تيلي لوميار ومجموعتها تطلقان اتّحاد الإعلام المسيحيّ في الشّرق في المؤتمر الإعلاميّ الثّاني
إستُهلّ المؤتمر بالنّشيد الوطنيّ اللّبنانيّ ونشيد قانون الإيمان، وألقى بعدها الإعلاميّ بسام برّاك كلمة التّقديم أشار فيها إلى أهمّيّة هذا المؤتمر الّذي يحاول "لمَّ شملِ إعلامنا المسيحيّ وقرع جرس الدّعوة إلى ترتيب البيت الإعلاميّ المسيحيّ، بكلمة "الاتّحاد"."
وأطلّ البطريرك الرّاعي على الحضور في كلمة مصوّرة قدّمها مدير المركز الكاثوليكيّ للإعلام الأب عبدو بو كسم، أمل من خلالها "الوصول إلى إنشاء "جمعيّة اتّحاد الإعلام المسيحيّ في الشّرق"، بحيث يسير معًا الإعلاميّون ووسائل التّواصل، على أنواعها، بالتّضامن والتّعاون والتّكامل، ملبّين مقتضيات الإرسال الإلهيّ: "إذهبوا في الأرض كلّها، وأعلنوا بشارتي إلى الخلق أجمعين" (مر 15:16)"، إنطلاقًا من أهمّيّته في توحيد الصّوت بالدّفاع عن حقوق المؤسّسات الإعلاميّة المسيحيّة، ووضع استراتيجيّتها المشتركة، وتطوير الانتاج الإعلاميّ... فـ"في الاتّحاد قوّة".
أمّا وزير الإعلام ملحم الرّياشيّ فهنّأ منظّمي المؤتمر المسيحيّ الثّاني مؤكّدًا أنّه "خريطة طريق نحو وطن أفضل، كنيسة وشرق ومشرق أفضل"، إذ "لا يمكن تحديد الوحدة من دون اتّحاد ولا يمكن تحقيق الاتّحاد من دون القوّة، والقوّة هي الكلمة الّتي صار جسدًا وحلّ بيننا منذ 2000 سنة".
هذا وأضاف: "نحن اليوم أمام مفترق جديد وتاريخيّ نحو الاعتدال، نحن من واجبنا أن نساعد الإسلام ونصنع معهم سلامًا حقيقيًّا يشبه يسوع المسيح. هذه هي مهمّة ورسالة الاتّحاد ليكون قوّة يصنع المستقبل".
وألقى بعدها رئيس مجلس إدارة مجموعة تيلي لوميار ونورسات السّيّد جاك الكلّاسي كلمة أكّد فيها أنّ الاتّحاد "سيكون مستقلاً عن أيّ توجه سياسيّ أو حزبيّ، ومن أهمّ أهدافه بناء شراكة حقيقيّة مع الآخر للتّرويج لثقافة العيش المشترك. إتّحادنا لن يتوخّى الربح بمعناه التّجاريّ، جاهز للمشاركة والتّعاون مع الاتّحادات الإعلاميّة العربيّة والنّقابات الصّحافيّة وغيرها لتعزيز بناء ثقافة للإعلام صادقة وحرّة".
هذا وأمل استكمال هذا الاتّحاد للإعلام المرئيّ بالإعلام المسموع والمكتوب ووسائل التّواصل الحديثة.
هذا وانطلقت الجلسة الأولى بعنوان "الإعلام المسيحيّ في شرقنا اليوم"، تديرها مديرة قناة نورسات الأردنّ د. باسمة السّمعان الّتي أكّدت أنّ وحدة الإعلام المسيحيّ ممكنة، وتتحقّق من خلال الكلمة الموحّدة في المنابر الإعلاميّة الموحّدة، وأنّ الحلم يتحقّق من خلال المعلومة الصّادقة والمتوازنة حول ما يجري من أحداث، وتحقيق المشاركة الفاعلة في صياغة المنظومة الأخلاقيّة في الإعلام".
