دينيّة
27 كانون الثاني 2019, 08:00

خاصّ – التّعلّم مهم.. لكنّ الأهمّ هو أن نولد من جديد

غلوريا بو خليل
"ما من أحد يمكنه أن يرى ملكوت الله إلّا إذا ولد من عَلُ"، بهذه العبارة استهلّ يسوع حواره مع نيقوديمس الذي قصده ليزيد علمه علمًا بحسب إنجيل يوحنّا (٣/ ١- ١٦) في الأحد الثّالث بعد الدّنح. وللإضاءة على هذا الحوار العميق بين عضو من أعضاء مجلس اليهود والمعلّم الرّبّ يسوع المسيح، كان لموقع "نورنيوز" الإخباريّ حديث مع نائب معاون كاهن رعيّة مار جرجس والصّعود الأب جورج ناصيف المريميّ الّذي شرح قائلًا:

 

"حوار دار بين أحد معلّمي الشّريعة الفرّيسيّ نيقوديمس ويسوع. الفرّيسيّ قصد يسوع ليلًا ليبحث عن أعمال إضافيّة يقوم بها إرضاءً لله. جاء ليلًا ربّما خوفًا من أن ينكشف أمام المجلس فيُطرد. واللّيل قد يعني ليل الإيمان، لأنّه لم يعثر بعد على نور الإيمان الإلهيّ، رغم علمه وثقافته الدّينيّة. لكنّ يسوع لم يجب على سؤاله، إنّما فتح معه موضوعًا آخر لم يفهمه: الولادة الجديدة من الماء والرّوح. إنّه تجديد شامل للإنسان، فيصبح خليقة جديدة. الخليقة الأولى أفسدتها الخطيئة، فكانت المعموديّة هي المدخل إلى الحياة."

وأضاف الأب ناصيف متعمّقًا: "لقد جدّد يسوع كلّ شيء: هو الهيكل الجديد حيث العبادة لله بالرّوح والحقّ، والخمرة الجديدة دمه المهراق على الصّليب. كلّمه يسوع عن عمل الرّوح، وبقي نيقوديمس مصرًّا على عمل الجسد أيّ الولادة من البطن. كلّنا في بعض الأحيان نشبه نيقوديمس: نسعى وراء يسوع لنزداد كسبًا أو ربحًا جسديًّا أو مادّيًّا، بينما يسوع يدعونا لعيش إيمان يرفعنا من عالم الجسد إلى عالم الرّوح."

وإختتم الأب جورج ناصيف المريميّ حديثه قائلًا: "هدف يسوع ليس تغيير ظروف حياتنا الخارجيّة، بل تغييرنا من الدّاخل، يخلقنا من جديد إنسانًا يقبل مشيئته ويعمل بها."

يعلّمنا إنجيل هذا الأحد المبارك إذًا أنّ التّعلّم مهمّ، لكن الأهمّ هو أن نولد من جديد في كلّ مرّة نتوب فيها فننطلق على درب الرّبّ شاكرين ممجدين.