دينيّة
13 شباط 2022, 08:00

خاصّ– ماذا يقول الخوري أبراهام في أحد الأبرار والصّديقين؟

غلوريا بو خليل
"قبل الدّخول في زمن الصّوم الكبير، يُخصِّص التّقليد المارونيّ، في ختام زمن الدّنح، ثلاثة آحاد مع أسابيعهم لذكر المنتقلين الذين سبقونا إلى دنيا الحقّ: الأحد الماضي ذكرنا الأحبار والكهنة، اليوم نذكر الأبرار والصّدّيقين، والأحد القادم عموم الموتى المؤمنين قبل أحد المرفع". بهذه المقدّمة استهلّ مُنسّق لجنة الإعلام في نيابة صربا الخوري إيلي أبراهام تأمّله لهذا الأحد المبارك حول إنجيل القدّيس متّى (25/ 31-46).

وتابع شارحًا: "نتأمّلُ أيضًا بإنجيل الأبرار والصّدّيقين في عيد يسوع الملك وفيه المسيح يُساعدنا على تحديد، من الآن، مصيرنا النّهائيّ. على مثال "ٱلوَكِيلُ ٱلأَمِينُ ٱلحَكِيمُ الَّذي يُقِيمُهُ سَيِّدُهُ عَلَى خَدَمِهِ لِيُعْطِيَهُم حِصَّتَهُم مِنَ الطَّعَامِ في حِينِهَا"، إنّ الأبرار والصّدّيقين يُؤمّنون لأخوة يسوع الصّغار الحاجات الإنسانيّة الأساسيّة: إطعام الجّائع، إرواء العطشان، إيواء الغريب، إكساء العريان، وافتقاد المريض والسّجين. طبعًا هذه الضّروريّات ممكن أن تكون متنوّعة فالعطش مثلاً ربما يكون للحقّ والعدل أكثر من الحاجة إلى الماء. ونذكر أنّ أهم حاجة للإنسان هي الأسرار السّبعة الخلاصيّة.

لننتبه أنّهم يساعدون، لا خوفًا من الجحيم، ولا طمعًا بالنّعيم، ولا حتّى لمجرد إرضاء الله، لأنّهم لم يفكّروا أنّهم بخدمة المحتاج يخدمون الله الموجود فيهم، بل احترامًا للإنسان، ولأنّ الخير أصبح من طبعهم، وصار قلبهم مثل قلب يسوع.

إذ نذكر الأبرار والصّدّيقين، الذين عملوا الخير ولم تعلم يمينهم ما فعلت شمالهم وهم كُثر، نصلّي ألّا يكون الذين سبقونا من أفراد عائلاتنا من ملاعين الشّمال ومصيرهم النَّارِ الأَبَدِيَّةِ الـمُعَدَّةِ لإِبْلِيسَ وجُنُودِهِ، بل أن يكونوا على اليمين حيث يجلس الإبن والملك السّماويّ ليسمعوا دعوته: "تَعَالَوا، يَا مُبَارَكي أَبي، رِثُوا المَلَكُوتَ المُعَدَّ لَكُم".  

ونذكر بشكل خاصّ شعبنا الذي يعاني من الوضع الاقتصاديّ الذي لم يشهده من قبل. عندنا كلّ الرّجاء بالله، بمن ساعدنا في السّابق وسيظل "الله معنا".

وبصلاة قلبيّة اختتم الخوري أبراهام تأمله متعاطفًا مع كلّ متألّم برجاء كبير قائلًا: "نصلّي على نيّة بعضنا البعض لنساعد، حسب إمكانيّاتنا، متذكّرين أنّ سيّدنا يسوع المسيح مدح الأرملة التي أعطت فلسًا ولكن من عوزها، فالعاطي لا يعرف من أين تأتيه "رزقة" الله ونعمه لأنّه أب كريم ويرزق كلّ أبنائه. هو لم يبخل علينا بإبنه الوحيد الذي على الصّليب كان جائعًا، فأطعمنا جسده، كان عطشانًا، فأسقانا دمه، كان غريبًا فجعلنا من أهل بيته، كان عريانًا فألبسنا ثوب القداسة، كان سجين المسامير، فحرّرنا من الخطيئة، وكان مريضًا بالجراحات التي بها شُفينا لذلك نقدّم كلّ الشّكر له ولأبيه ولروحه الحيّ القدّوس من الآن وإلى أبد الآبدين. آمين."