وحول "الإعلام المسيحيّ لتعزيز مبدأ المواطنة وثقافة الحوار"، تكلّم عضو لجنة الإعلام في بيت العائلة المصريّة الكاتب والباحث المصريّ د. رامي عطا وشدّد على "تعزيز مبدأ المواطنة ونشر ثقافة الحوار، وبالأخصّ بين المختلفين دينيًّا"، وعلى الالتزام بإراشادات وضوابط قِيَمِيَّة ومهنيّة، وبآليَّات تنفيذ خاصَّة بالكيانات الإعلاميَّة، داعيًا "الجماعة الصّحفيَّة والإعلاميَّة الالتزام بالدّور التّنويريّ للإعلام، وأن يعلو بينهم صوتُ العقلاء والحكماء من أبناء هذا الوطن، والإيمان بالصّحافة والإعلام كرسالةٍ إنسانيَّةٍ ساميةٍ تعمل على النّهوض بالمجتمع، والبناء لا الهدم".
من جهته، تحدّث الأب البروفسور يوسف مونّس عن "تحديّات الإعلامييّن في الشّرق"، وقال: "نحن صنّاع الرّأي العامّ المسيحيّ، علينا أن نواجه هذا التّحدّي الكبير في خلق رأي عامّ مسيحيّ عالميّ من خلال وسائل الإعلام، لأنّ صناعة الرّأي العامّ واجب دينيّ لنشر الحقيقة واحترام كرامة الشّخص البشريّ بصدق وأصالة".
وعن موضوع "الإعلام المسيحيّ وبناء الإنسان"، قدّم الخوري باسم الرّاعي مقوّمات أساسيّة شدّد فيها على أنّ "الإعلام المسيحيّ منتدب لا من ذاته ولا ممّن يحرّكه، بل من الرّسالة الموكلة إلى الكنيسة لخلاص البشر". وأكّد على ضرورة أن يكون الإعلام عينًا ساهرة من خلال جمع الخبر والتّعامل معه، والتّمتّع بـ"ضمير مستقيم" من أجل خدمة الإنسان وخلاصه، مع التّركيز على قول الحقيقة وتعزيز كرامة الشّخص البشريّ والخير العامّ بيقظة.
وكانت ختامًا شهادة من الأردنّ قدّمها الأب د. جورج شرايحة.
أمّا الجلسة الثّانية فحملت عنوان: "الإعلام المسيحيّ والمجتمع" بإدارة الإعلاميّ كلوفيس الشويفاتي، ورأسها منسّق العلاقة بين الكنيسة القبطيّة الأرثوذكسيّة وكنائس الشّرق الأوسط وأمين عام مجلس كنائس الشّرق الأوسط الفخريّ، ومدير قسم العلاقات المسكونيّة والحوار بالمركز الثقافيّ القبطيّ الأرثوذكسيّ د. جرجس إبراهيم صالح.
الشّويفاتي حدّد دور الإعلام المسيحيّ بالسّير نحو القيامة وليس ببثّ أخبار الموت، وبتأمين استقرار الفرد والمجتمع وسلامهما.
ثم، لفت د. صالح إلى دور الإعلام المسيحيّ في ترسيخ مبدأ المواطنة وتعزيز العيش المشترك وقبول الآخر وترسيخ السّلام والعدل في المجتمع.
من جهته، انطلق الأب يونان عبيد في مداخلة حملت عنوان "الإعلام في خدمة البشارة" على ضوء خبرته في المجال، فتوقّف عند ثلاثة اختبارات هي: "أنا تلميذ الكلمة الدّائم، أنا معلّم الكلمة الدّائم، أنا مسوّق الكلمة الدّائم"، مسطّرًا على دور الإعلاميّ المسيحيّ كمعلّم للكلمة وتلميذ لها، فكلمة الله هي "سيمفونيّة"".
بدورها لفتت رئيسة مجلس الفكر د. كلوديا شمعون أبي نادر إلى أنّ "همّ الإعلام أن يزيل الهمّ"، مثنية على دور تيلي لوميار في هذا المجال، "المحطّة الّتي تزوّد المشاهدين بالامتلاء الرّوحيّ كي يرسوا على شاطىء الحقيقة الحقّة!"، وأضافت: "نحن مدعوّون، ومن خلال شاشة تيلي لوميار وجميع المحطّات المسيحيّة، للنّظر في عيون الآخرين، كي تكون رؤيتنا أعمق، وكي نُقِرَّ بجمال الرّبّ المنعكس في كلّ كائن بشريّ".
