لبنان
04 حزيران 2017, 09:13

تيلي لوميار تحتفل بعيدها الـ27 في بكركي في أحد العنصرة

ترأس البطريرك المارونيّ الكاردينال مار بشاره بطرس الرّاعي صباح اليوم القدّاس الإلهيّ في كنيسة الصّرح البطريركيّ في بكركي لمناسبة عيد العنصرة وعيد تيلي لوميار الـ27، ونورسات الـ14، ونور الشّباب الـ6، عاونه النائب البطريركيّ العام المطران حنّا علوان، ومطران كندا للموارنة بول مروان تابت، ومطران الموارنة في أستراليا سابقًا عاد أبي كرم، ومطران صور للروم الكاثوليك ميخائيل أبرص.

حضر القدّاس بطريرك الروم الملكيين الكاثوليك غريغوريوس الثالث لحّام ممثلًا بالمطران يوحنا جانبارت، وبطريرك السّريان الكاثوليك مار إغناطيوس يوسف الثالث يونان ممثلًا بالمطران جهاد بطّاح، وبطريرك كاثوليكوسية الأرمن الأرثوذكس لبيت كيليكيا آرام الأوّل كشيشيان ممثلًا بالأب بدروس مانوليان، وحشد من الآباء والرّاهبات.

وشارك في القدّاس رئيس مجلس إدارة نورسات جاك الكلاسي وأعضاء مجلس إدارة تيلي لوميار ونورسات ومدراء القنوات والعاملين فيها، وحشد من الفاعليّات الاجتماعيّة والمؤمنين.

بعد تلاوة إنجيل يوحنا (١٤/ ١٥-٢٠)، ألقى البطريرك الرّاعي عظة بعنوان "وامتلأوا كلهم من الروح القدس".

وقال الرّاعي:"إنّ العنصرة عيد معموديّة الكنيسة الناشئة، على ما قال الربّ يسوع لرسله قبيل صعوده إلى السماء (راجع أعمال 1 : 5). فالروح الذي سيحلّ عليهم، يهبهم القوّة ليكونوا شهودًا له حتى أقاصي الأرض (راجع أعمال الرسل 1:8)، مضيفًا أنّ : "هذا العيد اختارته محطّة تيلي لوميار ليكون عيدها التأسيسي،  والتزامها بلغّة الروح : المحبّة والحقيقة. فيسعدنا أن نحتفل معكم بهذه الليتورجيا الإلهيّة، إحياءً لعيد حلول الروح القدس في اليوم الخمسين، وللعيد السابع والعشرين لتأسيس تيلي لوميار، والرابع عشر لتأسيس فضائيّتها نورسات، ولذكرى إطلاق مجموعة فضائيّاتها".

وأكّد الراعي أنّ :"الروح القدس قاد هاتين المحطّتين ومجموعة الفضائيّات، فتمكّنت من الشهادة للمسيح، بنقل كلمته وتعليم الكنيسة ورسالتها إلى القارّات الخمس. فكان الروح القدس يحيي بذار الكلمة في قلوب المشاهدين، مثلما يلقى الزارع زرعه في الأرض (راجع متى 3:13). "

وقدّم الراعي "هذه الذبيحة الإلهية على نية أعضاء مجلس الإدارة كي يعوض الله عليهم، ويكافئهم بفيض روحه القدّوس بمواهبه السّبع، وينعم بالخير والنجاح عليهم وعلى عائلاتهم. ونذكر بصلاتنا كلّ العاملين والموظّفين والمشاركين في إعداد مختلف البرامج".

من جهة أخرى، أردف الراعي : " لقد ظهرت عناصر ثلاثة رافقت هذا الامتلاء، كعلامات خارجيّة لعمل الروح في داخل المؤمنين. وهي الرّيح العاصفة، والألسنة من نار، والنطق بلغّات. الريح العاصفة التي دوّت في البيت هي علامة قوّة الروح القدس التي تنعش وتحيي وتبدّل. الألسنة من نار التي استقرّت على رؤوسهم تدل على المواهب التي يوزّعها الروح القدس. أما النّطق باللّغات فيعني أنّ الرّوح يضع على ألسنتنا النّطق بلغة المحبة والحقيقة."

