حاملات الطّيب - مريم العذراء أولى المبشّرات بالقيامة
"إنّ قيامة الربّ هي إعادة تجديد للطبيعة البشريّة وإعادة خلق، والصعود مرّة أخرى إلى حياة آدم الأولى غير المائتة.
إذًا، مثلما ذاك في البداية لم يرَه أيّ إنسان، حيث لم يكن يوجد أحد تلك الساعة، بعدما أخذ هو الأوّل نسمة الحياة بالنفخة الإلهيّة رأته امرأة، لأن بعد الإنسان الأوّل خُلقت حوّاء،
هكذا آدم الثاني، أيّ الربّ، عندما قام من الأموات لم يره أيّ إنسان، طالما لم يكن موجود أحد من خاصّته، وبعد قيامته رأته، أوّلًا، امرأة.
وهي القدّيسة والدة الإله التي كانت حينئذٍ في بيت التلميذ القدّيس الرّسول يوحنّا الحبيب الذي ائتمنه الربّ يسوع المسيح عليها وهو على الصليب على الجلجلة (يوحنَّا 19: 27)، والتي كانت غارقةً في الحزن وكان قلبها مطعونًا منه. كانت والدة الإله أوَّل من علم الخبر عن معجزة قيامة الربّ يسوع من بين الأموات والذي أظهر لها نفسه كما ترتّل الكنيسة: "إفرحي أيّتها الممتلئة نعمة مع الرّسل عند رؤيتك ابنك وإلهك القائم من بين الأموات. أنت التي فرحت أولًا قبل الجميع قابلةً عِلَّةَ الفرح أيُّتها الأمُّ الدائمة البتوليَّة". (قانون الفصح الفصل الأول البيت الرابع).
هكذا نرى أنّ أوّل من أتت إلى قبر ابن الله هي والدة الإله ومعها مريم المجدليّة. وهذا الستنتاج من إنجيل متى لأنّه يقول: "وبعد السبت عند فجر أوّل الأسبوع جاءت مريم المجدليّة ومريم الأخرى "التي كانت هي أم الربّ" (متّى 2:28-4.)
هكذا، والدة الإله هي الأولى التي تعرّفت على القائم ووقعت عند قدميه وصارت رسولة تجاه الرّسل. وكما رأت حوّاء الأولى لأول مرّة آدم الأول بعد أن قام من السُبات العميق، هكذا العذراء مريم، حوّاء الثانية هي الأولى من حاملات الطّيب التي رأت يسوع بعدما قام.
دخل الحزن بواسطة المرأة إلى العالم والآن قد دخل الفرح إلى العالم بواسطة المرأة أيضًا.
إنّ المسيح سعى في رفع شأن المرأة، بل قدّسها وعزّز مكانتها في الملكوت، لقد تحرّرت المرأة في يسوع المسيح بعد أن كانت بحسب التقليد اليهوديّ متحفّظة ومتشدّدة.
والكنيسة اليوم غيّرت من موقفها تجاه النساء بعد أن كانت سائرة ومتأخرة بسبب خضوعها للتقاليد والعقليّات السائدة عند شعوب كثيرة، وأعطت المرأة حقّها في التبشير ونشر كلمة الإنجيل.
ما أعظمك أيّتها المرأة كلّلك بالمجد وجعلك مستودعًا له ليأخذ منك الجسد البشريّ الذي أعطاك إيّاه هو.
حقًّا قام الربّ!"