الأب وسام الخوري لطلّاب الطبّ: "أنتم أداة بيد الله"
يمثّل هذا الحدث انطلاقة فصل جديد وتحوّل عميق، حيث يبدأ طلّاب الطبّ مرحلة التدريب السريريّ، مستعدّين لاحتضان دعوتهم بالالتزام والحماس، فهو ليس مجرّد تقليد؛ بل يشكّل خطوة هامّة في مسيرة الطلّاب الجامعيّة،لأنّه يرمز إلى الوعد بتطوير مستقبل الرعاية الصحّيّة. استُهلّ الحفل بكلمة للإعلاميّة إليز فرح التي هنّأت الطلّاب على هذه المرحلة الانتقاليّة.
ثم ألقى الدكتور بيار إدّه عميد كلّيّة الطبّ والعلوم الطبيّة في الجامعة كلمة شدّد فيها على أنّنا "نجتمع اليوم لتسليط الضوء على نقطة تحوّل مهمّة في تعليمكم الطبّيّ، حيث تنتقلون من الدراسات النظريّة إلى التدريب العمليّ. سيكون لديكم شرف لمس جسم الإنسان المريض والوصول إلى المعلومات الشخصيّة للمرضى، والمشاركة في رعايتهم وعلاجهم".
وأضاف: "في جامعة الروح القدس، نتّفق جميعًا على أنّ جسم الإنسان هو هبة من الله ويجب التعامل معه باحترام وكرامة. سترتدون الرداء الأبيض، وهو زيّ يحمل الكثير من الأهمّيّة ويعكس التقاليد والوعود. ارتداء الثوب الأبيض هو تعهّد أمام المسؤولين وعائلاتكم وأساتذتكم بأنّ سنوات التدريب العمليّ ستكون أساس نموّكم الطبّيّ، حيث ستلاحظون وتتعلّمون بدقّة".
أشارالدكتور زياد الخوري المدير الطبّيّ في مستشفى سيّدة المعونات إلى "أنّ الرداء الأبيض يرمز إلى القيم الأساسيّة للمهنة الطبّيّة مثل التعاطف، والنزاهة، والتميّز، والاحترام، ويمثّل الرابط المقدّس بين الطبيب والمريض القائم على الثقة والرحمة". وهنّأ الطلّاب على اختيارهم مسارًا نبيلًا وشاقًّا يتطلّب التزامًا كاملًا وتعلّمًا مستمرًّا ومسؤوليّة عميقة تجاه المرضى...
نوّه الأب وسام الخوري، رئيس مجلس إدارة مستشفى سيّدة المعونات في كلمته بأهمّيّة مهنة الطبّ، فهي ترتبط ارتباطًا وثيقًا بحياة البشر، بخلاصهم أو موتهم أو فرحهم... وذكر مصاعب هذه المهنة التي لا تشبه سواها من المهن، مشيرًا إلى أنّ من يقرّر تعلّمها يكون لديه دعوة من الله. وقال للطلّاب: "عندما ترتدون القميص الأبيض تتحوّلون إلى ملائكة لتنقذوا حياة البشر. فأنتم أداة بيد الله. التزامكم بهذه المهنة هو الأهمّ، تحمّلوا العبء الكبير الملقى على أكتافكم بجدارة".
كذلك، تحدّث الأب طلال الهاشم، رئيس الجامعة، مرحّبًا بالحضور. وجدّد التهنئة للطلّاب وأهاليهم، معلنًا عن فخر الجامعة بهذا الإنجاز. كما نبّه الطلّاب إلى المسؤوليّة الكبيرة الملقاة على عاتقهم، مؤكّدًا أنّهم على قدر هذه المسؤوليّة. ثم أشاد بالمستوى العالي الذي يتميّزون به والذي أوصلهم إلى ما هم عليه اليوم، بفضل مرافقة نخبة من الأساتذة، مؤكّدًا دعم الجامعة الكامل لهم. وأوصاهم بالتحلّي بالقيم الأخلاقيّة، التي هي ركيزة النجاح في مسيرتهم المهنيّة.
وفي ختام الحفل، ارتدى الطلّاب الرداء الأبيض، معلنين التزامهم على مدى سنوات التدريب المقبلة بـ "تعهد الرداء الأبيض" الذي من خلاله يتعهّدون أن يكونوا: صادقين، جادّين، رُحماء، صبورين، ودودين، محترمين، طموحين، متحمّسين، متعاطفين، متفهّمين، محافظين على الخصوصيّة، متاحين لرعاية المرضى.