دينيّة
12 تموز 2020, 07:00

خاصّ- ما أحوج عالمنا اليوم المضطرب بالمخاطر إلى السّلام

غلوريا بو خليل
ندخل اليوم عتبة الأحد السّابع بعد العنصرة بحسب الطّقس المارونيّ بقراءة لإنجيل القدّيس لوقا (10/ 1 – 7) عن إرسال التّلاميذ الإثنين والسّبعين بعد إعطائهم توجيهات تعكس صفات الرّسالة والتي أساسها الصّلاة. ولأهمّيّة هذا النّصّ الإنجيليّ ولفهم معانيه، كان لموقعنا حديث مع كاهن رعيّة مار سمعان العموديّ – القليعات الخوري يوسف مبارك.

في البداية، توقّف الخوري مبارك عند دعوة المسيح للتّلاميذ فقال: "تدعونا أمّنا الكنيسة للتّأمل بدعوة التّلاميذ الـ72 وإرسالهم، وهم غير الرّسل الـ12. يُذكّرنا هذا الرّقم بسفر العدد 11/16 عندما اختار موسى 70 شيخًا لمعاونته بالنّظر بأمور الشّعب، فقد اختار يسوع 72 تلميذًا ليُعاونوه برسالة الخلاص إلى جانب الرّسل الـ12: لأنّ الحصاد كثير والفعلة قليلون. إنّها دعوة منه للصّلاة والطّلب لأجل الدّعوات الكهنوتيّة والرّهبانيّة والإرساليّة... لتكون الكنيسة هي الرّسالة كما فهمها وشرحها بولس الرّسول (2قور3): رسالة الله الآب كتبها بإصبعه، أيّ الرّوح القدس الذي فقّه صيّادي السّمك فأعلنوها وحفروها في القلوب والضّمائر. مضمون الرّسالة لا يحمل إلّا كلمة واحدة، هو الإبن الكلمة المتجسّد الذي مات وقام والذي به قال الآب كلّ شيء، كما يعلّمنا القدّيس الكرمليّ يوحنّا الصّليب. هذه الرّسالة التي يجب أن تصل إلى أقصى الأرض كما أوصانا يسوع: إذهبوا وبشّروا جميع الأمم...".

وأكمل الخوري مبارك شارحًا: "إنّها رسالة سلام، أيّ بيت دخلتموه قولوا: "السّلام لهذا البيت"، ورسالة المخاطر "ها إنّي أرسلكم كالحملان بين الذّئاب". رسالة تتطلّب شجعان يعرفون أنّ ضمانتهم هي يسوع وحده! فلا مجال لمَضيعة الوقت أو التّفتيش عن الرّاحة... فالسّلام قضيّة شاقّة لأنّها سلام يسوع، لا بل يسوع الذي هو سلامنا وقد صالحنا مع السّماء، ولكي يدوم هذا السّلام هو بحاجة للعدل والإنصاف. وهنا نفهم أنّ ثقتنا إن لم تكن بيسوع لا نقدر على تحقيق هذه الرّسالة فهو: "الذي قدّرنا أن نكون خدّامًا للعهد الجديد"(2قور3)."

وإنطلاقًا ممّا سبق وعلى ضوئه، كان للخوري مبارك صرخة من القلب ونداء من الأعماق لكلّ رسول سلام لكلّ إنسان: "ما أحوج عالمنا اليوم المضطرب بالمخاطر إلى السّلام، إلى فعلة سلام يُنادون بالعدالة ويقفون في وجه المظالم. عالمنا ليس بحاجة إلى مُناظرين بالحرف وقد طمرونا بخُطَبهم فخنقونا وقتلونا بريائهم وتدوير الزّوايا، وجعلوا من الشّواذ قاعدة ومن الرّذيلة فضيلة... العالم بحاجة إلى شهود وفَعلة تعمل بروح الوصيّة والتّعليم بواقعيّة السّاعة الرّاهنة، بحاجة إلى الكنيسة بقطبيها: مؤمنين وسلطة. العالم بحاجة لنكون شهودًا وشهداء لأجل سلام عادل! فهل من آذان وضمائر لدينا جميعًا، مسؤولين روحيّين وسياسيّين، تُصغي وتعمل بهديّ الرّوح فنحيا حياة هانئة ونشهد لسلام يسوع!؟".

وفي الختام، ولأنّ الصّلاة هي ركيزة الرّسالة، تضرّع كاهن رعيّة مار سمعان العمودي إلى الله مصلّيًا "أعطنا يا ربّ فَعلة جيّدين أمناء وحكماء وشجعان وقدّيسين يعملون في كرمك بلا كلل لتُثمر كلمتك بقوّة روحك خلاصًا."