دينيّة
10 نيسان 2022, 07:00

خاصّ- الخوري الدّويهي: لنؤمن أنّ الظلمة مهما اشتدّت سيُزيلها النّور

نورسات
بفرح الـ "هوشعنا" ندخل أورشليم لنصل إلى أجواء الأسبوع العظيم مع خادم رعيّة إهدن- زغرتا الخوري بول الدّويهي الذي سار بنا في رحابه بكلماته البسيطة والعميقة في آن، فكتب لموقعنا:

"بالهتاف استقبلوا مَن أقام لعازر من القبر...

بالهوشعنا صاحوا لِمَن شفى العرج، العميان والبُرص...

وراء مُعطي الحياة ساروا، فازداد حِقد قُساة القلوب...

فضح رياء الكتبة والفرّيسيّين فخافوا على مراكزهم...

كشف مكر علماء الشّريعة وأظهر صورة الله الحقيقيّة، إله الرّحمة لا الذّبيحة، إله الرّوح لا الحرف، إله المحبّة والوداعة فتآمروا عليه...

دخل أورشليم على جحش ابن أتان، فاهتزّت عروش بني الأرض وبالافتراء أسلموا ابن السّماء للعذاب وموت الصّليب.

إعتقدوا أنّهم بموته ينتصرون، وفاتهم أنّه لا شرّ يغلب الحياة.

أحبّائي، نحتفل اليوم بدخول الرّبّ يسوع إلى أورشليم، "فرحٌ" تحوّل ذات يومٍ "غمًّا وضياع"، و"هوشعنا" انقلبت "اصلبه"، و"يأسٌ" غمر القلوب إلى أن شعّ نور الأمل من القبر الفارغ وعمّ الفرح بمجد "القيامة".

أحبّائي، حدث أورشليم يضعنا أمام حقيقة أنَّ الفرح لا يؤخذ من بشرٍ ولا يُعطيه ابنُ بشر، الفرح الحقيقيّ مصدره الرّبّ ودربُ الجلجلة ليست إلّا سبيلاً يوصِلُ حتمًا إلى مجد القيامة.

ونحن اليوم في هذه الظّروف الصّعبة، وعلى درب جلجلةٍ نحمل فيها صُلبان تحدّياتنا، علينا أن نُثبّت أعيننا على الرّبّ وأن نتحلّى بالصّبر ونتخلّى عن ربط سعادتنا بالأمور المادّيّة الفانية، لأنّ الرّبّ وحده خلاصنا وقيامتنا وهو فرحنا الحقيقيّ الذي لا يستطيع أحدٌ أن ينزعه منّا، وآلام هذا الدّهر، رغم قساوتها وشدّتها، سننتصر عليها بالثّبات على كلمة الله وعلى منطق المحبّة، وبقوّة القائم سنحوّلها إلى أفراحٍ تعكس رسالتنا في هذا العالم والتي من أجلها دُعينا "تلاميذ المسيح".

أحبّائي، نحن على مشارف الأسبوع العظيم، فلنؤمن أنّ الظلمة مهما اشتدّت سيُزيلها النّور، والشّرّ مهما تعاظم سيغلبه الخير، والحقد مهما استفحل ستنتصر عليه المحبّة ولن تكون يومًا للموت الكلمة الأخيرة. آمين."