خاصّ- في زمن الصّوم المبارك.. لنتوب ونعترف، ونسامح
"التّوبة هي عودة إلى الله، هي عودة إلى ذاتنا الّتي يسكنها الله"، هذا ما أكّده الأب ميشال عبّود الكرمليّ في حديث خاصّ لموقع "نورنيوز"، مشيرًا إلى أنّ "مسيرة التّوبة تبدأ عندما نكتشف حضور الله فينا". وأضاف أنّ "تجاهلنا لوجود المسيح في روحنا، يدفعنا إلى ارتكاب الخطيئة"، مؤكدًا أنّ "الله يفرح بلقائنا كما فرح الآب بعودة الإبن الضّال". وقال إنّنا نعود إلى الله لأننا بحاجة إليه، لافتًا إلى أنّه "عندما نعترف بخطايانا، ندرك أنّها لا تُغفر إلّا برحمة أبينا السّماويّ، فحبّه أكبر من أيّة خطيئة وبالتّالي، حين يغفر لنا، نتجدّد، نمتلئ بنعمه ونفيض بالحياة".
سرّ الاعتراف نعمة كبيرة وهو أشبه بتجديد المعموديّة، فبنيله تزول خطايانا، هذا ما أكدّه يسوع المسيح حين قال لتلاميذه "خذوا الرّوح القدس، لمن غفرتم خطاياه تغفر، ومن أمستكم خطاياه أمسكت" (يو 20/23). وأوضح الأب عبّود أنّ "قدّيسين كثر كانوا يعترفون يوميًّا، ليس لكثرة خطاياهم، بل لنيل النّعمة وأخذ بركة الكاهن". وردًّا على الّذين يعتبرون أنّهم يعترفون بينهم وبين الله، يقول الأب عبّود إنّ "سرّ الاعتراف سرّ من الأسرار السّبعة، إما ينالها المؤمن من يد الكاهن أو لا ينالها أبدًا".
وعن المسامحة، طالب الأب عبّود المؤمنين بالتّمثّل بالله والتّحليّ بروح المسامحة لاسيّما في زمن الصّوم المبارك، فالمسيح بنفسه طلب الغفران لليهود وقال: "يا أبتاه، اغفر لهم، لأنّهم لا يعلمون ماذا يفعلون" (لو 23:34). وأضاف أنّ "المسامحة قوة أعطانا إيّاها الله" مؤكدًا أنّه "إن كنّا قريبين من الله، نقدر على الغفران، فالمسامحة تشفي الجروح الدّاخليّة، تُنعش المسامِح والمسامَح، وتُدخل الفرحة والسّلام إلى قلوب الجميع".
تواضعٌ هو أن يعترف الإنسان بخطاياه ويتوب، والتّواضع الأكبر هو أن يغفر كما غُفر له، وفي زمن الصّوم الكبير، لنتمثّل بيسوع المسيح ونفعل بقول البابا فرنسيس، فـ"لا نؤجّلن التّوبة والارتداد إلى الغد" ونحمل في قلوبنا شعلة المسامحة والمحبّة علّنا نحقّق رغبة الله ونستحقّ غفرانه.