توجيهات من المتروبوليت موسي إلى كهنة أبرشيّته ومجالس رعاياها، ماذا في مضمونها؟
"قدس الآباء الكهنة الجزيلي البرّ،
أعضاء مجالس الرّعايا المحبوبين بالرّبّ،
سلام بالرّبّ يسوع،
لقد افتقدنا الرّبّ بأنواع الرّأفة الكثيرة، وإن بدت لنا المحنة الحاليّة صعبة جدًّا. بعض الدّواء مرّ، لكن الشّفاء لا محالة مضمور وموجود وآتٍ.
إستكمالًا لرسالتي العامّة الصّادرة يوم السّبت الواقع فيه 21 آذار الفائت، أرجو من عنايتكم أن تأخذوا بعين الاعتبار الأمور التّالية:
1) لجنة طوارئ: النّقاط المطروحة أدناه تستدعي تكوين هيئة أو أن تتحوّلوا إلى هيئة طوارئ في الرّعيّة لكي تتابعوا تفاصيلها مع الهيئات الخارجيّة كما ومع مكوّنات الرّعيّة من فرق تابعة للرّعيّة أو حركة الشّبيبة الأرثوذكسيّة أو الكشّاف الوطنيّ الأرثوذكسيّ. أرجو أن تتطارحوا هذه الأمور فيما بينكم، وأن تعلموني بنتيجة الشّورى، قبل الشّروع بالتّنفيذ.
2) البلديّات والقائمقاميّة: في مناطقكم، تتحرّك بعض الجهات الرّسميّة، وأعني بشكل خاصّ البلديّات (بعضكم يتبع القائمقاميّة في محلّته)، بشأن استدراك تداعيات الحجر الصّحّيّ المنزليّ، واحتمال فرض منع التّجوّل بحال لم يكن التزام المواطنين كافيًا أو أنّ إجراءات مكافحة انتشار الفيروس تتطلّب خطوات أقسى من تلك المتّخذة حتّى الآن. لا بدّ أن تكونوا بصورة الخطوات الّتي يمكن لهذه الجهات أن تتّخذها في محلّتكم أو منطقتكم، من أجل المساهمة فيها أو الاستفادة من معطياتها.
3) وضع المسنّين: الحجر الصّحّيّ المنزليّ فرض واقعًا جديدًا يلامس شريحة من أبناء رعايانا لا يمكنها أن تدبّر أمورها في مثل هذه الضّوابط الصّحّيّة.
4) الأشخاص الّذين يعيشون لوحدهم: في السّياق نفسه، لربّما يوجد في محيط رعيّتكم مَن يعيشون لوحدهم، وليس لهم مَن يتواصلون معه، أو يتشاركون الهموم والرّجاء.
5) برامج تدريب: مواجهة الحجر الصّحّيّ المنزليّ بالإضافة إلى واقع انتشار الفيروس يفرضان سلسلة من الإجراءات الّتي تساعد الهيئات الشّعبيّة أو السّكّان على التّعاطي الصّحّيّ والمناسب مع جملة من الحاجات، خصوصًا عندما يصيب الفيروس إحدى العائلات. هذا لا بدّ من التّدرّب على القيام به. لربّما البلديّات أو الهيئات الإنسانيّة في محيطكم توفّر برامج تدريب لمتطوّعين بحيث نهيّئ شريحة من أبنائنا للمساعدة في هذا المجال. هذا يعني السّعي في إمكانيّة إيجاد مثل هؤلاء المتطوّعين من بين أبناء الرّعيّة سواء من الخادمين فيها أم لم يخدموا بعد فيها.
6) الصّلوات والخدم المشتركة: اعتمدت بعض الرّعايا بثّ الخدم من كنيستها عبر الشّبكة العنكبوتيّة. قلّة افتكروا أن يقوموا بالصّلاة معًا عبر تطبيقات يجري استعمالها في تقنيّات التّعلّم عن بُعد أو الاجتماعات عن بُعد. لربّما هذه الفكرة الثّانية تساعد البعض على الصّلاة معًا في الوقت نفسه ضمن شبكة من هذا النّوع.
7) إستخدام وسائل التّواصل الاجتماعيّ: تسعى المطرانيّة إلى دعم أبناء الأبرشيّة عبر سلسلة من المقالات والأحاديث والمواعظ وغيرها من أجل تعزيز الرّوابط والافتقاد وتقديم الزّاد في هذه المحنة الكبيرة. يمكنكم مشاركتها عبر صفحاتكم لتعميم الفائدة.
ما سبق يشكّل فرصة ذهبيّة لتنشيط الحياة الرّعويّة ولو في ظروف يصعب فيها اللّقاء وجهًا لوجه. لكنّها خبرة جديدة ستغني خبراتكم السّابقة وتجدّدها.
ألا بارك الرّبّ مسعاكم وسهّل سبيل نجاحه لمجد الرّبّ".