دينيّة
08 أيار 2022, 07:00

خاصّ- الأب عبّود: في بحر حبّك لا شِباك فارغة...

نورسات
في الأحد الرّابع من زمن القيامة المجيدة، أحد ظهور يسوع للرّسل على البحيرة، شاركنا الخوري المساعد في رعيّة مار جرجس في درب عشتار والقدّيسة مريم المجدليّة – المجدل، جوزاف عبّود بتأمّل خاصّ لموقعنا حول إنجيل القدّيس يوحنّا (21/ 1-14).

إستهلّ الخوري عبّود تأمّله قائلًا: "بعد أن تراءى يسوع لتلاميذه مساء أحد القيامة وبعد أن سبق وتراءى لمريم المجدليّة، ها هو يظهر لتلاميذه مرّة أخرى على شاطئ بحيرة طبريّا، بعد أن أخذوا خيارهم بالعودة إلى ما كانوا عليه في سابق عهدهم قبل لقائهم بيسوع أيّ إلى صيد السّمك كما اعتادوا، ليعملوا للقوت الفاني لا للقوت الباقي. هم الذين رافقوا يسوع طوال ثلاث سنوات، وشهدوا على عظائم أعماله، ها هم يحاولون منفردين تأمين حياتهم بالاتّكال على قواهم الذّاتيّة بعد أن وضعوا يسوع جانبًا وكأنّه بإمكانهم الاستغناء عنه.

وفي غمرة الجهد الذي لا طائل منه، وبعد أن أمضى التّلاميذ اللّيل كلّه بالتّعب من دون أن يصطادوا سمكة واحدة، إذا بفجر النّور يتراءى لهم بشخص الرّبّ يسوع الذي لم يعرفوه في بداية الأمر، ليرشدهم إلى ما ينبغي عليهم أن يفعلوه، أيّ أن يثقوا به ويسمعوا كلمته فيلقوا الشّبكة إلى يمين السّفينة ليجدوا مرادهم من السّمك الوفير، وهذا ما حصل معهم حين ألقوا الشّبكة وكان الصّيد الوفير."

وتابع: "ونحن كثيرًا ما نواجه المواقف الصّعبة على مثال ما واجه الرّسل تلك اللّيلة. وفي اللّحظة الّتي نشعر فيها بأنّ كلّ الأبواب مغلقة في وجوهنا، نرى أنّ الرّبّ قد سبقنا وها هو حاضر لتشجيعنا كي نتخطّى ما نحن فيه، تمامًا كما يحصل في لبنان اليوم حيث الأوضاع تزداد تأزّمًا يومًا بعد يوم، فيأتي الرّبّ ليفهمنا أنّ معه لا داعي لليأس. فمعه لا أبواب مقفلة، بل يكفي أن نأخذ القرار ونليّن قلوبنا حتّى يأتي ثمر إصغائنا لصوت ربّنا وفيرًا، كما يقول صاحب المزمور: "اليوم إذا سمعتم صوته فلا تقسّوا قلوبكم" (مز 95: 8)."

وبصلاةٍ قلبية اختتم الأب عبّود تأمّله مناجيًا: "علّمنا يا ربّ أن نثق بك، فنلقي شبكة إنجيلك في بحر هذا العالم، فنصطاد البشر إلى ملكوتك السّماويّ، لك المجد من الآن وإلى الأبد آمين."