دينيّة
17 أيار 2020, 07:00

خاصّ- ظهور... فتخطٍ، فتجديد

غلوريا بو خليل
""لِمَ تساور قلوبكم الشّبهات؟ إنّي أنا هو!" (لو 24/ 38-39). حقيقة يسوع الحيّ والظّهور الفعليّ مباينان لظهورات الموتى في العهد القديم. فالخوف والاضطراب يقودان لا محالةَ إلى وعيٍ جديد. وعي الفهم والاستنارة، وعي الحقيقة الجديدة الّتي تحرّر الذّات. لوقا، في هذا المقطع الإنجيليّ، يؤكّد أنَّ شهادة الرّسل على قيامة السّيّد المسيح آيةُ شهادةٍ جديدة على صحّة الرّسالة وعلى ما جاء في توراة موسى والأنبياء." بهذه العبارات استهلّ مدير مدرسة السّيّدة للآباء الأنطونيّين - حصرون الأب رواد كعدي الأنطونيّ تأمّله الرّوحيّ لموقعنا للأحد السّادس بعد القيامة شارحًا إنجيل القدّيس لوقا (24/ 36-49) حين تراءى يسوع للرّسل."

وأردف الأب كعدي قائلًا: "هذا الظّهور أو التّرائي يوصلُنا إلى التّخطّي والتّجديد لأنَّ الرّوح يجعلُنا في حالةِ مخاضٍ دائم ولا يقبلُ أبدًا بالتّوقّف. من هنا عبارة "سأرسل إليكم ما وعد بهِ أبي" (لو 24/49)، هي التّهيئة للزّمن الرّوحيّ، زمن الرّوح القدس، الحاضر في كلّ مؤمنٍ ومؤمنة. وثمار هذا الزّمن هي "المحبّة والفرح والسّلام والصّبر واللّطف وكرم الأخلاق والإيمان والوداعة والعفاف" (غلاطية 5/ 22-25)."

وتابع: "أورشليم، مدينة السّلام هي نقطة إنطلاق بشرى الخلاص وغاية مسيرة يسوع ومركز إشعاع دائم، فمن كانوا في العلّيّة، عليهم أن يحيَوا القيامة بعد أن أزيل عنهم الخوف والاضطراب."  

وإختتم الأب كعدي تأمّله بالقول: "إنَّ الفلسفة الوضعيَّة الّتي يطرحها لوقا مناقضة لِما هو سائد في العالم اليوم الّذي أسمته الفلسفة "العصر الجديد". هذه الفلسفة الّتي تشجّع الإنسان على الاتّكال على النّفس من دون اللّجوء إلى سواه، كما تدعو إلى أن يؤمّن السّعادة لنفسِه بدون أن يهتمَّ لغيره. جاء السّيّد المسيح ليؤكّد على وجوده مع الإثني عشر قائلًا: "ليس للرّوح ما ترونَ لي من لحمٍ وعظام" (لو 24/39). وقد عبّر الرّسول بولس عن هذا الاتّجاه عندما كتب إلى تلميذه تيموتاوس: "إنَّ الله لمْ يعطِنا روح الخوف، بل روح القوّة والمحبّة والفطنة... فلا تستحِ بالشّهادة لربّنا" (2 تيموتاوس 1/ 6-7)."