حل لغز الحضارة الأوروبية المفقودة "المدمرة قبل 4 آلاف عام"
وبدأت ثقافة تشييد المعابد في الجزر المالطية قبل نحو 5500 سنة، تاركة وراءها مواقع مقدسة شهيرة مثل مجمع معبد antgantija.
وفي ذروة هذه الثقافة، يحتمل أن الآلاف من السكان عاشوا في مالطا، وتعد معابدهم في الحقيقة، من أقدم المباني القائمة بحد ذاتها، حتى أنها أقدم من الأثر الحجري الشهير ستونهنغ في بريطانيا، إلا أن هذه الحضارة اختفت بعد 1500 عام من هذا التقدم المعماري، ما جعل العلماء يخوضون سنوات من البحث لتحديد السبب الكامن وراء ذلك.
وقام فريق من علماء الآثار، بقيادة كارولين مالون، أخصائية ما قبل التاريخ بجامعة كوينز بلفاست بإيرلندا الشمالية، بحفر ثقوب يصل عمقها إلى 30 مترا في عمق الأرض، لتحليل الرواسب وغبار الطلع والعظام البشرية في مواقع الدفن.
وكشف هذا التحليل المتعمق، عن الكثير من التفاصيل حول كيفية عيش المجتمع القديم في المنطقة، والأهم من ذلك، أنهم وجدوا دليلا على وقوع حدث مناخي كارثي في نحو 2350 قبل الميلاد، والذي ربما كان سحابة غبار ناجمة عن ثوران بركاني.
ولا يوجد في مالطا أي براكين، ولكنها محاطة ببعض البراكين النائمة والنشطة التي ربما شكّلت سحابة الغبار الفتاكة قبل آلاف السنين.
ووجد العلماء أيضا، دليلا على أوجه القصور الغذائي وحدوث الكثير من الوفيات في صفوف الأطفال، وضعف جودة التربة في الفترة التي سبقت الوصول إلى النهاية المشؤومة للعديد من أهل حضارة المعابد التي كانت تقطن المنطقة.
ويمكن أن يساعد نجاح التقنيات المستخدمة في هذه الدراسة الآن، العلماء الذين يحققون في أسرار قديمة أخرى في طبيعة الجزيرة.