مصر
04 أيار 2021, 09:30

تواضروس الثّاني في رسالة العيد: القيامة هي أروع حدث في تاريخنا وفي حياتنا!

تيلي لوميار/ نورسات
هنّأ بابا الإسكندريّة وبطريرك الكرازة المرقسيّة تواضروس الثّاني أبناء الكنائس القبطيّة بعيد القيامة، في رسالة جاء فيها بحسب موقع "الكنيسة القبطيّة الأرثوذكسيّة":

"أهنّئكم أيّها الأحبّاء في كلّ كنائسنا القبطيّة عبر المسكونة كلّها بهذا العيد وبفرح أفراحنا. أودّ أن أرسل تهنئتي إلى الآباء المطارنة والآباء الأساقفة والآباء الكهنة والشّمامسة ومجالس الكنائس والأراخنة. وأيضًا إلى كلّ الشّباب وإلى كلّ الأطفال وإلى كلّ الأسر. أرسل هذه التّهنئة من أرض مصر. أهنّئكم وأفرح معكم بهذا العيد. عيد القيامة له واقع وله تأثير في حياتنا جميعًا. ولكن أحبّ أن يكون تأمّلي في هذه الدّقائق المعدودة عن لماذا نحتفل بعيد القيامة ونعطيه كلّ هذه الأهمّيّة. ونحتفل به على مدى خمسين يومًا كاملاً. لأنّنا نعتقد أنّ الخمسين يومًا المقدّسة هي يوم أحد طويل، فيه نحتفل بالقيامة المجيدة. هناك ثلاثة أسباب أحبّ أن أضعها أمامك ونحن نحتفل بعيد القيامة المجيد.

أوّلاً: القيامة هي أروع حدث في تاريخنا وفي حياتنا. قيامة ربّنا يسوع المسيح في اليوم الثّالث يعتبر أهمّ وأروع حدث في تاريخ كنيستنا. عندما نعود إلى أحداث الأسبوع الماضي وهي أحداث أسبوع الآلام كلّها، نجد أنّ الصّليب والقيامة وجهان لعًملة واحدة. الصّليب يؤدّي إلى القيامة، والقيامة جاءت من الصّليب. الصّوم الكبير كلّه بأسابيعه وآحاده ثمّ أسبوع الآلام بكلّ نسكيّاته ثمّ مجيئنا إلى جمعة الصّلبوت لكي ما نقول مثل بولس الرّسول: مع المسيح صُلبت فأحيا لا أنا بل يحيا المسيح في (غلاطية 2: 20). القيامة فيها القبر الفارغ والحراسة الّتي كانت على القبر والحجر الكبير الّذي وضع على باب القبر. وبعد ثلاثة أيّام قام ربّنا يسوع المسيح. الشّواهد الأثريّة والتّاريخيّة كثيرة جدًّا ولكن يضاف إليها الشّواهد النّبويّة. "فكَمَا كَانَ يُونَانُ فِي بَطْنِ الْحُوتِ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ وَثَلاَثَ لَيَال، هكَذَا كَانَ ابْنُ الإِنْسَانِ"، ربّنا يسوع المسيح، "فِي بَطْن الأَرْضِ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ وَثَلاَثَ لَيَال" (متَّى 12: 40). في العهد القديم في الضّربات الّتي كانت على أرض مصر  في أيّام فرعون وموسى النّبيّ، ظلّ الظّلام ثلاثة أيّام على أرض مصر ثمّ انقشع وظهر النّور. عندما ذهبت المريمات بالحنوط ليضعونها على القبر وهنّ في طريقهنّ إلى القبر ليضعن الحنوط كشيء من الوفاء تفاجأن بالعبارة الّتي قال عنها الكتاب المقدّس: الّذي يرقد هنا ليس هو ههنا لكنّه قد قام (لوقا 24: 6). القيامة أروع حدث في تاريخنا وفي حياتنا.

