دينيّة
20 حزيران 2021, 07:00

خاصّ– أبو عبدو: هل لنا أن نفكّر في إفراغ ذاتنا لكي يسكن الله فيها كنبع حبّ؟

غلوريا بو خليل
"يُعِدّ يسوع العِدّة للبدء بالبشارة الجديدة، "اقتراب ملكوت السّموات". القدّيس متّى (10/ 1 – 7) يروي لنا أسماء الرّسل الإثني عشر: سمعان بطرس وأندراوس أخوه، يعقوب بنُ زبدى ويوحنّا أخوه، فيلبّس وبرتلماوس، توما ومتّى العشّار، يعقوب بنُ حلفى وتداوس، سمعان الغيور ويهوذا الإسخريوطيّ ذاك الذي أسلمه. أعطاهم سلطانًا لطرد الشّياطين وشفاء المرضى كما هو فعل، وهم شهود على ذلك. أرسلهم يسوع إلى إعلان البشارة لا للسّامريّين ولا للوثنيّين بل أوّلًا إلى الخراف الضّالة من آل إسرائيل. هو اختبار أوّليّ، وكأنّه به يمتحنهم في أداء البشارة. فالبداية مع الأقربين، أهل البيت، ولكن بعد قيامته يرسلهم إلى جميع الأمم." بهذه المقدّمة استهلّ منسّق مكتب رعويّة الزّواج والعائلة في بكركي الأباتي سمعان أبو عبدو تأمّله الرّوحيّ في الأحد الخامس من زمن العنصرة المعنون "دعوة الرّسل".

وأردف قائلًا: "الرّبّ يدعونا كي نؤمن به ونتوب، وفي تلبيتنا الدّعوة الإلهيّة نجد خيرنا وسعادتنا وحياتنا.الإرتداد والتّوبة لا يكونان برفّة عين. مسيرة وتدرّج في التّواضع والإيمان، تتطلّب الوقت، لأنّ الزّمن أهمّ من المساحة. يحدث التّغيير في داخل كلّ إنسان، بنعمة مطلوبة من الرّوح  القدس، "يَا ابْنِي أَعْطِنِي قَلْبَكَ، وَلْتُلاَحِظْ عَيْنَاكَ طُرُقِي." (أمثال 23: 26). يدخل الله في قلبنا كحضورٍ خلّاق محبّ ويُغيّر باطننا."

وتابع: ""لقد اقترب ملكوت السّموات"، ملكوت الله ليس بمادّيّ، ولا هو ملكوت السّيطرة والمال والقوّة. هو الحياة الجديدة حيث يغمرك الرّوح القدس كلّيًّا، إنّه ملكوت الحبّ والعطاء، ملكوت التّضحية والغفران، إنّه الطّريق إلى السّعادة والقداسة عبر الصّليب والقيامة."

وبكلمة توجيهيّة اختتم الأباتي أبو عبدو تأمّله، فقال: "أخي الإنسان، علينا الاختيار أيّ طريق نودّ أن نسلك. يسوع رسم لنا الطّريق والهدف حيث قال: "أنا الطّريق والحقّ والحياة" (يوحنا 14/ 6). هل لنا أن نفكِّر في إفراغ ذاتنا لكي يَسكن الله فيها كنبع حبّ؟ الدّخول في ملكوت الله يجعل الإنسان قادرًا على القيام بعلاقة جديدة مع الله ومع نفسه ومع الآخر."