مصر
06 كانون الثاني 2022, 13:30

تواضروس الثّاني في رسالة الميلاد: لكلّ واحد فينا دعوة ومسؤوليّة ورسالة

تيلي لوميار/ نورسات
وجّه بابا الإسكندريّة وبطريرك الكرازة المرقسيّة تواضروس الثّاني إلى أبناء كنيسته في مصر وخارجها، رسالته الميلاديّة للعام 2022، وقد جاء فيها نقلاً عن "المتحدّث بإسم الكنيسة القبطيّة الأرثوذكسيّة":

"أهنّئكم أيّها الأحبّاء ببداية العام الجديد 2022، وأيضًا بعيد الميلاد المجيد بحسب التّقويم الشّرقيّ. أهنّئكم في جميع الكنائس القبطيّة خارج مصر، بأميركا وكندا وأميركا الجنوبيّة وأوروبا والكرسيّ الأورشليميّ بالقدس وأفريقيا وأيضًا في كنائس الخليج العربيّ وكنائس أستراليا وكافّة المدن الّتي بها كنائس قبطيّة. أهنّئ جميع المطارنة والأساقفة والآباء الكهنة، والقمامصة والقسوس والآباء الرّهبان الّذين يخدمون خارج الأديرة وأيضًا الرّهبان والرّاهبات في الأديرة. كما أهنّئ كلّ الأراخنة والأسر القبطيّة والشّباب والأطفال والشّعب القبطيّ. كلّ سنة وحضراتكم بخير وسنة جديدة سعيدة على الجميع.

في ميلاد ربّنا يسوع المسيح فرحة كبيرة جدًّا في كلّ عام. رسائل عديدة نتعلّمها من ميلاد مولود المزود في قرية بيت لحم في أورشليم. رسائل يقدّمها لنا هذا الميلاد، ميلاد ربّنا يسوع المسيح الّذي جاء ليبدأ رحلة الخلاص للإنسان من الخطيئة والسّقوط الّذي كان أوّلاً من خلال آدم وحوّاء. ونتيجة هذا السّقوط ظلّ العالم كلّه ينتظر من يأتي ليخلّصه إلى أن جاء اليوم السّعيد، يوم الميلاد المجيد لربّنا يسوع المسيح. وبهذا الميلاد قدّم لنا رسائل عديدة في حياتنا. وأريد أن أقدّم لكم بعضًا من هذه الرّسائل الّتي يمكن أن تفيدنا في حياتنا.

1- الرّسالة الأولى، الميلاد يعني البداية الجديدة:  

هو بداية جديدة والبداية دائمًا تمتلأ بالفرح والرّجاء والأمل. عندما يبدأ الإنسان مشروعًا أو دراسة أو عائلة، يبدأ في تكوين بدايات جديدة الّتي دائمًا تملأ الإنسان بالفرح. لذلك هذه البدايات الجديدة نعبّر عن في صلواتنا الصّباحيّة ونقول: فلنبدأ بدءًا حسنًا. أنت تبدأ من جديد. فربّما كان العام الماضي فيه بعض الضّعفات أو السّقطات أو السّهوات أو حتّى الخطايا. فإنّك تبدأ هذا العام الجديد بدءًا حسنًا. والخلاصة، ابدأ من جديد وقدّم عهودًا وتعهّدات أمام الله وقل مع داود النّبيّ: تعهّدات فمي باركها يا ربّ (مزمور 119: 108).

