لبنان
05 آب 2021, 13:30

تواضروس متضامنًا مع اللّبنانيّين: إختلفوا كما شئتم لكن أمام مصلحة الوطن العليا كونوا واحدًا

تيلي لوميار/ نورسات
وجّه بابا الإسكندريّة وبطريرك الكرازة المرقسيّة تواضروس الثّاني، رسالة تضامن إلى اللّبنانيّين في ذكرى 4 آب، نشرت في العدد الخاصّ من مجلة "المنتدى" الصّادرة عن مجلس كنائس الشّرق الأوسط، تحيّة لبيروت وأهلها بعنوان "بيروت في قلب الكنيسة، بيروت قياميّة"، وقال فيها: "إختلفوا كما شئتم لكن أمام مصلحة الوطن العليا كونوا واحدًا".

وجاء في الرّسالة: "إنّ مرور عام كامل على هذا الحادث الخطير وهو الانفجار الهائل في مرفأ مدينة بيروت عاصمة لبنان الحبيب، في 4 آب عام 2020 بسبب مواد كيميائيّة ملتهبة ومخزّنة لوقت طويل ومعرّضة للتّفاعل، والانفجار بالصّورة المرعبة الّتي شاهدناها عبر شاشات التّلفزيون جعلت قلوبنا تسقط فينا، وقتها اعتبرناها أزمة وحادثة مفزعة ستجعل أهل البلاد صفًّا واحدًا وقلبًا واحدًا أمام هذه الكارثة بكلّ أبعادها الإنسانيّة والاجتماعيّة والاقتصاديّة والحياتيّة. فدائمًا الشّعوب أمام الكوارث تتوحّد وتنصهر في بوتقة واحدة أملاً بالخروج من الكارثة بأشدّ عزم وأكثر قوّة، وكنّا نأمل ونصلّي من أجل لبنان الشّقيق أن يقوم ممّا حدث وأن ينهض عفيًا قويًّا ليبدأ رحلة استعادة مجده وتاريخه وحاضره أملاً في مستقبل أفضل وأروع لكلّ بنيه".

أضاف: "لكن للأسف، وكما يقول المثل العربيّ: تأتي الرّياح بما لا تشتهيه السّفن، فمرّت الأيّام والأسابيع واكتمل العام، ومن الكارثة تولّدت أزمة وأزمات وتهاوت آمال كثيرة وتسلّل الإحباط واليأس إلى قلوب الكثيرين في لبنان وفي خارجه. تغلّبت الفرديّة والذّاتيّة والمصالح الشّخصيّة وغاب التّعاون والعمل معًا ومصلحة الوطن أوّلاً وقبل كلّ شيء، وحتّى الآن تتصارع الفئات والطّوائف والمذاهب والوطن يتمزّق وينزف وليس من معين".

وتابع: "إنّ حياتنا ما هي إلّا بخار يظهر قليلاً ثم يضمحّل، وأنتم أصحاب هذا الزّمان أنظروا إلى أبنائكم وبناتكم وصغاركم، أنظروا إلى مستقبلكم وأحلامكم واشتياقات قلوبكم، أنظروا إلى المتعبين والثّقيلي الأحمال والّذين ليس أحد يذكرهم. أرجوكم تعاونوا في الخير واجعلوا وطنكم لامعًا رائعًا ناجحًا متميّزًا، إنّ أصابع أيدينا تختلف شكلاً وموقعًا وقدرة وتتنوّع إمكاناتها، لكن تتّحد معًا عملاً وجمالاً وإبداعًا، وهذا هو درس الخالق لكلّ إنسان، اختلفوا كما شئتم ولكن أمام مصلحة الوطن العليا كونوا واحدًا برأي واحد ونفس واحدة ولكم محّبة واحدة لتراب هذا البلد الجميل".

وإختتم: "أكتب إليكم مصليًّا من قلبي من أجل وحدتكم ويكفي الزّمان الّذي مضى في الفرقة والتّحزّب، وارتفعوا على قدر المسؤوليّة المطلوبة وإله السّلام يمنحكم سلامه وقوّته لتكونوا ناجحين في كلّ عمل صالح".