خاصّ- دموعها خلّصتها!
تخبر القاري لموقع "نورنيوز" الإخباريّ أنّه وفيما كانت تمارس هواية التّزلّج سقطت أرضًا، لتبدأ مذّاك مسيرتها مع الألم نتيجة إصابة في رقبتها ويديها. لم تعد جنان تقوى على الوقوف أو الحراك بشكل طبيعيّ؛ وكان من البديهيّ أن تخضع لصورة شعاعيّة لأجل تشخيص الحالة بشكل دقيق.
الصّورة تمّت، والنّتيجة كانت: "ديسك" في الرّقبة وجفاف الماء من النّخاع الشّوكيّ، جفاف يهدّد عصب اليدين والجسم بأكمله.
لم يكتفِ الجسم الطّبّيّ بهذه الصّورة لتحديد العلاج، إذ كان لا بدّ لجنان أن تخضع لتخطيط كهربائيّ EMG للتّأكّد من حالة عضل اليدين وعصبهما قبل الجزم في ضرورة خضوعها لعمليّة جراحيّة يقوم خلالها الجرّاح بشقّ الرّقبة وضخّ السّائل اللّازم لعودة النّخاع الشّوكيّ إلى حالته السّليمة.
الموعد كان في 8 شباط/ فبراير الأخير، إلّا أنّ جنان اختارت أن تزور شفيعها في محبسته عشيّة التّخطيط وتسلّمه أمرها. لذا قصدت "محبسة العجايب" وشاركت في قدّاس الأحد حيث تناولت القربان وتباركت من المياه المقدّسة، لكنّها وعلى غير عادة بدأت بذرف الدّموع ومن دون أن تدرك السّبب. وبدل من أن تشعر بتحسّن جسديّ تفاقم وضعها بعد القدّاس، إذ عجزت عن تحريك يديها ورقبتها ما منعها عن القيادة والأكل وممارسة أيّ نشاط جسديّ، وخلق في داخلها قلقًا لأنّ العمليّة باتت بنظرها حتميّة مع هذا الوضع المستجدّ.
عادت جنان القاري إلى منزلها ونامت وعيناها لا تزالان مغرورقتين بالدّموع، لتستيقظ في الصّباح التّالي من دون أيّ ألم ظنّت أنّه بسبب الاستلقاء والرّاحة طيلة اللّيل، وتقصد مستشفى القدّيس جاورجيوس لتخضع للتّخطيط المقرّر.
وفيما كانت الطّبيبة تفحص أداء الجهاز العصبيّ والعضلات، حلّت المفاجأة: غياب أيّ مشكلة صحّيّة! هذا الأمر دفعها إلى الشّكّ بنتيجة الصّورة الشّعاعيّة الّتي أعيدت قراءتها طبّيًّا وتمّت مقارنتها مع نتيجة التّخطيط مظهرة تناقضًا جليًّا، فما كان منها إلّا أن طلبت إجراء صورة شعاعيّة ثانية لتثبيت النّتيجة.
جنان الّتي كانت واثقة أنّ مار شربل تدخّل لينزع كلّ آلامها رفضت أن تعيد الصّورة، فقلبها قادها لتصدّق أنّ شفيعها كان معها، وتؤمن أنّ ما حصل معها هو أعجوبة. وعلى الفور أوقفت تناول الأدوية وقصدت دير مار مارون- عنّايا- في 14 نيسان/ إبريل 2018، وسجّلت الأعجوبة 69 بعد عيد مار شربل، وشكرت سيّد الصّرح على نعمته الغالية الّتي زرعت فيها سلامًا داخليًّا لن تزعزعه شدّة.