بعدها، تكلّم الأب أثناسيوس شهوان عن "الإعلام بين الله والقيصر" لافتًا إلى أنّ "كُلُّ وَسائِلِنا التّكنولوجيّةِ اليومَ والرّسائلِ الإلكترونيّةِ وصَفْحاتِنا الفيسبوكيّةِ ومَواقِعِنا الرّسميّةِ والبِشاريّةِ إِنْ لم تَكُنْ نابعةً من قلوبٍ تُصلّي فإنَّها لَنْ تُفيد. وإن لم تَكُنْ منبثِقةً من نفوسٍ تائبةٍ فلن تُصيب. وإن لم تكن مولودةً من عيشِ الإنجيلِ فلن تُعطيَ ثمرًا"، وأكّد قائلاً: "نحن اليومَ لا نخافُ، ولا نخشى كُلَّ ما يجري. لقيصرَ أبواقُهُ ولملكِنا أبواقُه"، داعيًا إلى تعميد الأفكار من جديد، "فينضَحَ إعلامُنا نورًا يُبَدِّدُ ظلامَ العالَمِ".
كما تطرّق المونسنيور كميل مبارك إلى "قضايا الإعلام وقضايا المجتمع"، طارحًا السّؤال التّالي: "هل يجرؤ الإعلام أن يتبنّى قضايا المجتمع في كلّ زمان وفي أيّ مكان؟"، مؤكّدًا أنّه عندما يصيب الفساد الرّأس تمتدّ الشّرايين إلى كلّ أعضاء الجسد، والإعلام هو جزء من هذا الجسد. وختم سائلاً هل يجرؤ الإعلام على تبنّي قضايا الشّعب؟
واختتمت الجلسة بشهادة من العراق مع المونسنيور بيوس قاشا.
إنطلقت الجلسة الثّالثة من مؤتمر الإعلام المسيحيّ الثّاني تحت عنوان: "الإعلام المسيحيّ في زمن التّحوّلات"، بإدارة المحاميّة رولا إيليّا. ترأّس القسّ حبيب بدر الجلسة قائلاً: "في زمن التّحوّلات الكبرى، هناك سلبيّات وإيجابيّات وعلى الإنسان أن يحسن الاختيار كي لا تتحوّل الإيجابيّات إلى سلبيّات. ولا شكّ في أنّ وسائل التّواصل الاجتماعيّ هي الأكثر عرضة للسّلبيّات. والاتّحاد هو واحد من الإيجابيّات".
هذا وتطرّق مدير المبيعات لمنطقة الشّرق الأوسط لشركة فرنسيّة رائدة في تقديم خدمات إعلاميّة متعدّدة تابعة لمجموعة أورانج العالميّة جيلبار بو شاهين إلى موضوع "وسائل الإعلام في ظلّ التّغيرات التّكنولوجيّة" وعرض حقائق دراسة عن توجّهات المؤسّسات الإعلاميّة المسيحيّة المستقبليّة صوب التّكنولوجيا وميلها إلى اعتماد تقنيّات عالميّة وتغيّرات تكنولوجيّة قد تؤثّر عليها.
وتحت عنوان "الإعلام المسيحيّ في مواجهة الأزمات والنّزاعات" تكلّمت د. كريستين ميخائيل فهمي عن الإعلام الّذي يشكّل "ظاهرة دوليّة وعالميّة ويلعب بوسائله المختلفة دورًا فعّالاً في حياة الإنسان، ويكاد يدخل في أدقّ تفاصيل هذه الحياة"، مخترقًا حاجزي المكان والزّمان، مسلّطة الضّوء على الإعلام المسيحيّ الّذي أصبح بمثابة نافذة حقيقيّة تسهم في إيجاد وخلق موطن للمحبّة والعدالة والسّلام. وختمت بمجموعة توصيات شدّدت فيها على ضرورة تأهيل الإعلاميّين وتدريبهم ووضع استراتيجيّة ورؤية مستقبليّة ترتكزان على التّعاون بين القنوات المسيحيّة.
