الفاتيكان
01 تشرين الثاني 2022, 10:30

ثلاثة أهداف مهمّة في مجال الاتّصالات يضيء عليها البابا، ما هي؟

تيلي لوميار/ نورسات
"التّنسيق"، و"التّغيير"، و"اللقاء- الإصغاء- الكلمة"، ثلاثة أهداف تأمّل بها البابا فرنسيس مع المشاركين في لقاء تنظّمه لجنة تنسيق الجمعيّات العاملة في مجال الاتّصالات، في ذكرى تأسيسها الـ25 والّذي تمّ بدعم من الأمانة العامّة لمجلس أساقفة إيطاليا، داعيًا إيّاهم إلى اتّباعها في عملهم.

وفي كلمته، لفت البابا إلى أنّ "التّنسيق ليس نشاطًا بسيطًا بل هو يتطلّب الصّبر والتّمتّع برؤية ووحدة نوايا، وفي المقام الأوّل تثمينًا للأطراف وهويّتها الّتي توضع في خدمة الجميع"، فشجّع بالتّالي على الانطلاق من جعل المواهب والكفاءات تثمر لصالح الجميع في خدمة الكنيسة في إيطاليا، وعلى النّظر إلى المستقبل بثقة والاستعداد للسّير على دروب مختلفة ومجدِّدة.  

أمّا عن الهدف الثّاني: التّغيير، فذكّر الأب الأقدس أنّ "ما نشهده ليس مجرّد حقبة تغييرات، إنّما هو تغيّر حقبة، أيّ أنّنا نعيش إحدى تلك اللّحظات الّتي لم تعد فيها التّغييرات بسيطة، بل تاريخيّة، إنّها تُشكّل خيارات تُحوِّل بسرعة طريقة العيش والعلاقات والتّواصل ومعالجة الفكر، تفاعل الأجيال، وفهم الإيمان والعلم وعيشهما." ودعا إلى عدم التّخوّف من أن ندع التّحدّيات والفرص الّتي يطرحها العصر الحاليّ تسائلنا، وإلى التّعامل مع التّغيير وإدارته بشكل مثمر وهما يحتاجان إلى قدرة جيّدة على التّربية والتّنشئة، وإلى النّظر بشكل خاصّ إلى الأجيال الجديدة وتحديد المسيرات الأكثر ملاءمة لإقامة علاقات هامّة معها، مشدّدًا على أنّ "التّغيير لا يعني اِتّباع موضة اللّحظة، بل تغيير أسلوبنا وتفكيرنا بدءًا من الاندهاش أمام ما لا يتغيّر لكنّه يظل جديدًا دائمًا".

وأخيرًا الهدف الثّالث وهو ثلاثيّ بحسب وصف البابا: اللّقاء والإصغاء والكلمة، والّتي يرى فيها "أبجديّة الاتّصالات لأنّها الدّيناميّة الّتي تشكّل أساس الاتّصال الجيّد، فقال: "اللّقاء مع الآخر يعني فتح القلب بدون ادّعاء لمن هو أمامنا، كما وأنّه شرط للمعرفة، وبدون لقاء لا تكون هناك اتّصالات. يأتي بعد ذلك الإصغاء، إذ كثيرًا ما نقترب من الآخرين انطلاقًا من قناعاتنا النّاتجة عن أفكار معدّة سابقًا ما يهدّد بأن نظلّ غير قادرين على لمس ما أمامنا من واقع. يجب بالأحرى أن نتعلّم الصّمت، داخلنا أوّلاً، واحترام الآخر لا شكليًّا بل فعليًّا، وذلك من خلال الإصغاء الّذي لا غنى عنه كي يكون هناك حوار."  

ثمّ تأتي بعد ذلك الكلمة، وذكَّر البابا فرنسيس بما جاء في رسالة القدّيس يوحنّا الأولى: "ذاكَ الَّذي رَأَيناه وسَمِعناه نُبَشِّرُكم بِه أَنتم أَيضًا، لِتَكونَ لَكَم أَيضًا مُشاركَةٌ معَنا، ومُشاركتُنا هي مُشاركةٌ لِلآب ولاَبنِه يسوعَ المسيح". وقال: "إنّ الكلمة الّتي تخرج من الصّمت والإصغاء يمكنها أن تصبح إعلانًا، وهكذا يفتح الاتّصال الطّريق أمام الشّركة".