العراق
29 تشرين الأول 2018, 07:30

توصيات كلدانيّة حول "الزّواج والعائلة"

إختتمت أبرشيّة زاخو والعماديّة الكلدانيّة أعمال مؤتمرها الأوّل حول "الزّواج والعائلة"، في كاتدرائيّة مار إيث ألاها في دهوك- العراق، والّذي أقيم برعاية راعيها المطران ربّان القسّ، وبحضور السّفير الباباويّ في العراق المطران ألبرتو أورتيغا، وكهنة الأبرشيّة والمنطقة، وعدد كبير من الرّاهبات والمؤمنين.وناقش المؤتمرون قضايا الزّواج والعائلة من النّواحي الدّينيّة واللّاهوتيّة والنّفسيّة والقانونيّة والطّبّيّة، وخرج بتوصيات نشرها موقع البطريركيّة كالتّالي:

 

"في ختام مؤتمرنا وهو الأوّل حول "العائلة والزّواج"، والّذي انعقد لثلاثة أيّام من 25-27 تشرين الأوّل 2018 (في كاتدرائيّة مار إيث ألاها- دهوك)، برعاية ودعوة من راعي الأبرشيّة المطران مار ربّان القسّ وحضور سعادة السّفير البابويّ ممثّل الكرسيّ الرّسوليّ المطران ألبيرتو أورتيغا، والآباء الكهنة والأخوات الرّاهبات وجمع كبير من المؤمنين والمؤمنات.
نشكر الله على هذه الأيّام ومن خلال كلّ ما طرح فيها من أفكار وشروحات وآفاق حول سرّ الزّواج والعائلة. إذ يأتي هذا المؤتمر في خطّ السّينودسات والمؤتمرات الّتي تقيمها الكنيسة الكاثوليكيّة من أجل العائلة، لما تحتلّه العائلة من مكانة في حياة ورسالة الكنيسة ودعوتها، وأهمّيّة سرّ الزّواج كطريق نحو بناء الكنيسة والمجتمع والعائلة.
وجاء هذا المؤتمر في هذه الأوقات الّتي تمرّ فيها العائلة في أوقات عصيبة وتحدّيات صعبة وخاصّة في العراق ودول الشّرق، بسبب الأزمات السّياسيّة والاقتصاديّة والإرهاب وما سبّبته من زعزعة في الوضع الاجتماعيّ، وهذا ما يتطلّب منّا جميعًا العمل من أجل إعداد جيّد للمقبلين إلى الزّواج ومرافقة العوائل الجديدة والمتألّمة، من أجل أن يعيشوا بأمان وتبقى بركة الرّبّ حاضرة في حياتهم ومن هنا نشعر بالحاجة إلى شكر الرّبّ على الوفاء الكبير الّذي تلتزم به عائلات مسيحيّة كثيرة خاصّة في أبرشيّتنا (أبرشيّة زاخو والعماديّة الكلدانيّة) وذلك في عيش دعوتها ورسالتها بفرح وإيمان حتّى عندما تضعها المسيرة العائليّة والعلاقة الزّوجيّة أمام عقبات وسوء فهم من الآخرين ومعاناة لأسباب شخصيّة أو عدم نضوج كاف أو بسبب الأوضاع.
إنّنا جميعًا نقدّر ونشكر ونشجّع عائلاتنا لمواصلة المسيرة بثقة ورجاء ومحبّة وفرح. ونؤكّد أنّ عالمنا بحاجة إلى شهادة والتزام العائلة الكاثوليكيّة المسيحيّة، وما يجعل العائلة سرّ وعلامة وطريق نحو القداسة، هي حياة الشّراكة بالحبّ والعطاء والغفران. فالكنيسة تتطلّع إلى العائلة البشريّة الّتي تجسّد سرّ الكنيسة، إلى دعوة حبّ بين الرّجل والمرأة عندما تستمدّ حبّها من محبّة المسيح المضحّية من على الصّليب، وتصقل العلاقة بينهما على ضوء مقياس حبّ المسيح للبشريّة، بحيث تصبح المحبّة المسيحيّة قمّة الحبّ الإنسانيّ المعاش جسديَّا وعاطفيًّا. وهكذا تشكّل العائلة "كنيسة بيتيّة" يعيش فيها ما تعيشه الكنيسة من صلاة وشكر وتوبة وغفران. وتبني علاقاتها على الحوار والاحترام. وبناء على كلّ ما طرح من تعليم الكنيسة ومن مداولات وأفكار حول سرّ الزّواج والعائلة من النّواحي اللّاهوتيّة والقانونيّة والنّفسيّة والصّحّيّة ومن أجل وعي أكبر وفهم أعمق لسرّ الزّواج والمسؤوليّة الملقاة على عاتق المتزوّجين في إنشاء عائلاتهم وتربية ومرافقة أبنائهم ولأجل زواجات صحيحة وسليمة تقدر أن تعيش سرّ الزّواج حيث تستوفي الشّروط القانونيّة الّتي وضعتها الكنيسة لخيرهم.
فخرجنا بهذه التّوصيات لخير أبناء الأبرشيّة بشكل خاصّ وأغناء الكنيسة بشكل عامّ.

1.  إنشاء لجنة من المؤتمرين لمتابعة مقرّرات وتوصيات المؤتمر والإعداد للقاءات دوريّة تجمع العوائل حول بعض في المواضيع الّتي طرحت ومناقشتها بشكل أعمق.

2.  إقامة دورة مخطوبين مركزيّة (في دهوك)، إذ تكتمل الدّورة من خلال سلسلة محاضرات (لاهوتيّة، قانونيّة، طبّيّة، نفسيّة واجتماعيّة).

3.  تبليغ وتحديد راعي الخورنة بتاريخ الزّواج قبل ثلاث أشهر أقلّه، ويبدأ العمل بهذا القرار اعتبارًا من 1 شباط 2019.
4.  إلزام المقبلين على الزّواج على الفحص الطّبّيّ وتقديم شهادة الفحص الطّبّيّ من ضمن المراكز الّتي ذكرت في المؤتمر، وذلك خلال فترة الإعداد الّتي تسبق الزّواج. 
5.  إنشاء مركز في مدينة دهوك، لمرافقة ومتابعة العوائل المجروحة والمتألّمة، أو الّتي تمرّ بمشكلة أو أزمة معيّنة.
6.  الالتزام بعقد الزّواج بعمر 18 سنة وما فوق، لكلي الزّوجين. ودعوة المتزوّجين إلى تسجيل الزّواج في المحكمة الحكوميّة حالاً بعد الزّواج.
7.  إعداد كتاب خاصّ بالأبرشيّة كدليل يساعد الكهنة في مرافقة المتزوّجين والعوائل الجديدة.
8.  طبع ونشر محاضرات المؤتمر في كتاب ينشر لاحقًا كوثيقة ومرجع.

في الختام نرفع الشّكر للرّبّ على نعمه ونضع تحت عنايته جميع عائلاتنا ونشكر جميع المشاركين على التزامهم."