وبعدها ناقش د. جورج صدقة موضوع "أيّ إعلام لأيّ مستقبل؟ نحو استراتيجيّات إعلاميّة مشتركة"، مشيرًا إلى أنّ البشريّة "تعيش ثورة كبيرة في تاريخها، إنّها الثّورة الرّقميّة فنشهد تحوّلات جذريّة. وما وصلنا إليه تخطّى ما كنّا نحلم به في السّنوات السّابقة، لذلك الإجابة على سؤال "إيّ إعلام لأيّ مستقبل؟" هي إجابة صعبة"، وأكّد أنّه إزاء كلّ هذا، مع تعدّد الوثائق الرّقميّة يبقى الأهمّ هو المضمون.
واختتمت الجلسة بشهادة للمحامي أديب زخّور.
أمّا الجلسة الرّابعة والأخيرة فحملت عنوان: "اتّحاد الإعلام المسيحيّ في الشّرق" بإدارة الإعلاميّة لارا سليمان نون الّتي دعت إلى اتّحاد الإعلام المسيحيّ في الشّرق، وتوحيد الكلمات والمفاهيم والأهداف.
وبعدها عرض أمين سرّ تيلي لوميار د. أنطوان سعد نظام الاتّحاد المؤلّف من 16 مادّة متمحورة حول أهداف الجمعيّة، هيئاتها وشروط الانتساب إليها.
وعن "تفعيل الاتّحاد" وشروط العضويّة، تكلّم جيلبار بو شاهين محدّدًا أهدافه الدّاعية إلى العمل على نموّ وانتشار الإعلام المسيحيّ، توطيد العلاقات وتعزيز تبادل المعلومات بين أعضاء الاتّحاد، الدّفاع عن حقوق المؤسّسات والقنوات الإعلاميّة المسيحيّة وحقوق الإعلاميّين لديها في المراجع المحليّة والدّوليّة، وضع إستراتيجيّات للإعلام والبثّ المسيحيّ بما يتلاءم ومصالح الإعلام المسيحيّ والمؤسّسات الأعضاء، تبادل المواد الإعلاميّة والبرامج بين القنوات الأعضاء ومع القنوات الأخرى غير الأعضاء، تعزيز وتنسيق الأنشطة في تطوير الإنتاج الإعلاميّ، تعزيز وتنسيق مبادرات الإنتاج المشترك والتّعاون الهندسيّ وكذلك تبادل الخبرات بين العاملين فيها، دعم وتنسيق التّعاون في مجال تنمية الموارد البشريّة ووضع خطط التّدريب وتنمية نظمه، تعزيز التّعاون بين الأعضاء وتقديم الدّعم التّقنيّ والاستشارات الفنّيّة اللّازمة تماشيًا مع التّغييرات والتّطورات الحاصلة، العمل على التّسويق المشترك لكلّ القنوات الأعضاء في الاتّحاد، وإطلاق جائزة سنويّة لأحسن فيلم (أو فيلم قصير) مسيحيّ هادف، ومنحة سنويّة لأحسن وأفضل إعلاميّ مبدع.
أمّا الأستاذ آلان منصور فأطلق الموقع الإلكترونيّ الخاصّ بالاتّحاد: http://christianmediaunion.org/ شارحًا مضمونه المتمثّل بكلّ الأخبار والنّشاطات الّتي سيقوم بها. هذا وشدّد على ضرورة الانتساب لتفعيل دوره في المجتمع.
وختم د. جرجس صالح الكلمات بمداخلة حول "أهميّة الاتّحاد" الكامنة في توحيد الصّوت المسيحيّ وتجذّر المسيحييّن في أرضهم والحدّ من الهجرة، وترسيخ الفكر المسكونيّ وقبول الآخر.
واختتم المؤتمر بنشيد البشارة "إذهبوا في الأرض كلّها".