ايلي سلوان الذي قدّم كل التسهيلات لبناء هذه الكنيسة. واعتبر لقاء هذين الشخصين للمساهمة في بناء هذه الكنيسة بعد كل ما مرّت به، بركة من الرّب وقال "هكذا تُبنى الكنائس بأشخاصٍ محبين" وحثّ أهالي القليعات وكل المحبين على النهوض بكنيسة رعيّتهم بالمحبة والتكاتف.
وأردف قائلاً "تكريس المذبح له رمزية كبيرة فالمذبح هو ذكرى موت وقيامة المسيح الذي افتدانا أما تكريس جرن المعمودية هو الحشى الأمومي لكل مسيحي يعتمد باسم الآب والابن والروح القدس.
اذا نحن شهود على هذا الرابط بين الألم والقيامة، يقول لنا المسيح "باسمي يُكرز بالتوبة لمغفرة الخطايا"، بالتالي نحن شهود على محورية التوبة لا يمكننا أن نبني الكنيسة بالاستكبار واللامبالاة".
وختم عظته قائلاً "مار سمعان العمودي، شفيع كنيسة القليعات، عرف كيف يكون صليبياً فكان قيامياً هذا ما أتمناه لكم في هذه الرعية المباركة ولا نستطيع أن ننسى أيضاً وجه مريم العذراء التي عرفت أن تكون صليبية وقيامية، هي الأولى، سبقتنا الى المجد وهي تنتظرنا في المجد. في بداية هذا الشهر المبارك نصبو أن نحظى بحظ مريم بالمجد الأبدي".
بعد العظة ترأس المطران روحانا رتبة تكريس وتبريك المذبح الكبير والمذبح الصغير وجرن العماد على ترانيم جوقة الرعية.
وختم القداس الاحتفالي على وقع ترتيلة "Ave Maria" التي أدتها سمر سلامة ابنة المهندس المرحوم حبيب سلامة.
وبعد القداس الاحتفالي، فرحت كنيسة مار سمعان العمودي – القليعات وراعيها الخوري يوسف مبارك بأول سر عماد وتثبيت في الجرن المكرّس الجديد نالته الطفلة السا فادي الخازن اليوم.