دينيّة
14 نيسان 2019, 07:00

خاصّ - أيّة صرخة "هوشعنا" نُطلق اليوم؟

غلوريا بو خليل
نورٌ يشعُّ محبّة ورحمة، وتواضع يملأ محييّا يسوع، هو الذي أيقظ الرّجاء في قلوب الفقراء والمهمّشين، هو الذي شفى مرضى الجسد ومرضى الرّوح نعم، هو يسوع الذي أقام ألعازر من الموت يدخل اليوم أورشليم ممتطيًا جحش ابن أتان والجميع يصرخ فرَحًا "هوشعنا مبارك الآتي باسم الرّبّ" (يو 12/ 12 -22). إنطلاقًا من هذا الحدث الاستثنائيّ كان لموقع "نورنيوز" الإخباريّ حديث ليتورجيّ مع رئيس الدّيوان في نيابة صربا البطريركيّة الخوري عبدو أبو خليل ليسير بنا على درب أورشليم، فنعيش ونفهم عمق العهد الجديد في ذاك اليوم لنستمدّ منه الرّجاء لمستقبل فرح مع يسوع.

 

"الإنجيليّون الأربعة يتكلّمون عن الدّخول المسيحانيّ ليسوع إلى أورشليم، لكنّ يوحنّا كعادته يركّز باختصار على شخص المسيح، حيث تصرّفاته ومواقفه تتكلّم أكثر من الكلمات"، بهذه الكلمات استهلّ الخوري أبو خليل شرحه، وأضاف: "بعد مشهد المسحة بالطّيب في بيت عنيا وعلى أثر قيامة ألعازر من الموت أيّ قبل خمسة أيّام من عيد الفصح، اليهود يستقبلون ويحتفلون بدخول يسوع بسعف النّخل، يرحّبون به كالملك المنتصر، ويضع يوحنّا على لسانهم مزمور 118 الذي يُستعمل في الأعياد الكبيرة عند اليهود، ويُعلنون "هوشعنا"، أيّ أعطنا الخلاص، خلّصنا يا ملك إسرائيل."

واسترسل رئيس الديوان في نيابة صربا بتصوير مشهديّة الحدث قائلًا: "يعيش يسوع حركة، إذ يجد جحشًا صغيرًا فيركب عليه لتتمّ الكتب المقدّسة (نبوءة زكريّا 9/9)، ويذكّرنا يوحنّا أنّه على ضوء القيامة فقط فهم التّلاميذ معنى حركة يسوع، وأنّه المسيح المُسالم والمتواضع، والجمهور يعلنه ملك إسرائيل."

"نحن أيضًا نفهم يسوع من خلال آلامه وقيامته ونقرأ مسيرته التّاريخيّة ونحن نقرأ العهد القديم، لكن ما هو موقفنا من الرّبّ؟" بهذا السّؤال وضعنا الخوري أبو خليل أمام أربعة تساؤلات لنختبر بها موقفنا الإيمانيّ فسأل: هل نتبعه لأنّه يصنع عجائب، وفيما بعد عند الصّعوبة والتّجربة نتركه؟ هل نتبعه لكي يحمينا ويكون ضمانة صحّيّة واجتماعيّة لنا ولأولادنا؟ أم نتبعه لأنّنا نخاف من الدّينونة ونرغب فقط في حفظ الشّريعة؟ أم نتبعه لأنّنا نؤمن أنّ عنده كلام الحياة الأبديّة؟! ونرغب في أن نحوّل محبّته في حياتنا، فنصبح شبيهين به، وفي عيش الرّحمة وفي نظرتنا إلى الحياة، إلى ذواتنا وإلى الآخرين؟!"

وإختتم رئيس الدّيوان حديثه اللّيتورجيّ قائلًا: "في هذا الأسبوع المقدّس، يسوع يعطينا "خذوا كُلوا هذا هو جسدي، خذوا اشربوا هذا هو دمي"، أيّ يدعونا لكي نشاركه الفكر والألم والحبّ والموت، فيتحقّق الفصح فينا وفي حياتنا، فنستطيع أن نقول: المسيح قام، هلّلويا!"