دينيّة
30 حزيران 2019, 07:00

خاصّ - "سبحانك یا أبتاه..."

غلوريا بو خليل
في الأحد الرّابع من زمن العنصرة تتناول الكنيسة المارونيّة إنجيل لوقا (10/21 - 24) الذي يكشف من خلاله سرّ الآب والإبن للصّغار. وفي هذا الإطار كان لكاهن رعيّة بشلّلي في أبرشيّة جبيل المارونيّة الخوري روجيه كرم حديث مع موقع "نورنيوز" الإخباريّ أطلعنا فيه عن رضى الله عن الصّغار وعن أهمّيّة عمل الرّوح القدس، فاستهلّه قائلًا:

"علینا في بادئ الأمر أن نكتشف دور الرّوح القدس الذي یجعلنا نُعاین مجد الرّبّ ونشارك في فرح الملكوت. الرّوح القدس یجعلنا نكتشف ذواتنا والمواھب الرّوحیّة التي تسكب علینا من إله سخيّ في العطاء، فنحقّق الأعمال والمعجزات بقوّة من السّماء."

وتابع الخوري كرم مؤكّدًا: "نفرح ونبتھج عندما نتأمّل في تدبیر الله الخلاصيّ، إذ إنّ الرّوح القدس یفتح أذھاننا لنكتشف عظمة الرّبّ فیسلّط أضواءه علینا لنكتشف صغرنا ومحدودیّتنا. نكتشف الإله الكلمة في تجسّده الذي عاش بیننا كطفل صغیر، مسالم، متواضع. ھذا الطّفل الصّغیر الذي لا یمتلك أيّ شيء، مع ذلك  فھو علامة رجاء كبرى، علامة تفاؤل للمستقبل."

واستطرد كاهن رعيّة بشلّلي قائلًا: "الرّبّ یكشف أسرار الملكوت بقدر ما نتشبّه ببساطة وتواضع الطّفولة. لتكن مسیرة حیاتنا النّمو في الصّغر أيّ الطّفولة. فالمتواضع ھو في انفتاح واستقبال دائم. لأنّه یشرّع قلبه لكي یستقبل الرّبّ، یؤمن بكلمته، ینفتح لمحبّته ویعتمد علیه في كلّ شيء. بقدرالتّواضع وإفراغ الذّات من الأنا، نكافأ بھبات الرّبّ وتنسكب علینا قوّة من السّماء. نحیا في طواعیّة ونختبر عملًا رائعًا للرّبّ فینا فیدجّجنا بأسلحة روحیّة من أجل بناء الكنیسة وتدمیر أعمال الجحیم. "ففیه نحن نحیا ونتحرّك ونكون. كما قال بعض  حكمائكم: إنّ أصلنا منه." (أع17: 28("

وأكمل لافتًا إلى أنّ "الاعتراف بفضل الرّبّ ھو من جوانب التّواضع. بقدر اكتشاف آیاته وعجائب حبّه، یصیر المؤمن قادرًا على الشّكران. إنّ خفقان القلب في نشوة روحیّة یتحقّق بقدر تجلّي مجد الرّبّ، فیتحرّك كلّ كیان المؤمن ویدخل في شركة الكنیسة الممجّدة في السّماء. "في تلك السّاعة، تھلّل یسوع بالرّوح القدس وقال: "سبحانك یا أبتاه..." ھذه الآیة نسمّیھا: "تعظيم يسوع" في تشابه الأفكار مع "تعظيم مريم ".Magnificat

وإختتم الخوري كرم بعبرة فقال: "زمن العنصرة ھو زمن النّموّ في الولادة الجدیدة، أخي المحبوب من الله، أُطلُب دائمًا الرّوح القدس لكي تتجلّى لك أعمال الله فیتمّم من خلالك أعمالًا باھرة وتتدفّق من فمك ألسنة التّسبیح."