وأضاف أنّ : "من ثمار حلول الروح القدس، الفرح في القلب، وهو فرح لا ينتزعه حزن، ومصاعب الدهر، لأنه ينبثق من الرجاء ومن محبّة اللّه. فالربّ يسوع يسمّي الروح القدس "بالمعزي" و "المؤيّد"، لأنه يقف إلى جانب المؤمن."

وأشار إلى "أننا في مناسبة العيد، نعيش بوادر فرح هي من ثمار الروح، أعني اتّفاق الكتل السياسيّة والنيابيّة على قانون جديد للانتخابات. نرجو أن يقرّه المجلس النيابي في دورته الاستثنائية. وإننا نصلي كي يُتمّ الروحُ القدس هذا الفرح، فتنتقل السلطة السياسية، بفضل هذا التوازن الجديد، إلى معالجة الشؤون الاقتصادية والمعيشية والإنمائية العالقة الضرورية." وقال : "إنّ وصيّة المحبّة للمسيح تظهر في محبّتنا بعضنا لبعض."

وختم الراعي عظته قائلاً : " نسجد للآب والإبن والروح القدس، نرفع نشيد المجد والتسبيح لمحبّة الآب التي تظلّلنا، ولنعمة الإبن التي تخلّصنا، ولشراكة وحلول الروح القدس الذي يحيينا ويوحّدنا، الآن وإلى الأبد، آمين."

وقبل البركة الختاميّة، ألقى المهندس نعمة افرام كلمة عرّيفة للحفل  قال فيها : " بعد 27 عامًا على الانطلاقة الاولى لتيلي لوميار و14 سنة على نورسات، يبقى السراجُ المضاء بزيتٍ مُقدّس، يشُعّ محبة"، مشيرًا إلى أنّه : "بينما ينتشر السوادُ من حولنا، كانت تيلي لوميار ونورسات يعيشان تحدّيات التمايز ويتوقان الى الاحتراف. بالمحبّة والسّلام يفعلان."

وأضاف: "أنّه رغم الصعوبات الجمّة التي واجهت تيلي لوميار ونورسات، إلاّ انهما لم يتردّدا في حمل رُقيّ الرسالة الإعلاميّة، وقوامُها المحبة والإيمان"، لافتًا إلى أنّ تيلي لوميار ونورسات : "تتصدّيان للإعلام المُنحرف، وتُشكّلان المنبر الصادق للتلاقي بين الحضارات والانفتاح على الثقافات الأخرى."

وأردف أنّ : "بعد 27 عامًا، لا نزال نستّلهم من خلال هذا العمل الاعلامي الرائد، روحانيّة مشرقيّة ضاربة جذورها في التاريخ ... إلى أيام المسيح والرسل ... إلى زمن المسيحيين الأوّلين."

وشكر افرام صاحب الغبطة مار بشارة بطرس الراعي والهيئة الإداريّة واللّجنة الأُسقُفيّة لوسائل الاعلام ومجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان.

وختم كلمته قائلاً : " العيد هو في وجه المسيح الحقيقيّ الذي تُظهرونه من خلال عملٍ اعلاميّ خلاصيّ. ليس مسيحُ المسيحيين فحسب، بل مسيحُ كل الاديان. مسيحٌ يُحبّه المُسلم والبوذيّ والعلمانيّ، مسيح المصالحة، مسيح الفقراء والمرضى والمعذبين ومسيح الاطفال الذين أحبّهم فأحبّوه."

وبعد القدّاس توجّه الجميع إلى باحة الصّرح وقطع البطريرك الراعي ومجلس الإدارة قالب الحلوى للمناسبة.