دينيّة
15 نيسان 2022, 07:00

خاصّ- الخوري أبي رزق: بعمل الفداء أتمّ يسوع رسالته وهي خلاص العالم

نورسات
"اليوم هو أعظم الأيّام، نحمل الورود في أيدينا، ومعها نحمل آلامنا ودموعنا ومخاوفنا لنضعها في قبر يسوع عربون محبّة لمن فدانا على الصّليب، ثم نقصد بيت الله فجر القيامة لنعود ونأخذ الورود بركة لنا ولبيوتنا ودلالة على أنّ يسوع لم يبق في القبر وعلى أنّ الكلمة الأخيرة لم تكن ولن تكون للموت وللألم ولليأس بل لبهجة القيامة ولانتصار الحقّ ولتبدّد الظّلم." بهذه الكلمات البسيطة التي تصف ما نقوم به يوم الجمعة العظيمة والحزينة في آن، استهلّ كاهن رعيّة مار عبدا- بقعاتة كنعان الخوري روني أبي رزق تأمّله لموقعنا.

وتابع: "ومع محبّتنا وأشواقنا نتأمّل بمحبّة الله للعالم، فها هو ابن الله خالق السّماء والأرض يُضرب ويُشتم من خليقته. هوذا ملك المجد يوضع على رأسه إكليل من شوك ويقبل السّخرية والاستهزاء. هوذا مخلّص ومحبّ وجابل الإنسان يُعذَب ويتألّم ويُقتل من الإنسان. "لقد أخذ عاهاتنا وحمل أوجاعنا...، جُرِحَ لأجل معاصينا وسُحق من أجل آثامنا..." (أشعيا 53: 4-5).

وأكمل: "نتأمّل اليوم بآلام الرّبّ الخلاصيّة ومعها نغوص لنستنير بأنوار كلمته، كلمة الحياة. فيسوع على الصّليب عانى الألم والإهانات ومعها قال سبع كلمات بمثابة وصيّة يدعونا الرّبّ للعيش على هُداها في حياتنا اليوميّة، سنتأمّلها معًا:

1. على الصّليب صرخ يسوع "إغفر لهم يا أبتاه لأنّهم لا يدرون ماذا يفعلون" (لوقا 23: 34) ليعلّمنا أن نسامح بعضنا البعض ونبتعد عن الحقد والضّغينة، فنحن مدعوّون لأن يسامح بعضنا البعض، وأن نكون أقوياء بالغفران ومتسلّحين بالمحبّة.

2. على الصّليب هتف يسوع "أنا عطشان" (يوحنّا 19: 28) فعطش يسوع يتخطّى العطش إلى الماء. عطشه كان أعمق وأهمّ، فعطش الرّبّ هو عطش إلى المحبّة وعطش إلى الحقّ، ونحن مدعوّون لنروي أرضنا القاحلة بعذوبة المحبّة وبندى الحقيقة، فيتحوّل عالمنا إلى أنشودة سلام وسكينة.

3. على الصّليب صرخ يسوع للّصّ التّائب "الحقّ الحقّ أقول لك، اليوم تكون معي في الفردوس" (لوقا 23: 34) ليفتح لنا أبواب التّوبة وطلب الغفران، فرغم ماضينا يدعونا الرّبّ إلى العودة إلى بيتنا الوالديّ حيث يستقبلنا أبانا السّماويّ بفرح عودة الإبن الضّال.

4. على الصّليب صلّى يسوع "إلهي إلهي لماذا تركتني؟" (مزمور 22: 1). هذا المزمور الذي حمل فيه كلّ آلام البشريّة التي تنوء تحت ثقل الحروب والظّلم والمشاكل الصّحّيّة والاجتماعيّة والأخلاقيّة والكوارث الطّبيعيّة ليعلّمنا أنّه، ورغم كلّ تلك الآلام، الله قريبٌ من جبلته وهو يقاسمهم آلامهم المرّة.

5. على الصّليب "قال يسوع لأمّه: "يا امرأة، هذا ابنك". ثم قال للتّلميذ: "هذه أمّك"" (يوحنّا 19: 26-27)  ليعطينا مريم أمًّا لنا جميعًا ترافقنا في طريقنا نحو يسوع. لتكون المثال للمؤمنين والشّفيعة لنا عند الله وأمّ الكنيسة والبشريّة جمعاء.

6. على الصّليب قال يسوع "لقد تمّ كلّ شيء" (يوحنّا 19: 30) فبآلامه وصلبه وموته وبعمل الفداء أتمّ  يسوع رسالته وهي خلاص العالم.

7. على الصّليب أسلم يسوع الرّوح وهو يقول "يا أبتاه بين يديك أستودع روحي" (لوقا 23: 46) ليعلّمنا أنّ الموت معه هو تسليم إلى رحمة الله وبأنّنا "إن متنا معه فسنحيا معه وإن صبرنا فسنملك معه" (2 طيموتاوس 2: 11-12)

وإختتم الخوري أبي رزق مصلّيًا: "مع هذه الكلمات نطلب من الله أن يعطينا القوّة لعيش كلامه في حياتنا، ولتكن آلامه الخلاصيّة محطّة تأمّل وصلاة، لنكون تلاميذ حقيقيّين ليسوع، فلا ندع اليأس يتملّكنا والخوف يدخل حياتنا، بل كما يقول البابا فرنسيس في رسالة الصّوم "الزّارع الأوّل هو الله نفسه الذي ما زال يلقي بذور الخير في البشريّة بسخاء". لنعمل للخير بثقة، لأنّ يسوع الذي تألّم ومات وقبر لأجل خلاصنا سيمنحنا بقيامته الرّجاء."