دينيّة
25 أيلول 2017, 13:00

خاصّ- السّلام الدّاخليّ.. أمواج عاتية؟

تمارا شقير
في ظلّ الاضطرابات الّتي يعيشها المؤمن، ووسط المشاكل الّتي يواجهها، والهموم الّتي تثقل كاهله، والمحن والصّعاب الّتي تسيطر على حياته، يبقى المسيح ملجأه الوحيد ويبقى السّلام الدّاخليّ سلاحه، سلام منحنا إيّاه يسوع المسيح ليفيض علينا نعمة مقدّسة تشعّ فرحًا وإيمانًا ورجاءً.

 

وفي حديث خاصّ لموقع "نورنيوز" الإخباريّ، يعرّف الأب ميشال عبّود الكرمليّ السّلام الدّاخليّ في المسيحيّة بسلام يسوع المسيح، سلام الله الّذي يُقويّ المؤمن ويساعده على تخطّي كلّ المشاكل. ويعيش المؤمن السّلام الدّاخليّ في المسيحيّة عندما يصرخ إلى الرّبّ في وقت المحنة، على مثال القدّيس بطرس، عندما يثق به ويصلّي له، وعندما يلتمس حضوره في حياته. وبمعرفة الله يعيش  الإنسان الاطمئنان بقوّة الرّوح القدس فـ"أنا قويّ بالّذي يقويّني" بحسب قول القدّيس بولس، قول يتمثّل به أيضًا ليقوى ويحافظ على سلامه الدّاخليّ، إلّا أنّ قوّته هذه قد تتزعزع أحيانًا، ويخسر سلامه بسبب الخوف والقلق وقلّة الثّقة، فيحاولالتّعويض عنه بشتّى الطّرق مستغلًّا بذلك الآخر، متسلّحًا بسلطته وإمكانيّاته المادّية.

بالصّلاة والتّأمل يعيش المسيحيّ السّلام الدّاخليّ، سلامٌ مقدّس يستمدّ منه القوّة لمواجهة الصّعاب والمشاكل، فهو ليس هدنة خارجيّة، بل حالة باطنيّة تدعو الإنسان إلى التّجذّر والغوص في الأمور، حالة تشبه البحر الّذي يظهر بأمواج عاتية في حين أنّ قعره هادئ.