لبنان
29 كانون الثاني 2017, 09:15

جامعة الحكمة احتفلت بعيد مار بولس في ذكرى ارتداده

لبت عائلة جامعة الحكمة دعوة رئيسها الخوري خليل شلفون إلى لقاء عائلي رعاه رئيس أساقفة بيروت ولي الجامعة المطران بولس مطر للاحتفال بعيد مار بولس شفيع الجامعة في ذكرى ارتداده، شارك فيه رئيس المجلس الدستوري القاضي عصام سليمان والمطران الياس سليمان وعمداء الكليات في الجامعة والأساتذة المحاضرون فيها.

وألقى مطر كلمة تحدث فيها عن "الأهداف التي حققتها وتريد أن تحققها الجامعة"، وقال: "عيد مبارك على جامعتنا، ومار بولس يقول: لست أطلب ما لكم ، إنما أطلبكم أنتم.

شلفون
وألقى شلفون كلمة للمناسبة، استعرض فيها "المراحل المتقدمة التي قطعتها الجامعة منذ انطلاقتها الجديدة مع بداية القرن الحالي"، وقال: "فرحتنا كبيرة في حضور كل عائلة الجامعة في هذه المناسبة المباركة. بديهي أن تعيد الجامعة في الخامس والعشرين من كانون الثاني ذكرى ايمان مار بولس رسول الأمم، وهي الجامعة التي أردتموها يا صاحب السيادة أن تحمل اسم هذا القديس: جامعة مار بولس - الحكمة، وأن تتحصن بإيمانه، وذلك يوم جددتم انطلاقتها في مطلع القرن الحالي وأضفتم الى كلية الحقوق فيها كليات أخرى... والتجدد مستمر".

أضاف: "بين القديس بولس وجامعة الحكمة ارتباط لا يشبهه إلا ارتباط الرسول بالرسالة. وهو عهد، فيه من الرسولية التي اخذتها الجامعة عن شفيعها قدر ما فيه من الإلتزام والإندفاع اللذين ميزا شفيعنا صاحب العيد. ولعل الالتزام المسيحي الذي عرفه شاوول، أو بولس بعد تعرفه على المسيح على طريق الشام، هو الالتزام الملازم والملزم لجامعتنا المرتبطة بأبرشية بيروت المارونية منذ تأسيس نواتها الأولى، أي إكليركية عين سعادة التي أسسها عام 1852 مطران بيروت آنذاك طوبيا عون، وباتت اليوم كلية العلوم الكنسية والى جانبها كلية الحق القانوني أو الشرع الكنسي. هذا الإلتزام المسيحي نجده في كليات الجامعة كافة، فكلها مدعوة الى عيش قيم الانجيل ونشره على غرار بولس. هذا ما يدفع بجامعتنا، أساتذة وطلابا وإداريين، الى مزيد من الالتزام لكي تبقى الحكمة رائدة في رسالتها التعليمية وفي خدمة الآخرين والمجتمع والوطن. وهذا ما نكرره امام اساتذتنا اليوم وكل يوم، فالالتزام نتيجة الانتماء، وثمرته انتاج يفيد الأستاذ والجامعة والطالب في آن معا".

وتابع: "كما كان مار بولس هو نفسه جامعة عصره، جامعا علما وفكرا منهجيا ونقديا، كان مؤسس نواة جامعة الحكمة، المطران يوسف الدبس عام 1875، عالما ورؤيويا، قد أراد الحكمة تجسيدا للترقي الإنساني ولروح التضامن الوطني والعيش المشترك بين المسلمين والمسيحيين، وكانت الحكمة بحق نواة جامعة وطنية صافية، منفتحة، مسؤولة، مشرعة الأبواب للجميع. ولما أعاد احياءها المطران اغناطيوس زيادة عام 1962 بقيت أهدافها الوطنية والتربوية عينها".

وسأل: "أوليس هذا الانفتاح بالذات، مقرونا بالعزم، هو ما ترجمه مجدد الحكمة، وليها الحالي سيادة المطران بولس مطر، حين أطلق الحكمة - الجامعة من هذه البوابة البيروتية في فرن الشباك، مؤكدا انها واحة لتلاقي أوصال الوطن، على غرار تلاقي الأديان والثقافات والشعوب ومكررا أن العلوم مهما سمت تبقى بغير مضمون إن لم يسكنها الروح ويغمرها الايمان؟ إن هذه الثوابت وهذا الانفتاح المتقاطع مع تعاليم مار بولس تشكل لعملنا قوة دفع واندفاع تجعلنا نبحث عما هو أفضل لطلابنا لأن المسيح مقيم في عيونهم ولأنه يخفق بنبضات قلوبهم ويحيا فيهم ويقودهم الى المعرفة الحق.
عالم مار بولس في القرن الأول يشبه بعض الشيء عالمنا اليوم اذ انه متنوع الشعوب والثقافات، بكامل غليانه الفكري والاقتصادي والديني. وإذا كان مار بولس ذا ثقافة يونانية رومانية واسعة، بالإضافة الى ثقافته البيبلية المعروفة، فإن عالمنا الثقافي الراهن يدعونا دائما الى مزيد من الإبداع والتفوق والتألق، ولعل تعاقدنا مع جامعات كثيرة في العالم هو جزء من سعينا نحو الجودة في التعليم والحوكمة السليمة، سواء في الاختصاصات أم في العلاقات التكاملية مع سوق العمل، وفي تعليم ما يحتاج اليه مجتمعنا من هنا تركيزنا على اللغات والتقنيات معتمدين الوسائل الحديثة لنقل المعرفة".

وختم: "أشكركم يا صاحب السيادة واهنئكم بهذا العيد وبهذه الهدية التي هي جامعة الحكمة للبنان والعالم المجاور، كما اشكر كل الجهود المبذولة من العمداء ومن الأقسام المختلفة لتحقيق هذه الأهداف التعليمية، والشكر الكبير للأساتذة وأدائهم في الجامعة. وإننا ننتظر منهم مزيدا من الإنتاج العلمي والمنشورات لتركيز مسيرة الجودة وبلوغ الاعتماد، فتدرج جامعتنا على لائحة كبريات الجامعات العالمية. وإن توحيد النظام التعليمي في كل الكليات الذي باشرنا به يقودنا الى مزيد من النجاح والتعاون ويضعنا على خريطة جودة التعليم العالي مجددا، فنؤمن مستقبلا أفضل لطلابنا ولجامعتنا. والمستقبل هو في يد من يزرعون بذور الرجاء في القلوب. وعلى هذا الرجاء نلتقي حول هذه الافخارستيا، مصلين من أجلكم جميعا".