لبنان
08 كانون الأول 2020, 06:55

جبيل تضيء زينتها الميلاديّة المتواضعة ببركة المطران عون

تيلي لوميار/ نورسات
تحت شعار "ميلادك هالسّنة بيضوّي الأمل بقلوبنا"، بارك راعي أبرشيّة جبيل المارونيّة المطران ميشال عون مغارة الميلاد في جبيل حيث أضيئت مئة شجرة في الشّارع الرّومانيّ ومداخل المدينة لمناسبة مئويّة لبنان الكبير، بحضور فعاليّات المدينة.

وتوقّف عون في عظته بعد الإنجيل المقدّس، عند معاني العيد في ظلّ الصّعوبات الّتي يعيشها لبنان هذه السّتة، فقال بحسب "الوكالة الوطنيّة للإعلام": "لا يخفى على أحد الصّعوبات الّتي يمرّ بها وطننا لبنان، ويأتي العيد هذا العام وهناك خوف وحزن وألم عند الكثيرين من أبناء الوطن وقلق على المستقبل وتباعد بين النّاس بسبب جائحة كورونا، ورغم الواقع إنّ المسيح القادم إلينا يدعونا إلى الفرح.

وجودنا في هذه المناسبة المباركة ونحن على مقربة أيّام من ذكرى تجسّد ابن الله على أرضنا ، هو للمباركة والصّلاة لهذه الزّينة الميلاديّة الّتي تذكّرنا بما هو أهمّ وأعمق ، لأنّ يسوع هو نور ومخلّص العالم، وعلينا أن نؤمن حقيقة بأنّ ابن الله تجسّد على أرضنا لكي يحقّق الخلاص ويعطي الإنسان المعنى العميق لحياته وبعد الأخوّة ويزرع السّلام والتّفاؤل والرّجاء.

نحتاج جميعًا إلى الرّجاء والسّلام والمحبّة وأن نتذكّر ما هو جوهريّ في حياتنا وإذا كنّا في أيّام الرّخاء الّتي عشناها تناسينا في بعض الأحيان ما هو الأساس في حياتنا، ظنًّا منّا أنّ السّعادة هي بقدر ما نملك من صحّة ومال وتحقيق ما نحلم به، فإنّنا شاهدنا كم أنّ الصّحّة سريعة العطب وفي ظلّ الأزمة الاقتصاديّة الّتي لا مثيل لها في تاريخ لبنان، نشعر أنّنا فقدنا كلّ شيء، لذلك علينا أن نتذكّر أنّنا ما زلنا نملك كنزًا كبيرًا لا أحد يسيطيع أن يسرقه منّا هو الرّبّ يسوع، كنز الحبّ والسّلام والرّجاء.

نحن مصرّون رغم الظّروف الصّعبة الّتي تمرّ على وطننا أن نعيش فرحة العيد الّتي لا تكون بالمظاهر الخارجيّة، بل باستقبال كلّ واحد في قلبه وحياته ليسوع المسيح الّذي ولد في مزود".

وشدّد عون على "أهمّيّة التّضامن والمحبّة بين جميع أبناء المجتمع ومساعدة المحتاجين في ظلّ الضّغوطات الصّحّيّة والاقتصاديّة والاجتماعيّة الّتي نعيشها جميعًا"، داعيًا "جميع المؤمنين للاستعداد للتّوبة والصّلاة ومساعدة كلّ محتاج بيننا.

إنّ ما يحصل اليوم في لبنان والعالم هو النّتيجة الطّبيعيّة عندما يضع الإنسان الله جانبًا في حياته وينسى أنّ الله هو المخلّص فينصّب كلّ واحد نفسه إلهًا، فيظلم الآخر ولا يفكّر بخير الجميع بل بخيره فقط، فالرّبّ الّذي هو الجوهر والأساس والملهم، لا يمكن أن يعلّمنا إلّا المحبّة والأخوّة وأن نعطي من ذاتنا لكي تصل السّعادة لكلّ إنسان. وإذا كان المسؤولون على مستوى الدّولة عاجزون أن يعيشوا هذه السّعادة بالمحبّة والأخوّة، نحن نستطيع أن نعيشها كأفراد في رعايانا ومجتمعاتنا، فنكون إلى جانب بعضنا البعض من أجل إيصال حبّ ربّنا ويشعر كلّ إنسان أنّنا إلى جانبه وإخوة له".

وأمل المطران عون في الختام أن "يحمل هذا العيد الخير والسّلام لوطننا لبنان فينهض في أسرع وقت من الموت الّذي يعيشه، ويكون الخلاص القادم من الرّبّ الصّورة الّتي تدعوننا لأن نفتّش عن الخلاص الحقيقيّ".

بدوره، رفع رئيس البلديّة وسام زعرور النّوايا على نيّة لبنان، مؤكّدًا أنّ "هذا العيد هو خلاصنا الوحيد"، سائلاً الله أن يبارك مدينة جبيل الّتي "حملت الأمل بزينتها المتواضعة"، متمنّيًا على الشّباب أن يتكاتفوا ويتضامنوا في ظلّ الانحدار الاقتصاديّ والسّياسيّ والصّحّيّ والتّربويّ، "وعدم التّفكير في الهجرة بلحظة غضب، لأنّ خطورة الأمر كبيرة، فنحن نخسر خيرة الشّباب الكفوئين وبالتّالي مجتمعنا يتّجه نحو الشّيخوخة". وصلّى زعرور في الختام على نيّة ضحايا انفجار 4 آب وكشف الحقيقة.

بعد ذلك، جال الجميع في أرجاء المغارة وسط ترانيم دينيّة ميلاديّة أدّتها المرنّمة كارلا رميا.