العراق
16 كانون الأول 2020, 13:30

جائزة للبطريرك ساكو تكريمًا لجهوده في الحوار من أجل ترسيخ العيش المشترك

تيلي لوميار/ نورسات
تسلّم بطريرك بابل للكلدان مار لويس ساكو جائزة مؤسّسة سماحة السّيّد هاني فحص للحوار، في دائرة العلاقات الثّقافيّة العامّة بوزارة الثّقافة، تكريمًا لجهوده في الحوار من أجل السّلام وترسيخ العيش المشترك.

للمناسبة، ألقى البطريرك ساكو كلمة شكر قال فيها بحسب إعلام البطريركيّة الرّسميّ: "تعجزُ كلماتي عن التّعبير عن مدى شكري وامتناني على هذا التّكريم  المعنويّ..

لقد التقيت بسماحة الرّاحل الكبير السّيّد هاني فحص في بيروت أكثر من مرّة، وقرأت له واُعجبت بشجاعته وانفتاحه ودفء إيمانه الّذي كان التزامًا وجوديًّا وروحيًّا وأخلاقيًّا وليس سياسيًّا فِئويًّا ضيّقًا. فهو جسَّد الآية الكريمة: وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ [الضّحى:11]

السّيّد هاني فحص رجل دين وكاتب، وناشط في المجتمع المدنيّ، ومناهض للتّطرّف وداعية للحوار بين الأديان. وطالب بمقاربة الإسلام لمواضيع التّأوين– الحداثة. وساهم في تأسيس "الفريق العربيّ للحوار الإسلاميّ- المسيحيّ.

اليوم أكثر من أيّ وقتٍ مضى، نحن على مفترق طرق، فإمّا أن نُعيد بناء علاقاتنا على أسس سامية وأخلاق حميدة تُعزّز احترامنا وإنسانيّتنا و ترسّخ العيش المشترك بيننا وإمّا أن نترك هذه العاصفة المستعرة تقودنا نحو الأسوأ ونخسر ما تبقّى!

نحن بحاجة اليوم إلى كذا قامات دينيّة واجتماعيّة مضيئة مثل قامة السّيّد هاني فحص تُقرّب ولا تُبعد، تجمع ولا تُقسِّم انطلاقًا من أنّ رسالة المسيحيّة هي المحبّة، والإسلام هي الرّحمة والتّسامح.

نحن بحاجة إلى يقظة روحيّة وأخلاقيّة في مجتمع تسوده العلمانيّة الّتي تتنكّر للقيم والأخلاق وأيضًا أمام تيّارات متطرّفة وإرهابيّة تزيل الآخر وتشوّه الدّين.

هذا التّكريم وهذه الجائزة الّتي تُمنح لرجل دين مسيحيّ (والمسيحيّون  العراقيّون عانوا الكثير) وللمجمع الفقهيّ الإسلاميّ السّنّيّ، إنّما هي دعوة لوضع اختلافاتنا جانبًا للتّلاحم والتّعاون من أجل إشاعة قيم التّضامن والسّلام والاستقرار، وترسيخ العيش المشترك، واحترام التّنوّع والتّعدّديّة، بكوننا إخوة في عائلة واحدة، ومواطنون لأرض واحدة هي العراق بيتنا جميعًا. علينا أن نمدّ يدنا للسّلام ونبدع في خلق مجتمع أفضل.

نحن مسرورون بزيارة البابا فرنسيس لبلدنا. هذه زيارة مهمّة نظرًا للرّسائل الّتي سيوجّهها. علينا أن نغتنمها فرصة لصالح بلدنا ومواطنينا."