السّبب الثّاني الّذي يجعلنا نحتفل بالقيامة المجيدة هذا الاحتفال الممتدّ، أنّ القيامة جاءت من الصّليب، كما علمنا المتنيّح أبونا بيشوي كامل، إنّ المسيحيّة بلا صليب كعروس بلا عريس. بدون القيامة لا يكون لنا أيّ إيمان مسيحيّ. القيامة هي أساس الإيمان وأساس عقيدتنا. هي الّتي تقوم عليها مسيحيّتنا. فبدون قيامة لا توجد كنيسة ولا إنجيل ولا كرازة ولا أساس لإيماننا. ولذلك السّبب الثّاني: نحن نحتفل بها لأنّها أساس الإيمان. لذلك أوّل تسبحة نقولها في نصف اللّيل: "قوموا يا بني النّور"، هي إشارة للقيامة. في مديحة "اريبسالين" نقول: "رتّلوا للّذي صُلِبَ عنّا… وقام"، وذلك في وسط التّسبحة، تسبحة الثّلاثة فتية. القيامة هي أساس الإيمان في حياتنا. عندما نصلّي صلاة باكر في كل يوم نحتفل بعيد القيامة: “وبنورك يا رب نعاين النور”. ونحتفل كلّ يوم أحد عندما نذهب إلى الكنيسة: "هذا هو اليوم الّذي صنعه الرّبّ" (مزمور 118: 24). هكذا تصير القيامة أساس إيماننا. ولا يكون لنا رجاء في الأبديّة إلّا بسبب قيامة ربّنا يسوع المسيح.

السّبب الثّالث الّذي بسببه نحتفل بالقيامة وتمتدّ إلى كلّ هذه الأيّام، إنّ القيامة هي مصدر أفراحنا ومصدر سلامنا. عندما نقرأ في إنجيل يوحنّا 20: 20 "ففرح التّلاميذ إذ رأوا الرّبّ". لمّا ظهر لهم في العلّيّة كانت الأبواب مغلقة وبداخلهم حالة من الخوف والرّعب. وفي ظهور ربّنا يسوع المسيح وسطهم، ابتدأ بعبارة "سلام لكم". فصارت القيامة هي سبب فرح وصارت سببًا للسّلام. وهذا هو سبب تسميتنا للإنجيل بالبشارة، أيّ الفرح. وكلّ مرّة تمسك إنجيلك تتعامل مع مصدر الفرح في حياتك. وتسمّي القيامة  Easter، بمعنى من الشّرق، أيّ النّور والبهجة والفرحة. هي السّلام بالنّسبة للإنسان. "هذا هو اليوم الّذي صنعه الرّبّ، فلنفرح ونبتهج فيه" (مز 118: 24).

أهنّئكم جميعًا وكلّ إخوتنا الأحبّاء من الآباء المطارنة والآباء الأساقفة، والآباء الكهنة والشّمامسة وكلّ الخدّام في كلّ كنيسة. وأهنّئ كلّ الشّعب في كلّ كنيسة. ونصلّي جميعًا من أجل سلام العالم وسلام كلّ الأحبّاء. ونرفع صلوات خاصّة، ونحن نفرح بهذه القيامة، من أجل هذا الوباء الّذي تعانيه البشريّة، كيما يحفظ الله جميع البشر في كلّ مكان ويرفع هذه الضّيقة عن الجميع ويجعلنا نفرح بهذه القيامة المجيدة في حياتنا. السّلام أنقله إليكم من أرض مصر ومن المقرّ البابويّ بالعبّاسيّة بالقاهرة. وأهنّئ الجميع في كلّ الأبرشيّات في قارّات أوروبا  وأميركا الشّماليّة وكندا وأميركا الجنوبيّة وأفريقيا والكرسيّ الأورشليميّ.  وأيضًا في منطقة الخليج وآسيا وأيضًا في أستراليا. تحيّاتي ومحبّتي للجميع راجيًا لكم كلّ خير وكلّ صحّة. إخريستوس آنيستي، آليثوس آنيستي."