2- الرّسالة الثّانية من رسائل الميلاد المجيد، إنّه يقدّم لنا نورًا للحياة:

تلاحظون معي أنّ ميلاد ربّنا يسوع المسيح حدث ليلاً وكان في المزود، ولكن في ظلمة اللّيل يظهر الملاك بنور عظيم ويبشّر الرّعاة قائلاً لهم: ها أنا أبشّركم بفرح عظيم يكون لجميع الشّعب (لوقا 2: 10). وظهر هذا النّور في وسط عتمة الظّلام. هكذا الملائكة عندما أنشدوا تسبحة الميلاد: المجد لله في الأعالي وعلى الأرض السّلام وبالنّاس المسرّة (لوقا 2:14)، كان هناك نور وكان النّور أيضًا يملأ المزود. عندما ولد المسيح، انبثق النّور من مولود المزود ببيت لحم وملأ المكان نورًا. النّور يعني الاستنارة في حياة الإنسان ويعنى العمل والجدّيّة والاجتهاد. لذلك نقول في صلواتنا الصّباحيّة: بنورك يا ربّ نعاين النّور. والنّور يجعل الإنسان يعيش في الاستقامة. لأنّ النّور كما نعرف يسير في خطوط مستقيمة. هذه هي رسالة الاستقامة الّتي يجب أن يعيشها الإنسان، ليمارس ممسؤوليّات حياته اليوميّة مواصلاً حياة الاستقامة. ونحن نصلّي كلّ يوم وندعو الله فنقول: قلبًا نقيًّا اخلق في يا الله وروحًا مستقيمًا جدّده في أحشائي (مزمور 51). الخلاصة، سلوكك اليوميّ وحياتك بعامّة تكون واضحة في النّور لأنّها بروح الاستنارة القلبيّة والحكمة وروح التّمييز.

3- أمّا الرّسالة الثّالثة فهي، رسالة الدّعوة:  

الميلاد دعوة جديدة. فعندما يولد طفل، يكون هناك دعوة لمسؤوليّته ورسالة في حياته يمارسها في عمره الطّويل الّذي وهبه الله له. لذلك نردّد في الصّلوات الصّباحيّة نفس الكلمات الّتي وردت على لسان القدّيس بولس الرّسول في قوله: أسألكم أنا الأسير في الرّبّ أن تسلكوا كما يحقّ للدّعوة الّتي دعيتم إليها (أفسس 4: 1)، هناط دعوة من خلال ميلاد المسيح في هذا المزود الّذي كان بداية جديدة ونور جديد وكان أيضًا دعوة لرسالة الخلاص الّتي تمّمها المسيح على الصّليب. لذلك نقول إنّ لكلّ واحد فينا 1- دعوة، 2- مسؤوليّة، 3- رسالة. فالله خلقك من أجل قصد معيّن يتمّمه الآب، الأمّ، الخادم، الخادمة، وكلّ مسؤول، كيفما تكون مسؤوليّة الإنسان. ونؤكّد أنّ ليحاتك معنى وقصد عند الله لذلك كان الميلاد دعوة جديدة.

إخوتي وأحبّائي، الميلاد بداية جديدة، نور جديد، دعوة جديدة يمارسها الإنسان في حياته.

أكرّر تهنئتي القلبيّة بمحبّتي لكم جميعًا، أرسلها لكم من المقرّ البابويّ من الكاتدرائيّة المرقسيّة بالعبّاسيّة، القاهرة، مصر. مرسلاً لكم تحيّات آباء المجمع المقدّس والآباء الكهنة والآباء الّذين يخدمون في كلّ كنائس مصر وصلواتنا ودعوتنا لكم من خلال آباء الأديرة القبطيّة في مصر متمنّيًا لكم مع رسالتي هذه دوام الصّحّة والعافية ليعطيكم الرّبّ نعمة وصحّة كاملة، حافظًا إيّاكم حتّى وإن كنّا في أزمنة وباء وجائحة ولكن لنا ثقة كما يقول داود النّبيّ: الرّبّ نوري وخلاصي ممّن أخاف، الرّبّ حصن حياتي ممّن أرتعد (مزمور 27). تهنئتي القلبيّة لكم جميعًا، راجيًا لكم كلّ خير وسعادة في العام الجديد ولإلهنا كلّ مجد وكرامة من الآن وإلى الأبد آمين."