دينيّة
07 تشرين الثاني 2018, 08:00

خاصّ- مار شربل رافقها إلى فرنسا!

ريتا كرم
في حين لم يرافقها أحد من أفراد عائلتها إلى فرنسا لإجراء عمليّة في الكبد، أبى مار شربل أن يتركها وحيدة فلازمها خلال عمليّتها.

هي ريتا مهنّا، من مواليد فاريّا 1978. عانت منذ أن كانت في الثّامنة عشرة من عمرها من تشمّع في الكبد، إلّا أنّ وظيفته كانت مستقرّة بنسبة 60 إلى 70%، من دون أيّ تداعيات على صحّتها. لكن الأخير لم يترك ريتا تعيش بعافية خلال العام الماضي، بل تدهورت حالته ما استدعى إلى اللّجوء سريعًا إلى زراعة كبد جديد.
أجرت ريتا كلّ الفحوص اللّازمة وأتمّت المعاملات كافّة وتقدّمت بطلب كبد في مركز وهب الأعضاء، إلّا أنّ العائق في حالة ريتا كان صعوبة إيجاد كبد بالسّرعة المطلوبة، فقرّرت بعد تفاقم وضعها أن تسافر إلى فرنسا. 
ذهبت ريتا إلى فرنسا، في 13 حزيران/ يونيو 2018، بدون زوجها الّذي اضطرّ أن يلازم ابنتيهما، هناك لم تشعر بغربة ولا بوحدة، بل كانت يد الله معها دومًا، فهو دبّر كلّ شيء، ودبّر لها كبدًا بعد يومين من انتهائها من الفحوص اللّازمة الّتي استغرقت ثلاثة أسابيع. وهي كما تقول في حديث خاصّ لموقع "نورنيوز"، أنّ مار أنطونيوس البادوانيّ "أعاد" إليها "كبدها الضّائع" بعد أن أتمّت تساعيّة صلاة على هذه النّيّة.
على الأثر، اتّصلت ريتا بعائلتها لتزفّ إليهم الخبر ولتطلب من أخيها أن يلاقيها فيكون بجانبها. 
العمليّة لا تحمل التّأجيل، فدخلت المريضة غرفة العمليّات فور وصول الكبد، وفي قلبها هدوء عارم وإيمان كبير بأنّ العمليّة ستنجح. 
وفيما كانت تحت تأثير البنج، وبينما كان الأطبّاء يبذلون كلّ ما بوسعهم لزراعة الكبد بنجاح في عمليّة استغرقت 11 ساعة، كانت ريتا في حالة غبطة كبيرة. في الواقع، هي رأت مجموعة من القدّيسين، وعلى رأسهم مار شربل يركع بجانبها لجهة اليسار محنيًا رأسه وممسكًا بيدها؛ وكان كلّما خفّ مفعول البنج كلّما شعرت ريتا بألم كبير، ألم كان يختفي ما أن تنادي "يا مار شربل" وتمسك بيده. الأمر لم ينته عند هذا الحدّ، بل وخلال تلك السّاعات الطّويلة، رأت ريتا نفسها مرتدية ثوب مار شربل وهي تصعد برفقته إلى محبسته في عنّايا.
إستيقظت ريتا بعد العمليّة وفي نفسها سلام بالغ لأنّها لم تكن وحيدة في تلك الغرفة الباردة، فوجود مار شربل كان يسندها ويدفئ قلبها ويزرع فيها رجاء بأنّها ستعود إلى عائلتها سليمة. وبالفعل تحقّق ذلك، فالعمليّة نجحت بنسبة مئة في المئة.
بقيت ريتا مدّة ثلاثة أشهر في فرنسا لإتمام العلاج، قبل أن تعود إلى حضن وطنها وعائلتها سليمة معافاة، وكان كبدها قد عاد إلى عمله الطّبيعيّ؛ وقصدت مار شربل في عنّايا وشكرته على شفاعته في 19 ت1/ أكتوبر 2018.