دينيّة
10 تشرين الأول 2016, 07:21

خاصّ- "صلاتها قوّتي وصليبها انتصاري"

جَعلت من أحشائها مذبحًا حَملت فيه الرّب يسوع، فكرّست حياتها له. هي مثال للأم المتواضعة التي مِن قلبها أشرق نور المحبّة والعطاء. هي أمّ الشعوب، في الحروب تحميهم ومِن الشرّ تنجّيهم. يكرّسون حياتهم للصلاة معها بِمسبحتها، حبّةً تسلّم أختها، جرعاتٍ من قوّةٍ لامتناهيةٍ... حتّى تملأ قلوبهم بالإيمان، فيَصِلون إلى صليبها ويرفعوه، منتصرين!

 

تحتفل الكنيسة بِعيد العذراء سيّدة الورديّة المقدّسة في ٧ تشرين الأوّل/اكتوبر من كلّ سنة. ففي بلدة كفرشلّي-جبيل، أقامت الرعيّة ذبيحة إلهيّة في الساعة السادسة مِن مساء السبت الواقع فيه ٨ تشرين الأوّل/أكتوبر، في كنيسة الورديّة. ترأّس الذبيحة الإلهيّة الأب ميشال اليان رئيس دير سيّدة ميفوق، بمشاركة الأب شادي بشارة. 

استهلّ الأب اليان عظته بأهميّة تلاوة مسبحة الورديّة الّتي وهبَتنا إيّاها أمّنا العذراء، لكي نتعرّف على وجه يسوع الخلاصيّ، فُتجسّد لنا من خلال أسرارها كلّ لحظةٍ ومرحلةٍ عاشها المسيح مِن أجل خلاص الإنسان. وأضاف، أنّها تساعدنا في التأمل بالعذراء مريم الّتي رافقت ابنها في كلّ مراحل حياته، فتكون شفيعتنا مثلما كان  القديسون دائمًا يطلبون شفاعتها؛ إنطلاقًا مِن مار شربل، وصولًا إلى القديسة رفقا والقديس نعمة اللّه الّذين ردّدوا دائمًا "مَن كان للعذراء عبدًا لن يدرِكْه الهلاك أبدًا". وشدّد الأب ميشال في ختام عظته على قدسيّة الكنز الّذي نتنعّم به في ميفوق وكفرشلّي، كنيسة سيّدة إيليج وكنيسة الورديّة اللّتين تحضنان أبناء القريتين والقرى المجاورة، وتتشاركان معهم أسرار الورديّة مِن سرّ الفرح، سرّ الحزن، سرّ المجد وسرّ النّور.

"يا إمّي بشوفِك بالسّما"... هكذا ودّع القدّيس شربل أمّه عندما ترك بقاعكفرا إلى عنّايا. ففي حديثٍ خاص لموقع نورنيوز مع الأب شادي بشارة، بالتّزامن مع ذكرى تقديس مار شربل في ٩ تشرين الأوّل/اكتوبر، أشار إلى أنّ "شربل" اتّخذ العذراء شفيعةً له، فكانت ملجأه الوحيد في الصعوبات والضيقات الّتي مرّ بها، وكانت مسبحة الورديّة رفيقته الدائمة. اليوم أمّنا العذراء مريم هي "نورٌ ومنارة على كلّ جبال لبنان" كما ذكر الأب بشارة، فهي شفيعتنا عند اللّه... حملته في أحشائها على الأرض، فكرّمها في أجمل مكان، في السماء، عن يمينه. وختم كلامه مشددًا على أنه من خلال حبّات مسبحة الورديّة، وبشفاعة العذراء مريم وبركة الربّ يسوع، نصل إلى خلاص البشريّة!