خاصّ– الشّمالي: "لا يكفي أن نصلّي، بل الأهمّ هو أن نعرف كيف نصلّي"
وتابع: "لا يصلّي الفرّيسيّ أمام إله حيّ، بل أمام صنم. هو يفعل الخير، ولكن لا يفعله كعمل ينبع من محبّته، بل يعمل الخير لأنّ علاقته مع الله هي علاقة تجارة: "أعطيك تعطيني، أفعل الخير وتكافئني". هو يعتقد أنّ بإمكانه أن يحصل على الخلاص بقوّته وأعماله. أمّا العشّار فيعرف أنّ خطيئته هي نقص في المحبّة. ولذلك لا ينظر إلى ضعف الأخرين، بل إلى ضعفه هو. صلاته متواضعة: "ويقف بعيدًا وهو لا يريد حتّى أن يرفع عينيه إلى السّماء". هو يعرف أنّه لا يستحق السّماء.
لا ينتظر الفرّيسيّ شيئًا من الله. ولذلك عند نهاية صلاته، ذهب مثلما أتی لأنّه ممتلىء من ذاته. أمّا العشّار، لأنّ صلاته كانت صلاة تواضع، لأنّه اعترف بفقره وبحاجته إلى رحمة الرّبّ، فذهب غنيًّا من الله: "من وضع نفسه رفع"."
وفي الختام أعطانا الخوري الشّمالي عبرةً للحياة نحملها ونعيشها، فقال: "لا يكفي أن نصلّي، بل الأهمّ هو أن نعرف كيف نصلّي. فالصّلاة الحقيقيّة هي التي لا ندين بها الآخرين ولا نفتخر بما قمنا به وكأنّنا نشتري خلاصنا. بل هي لقاء مع الله، نختبر فيه رحمة الله وعطفه علينا. "قل لي كيف تصلّي، أقل لك من هو إلهك"."