تواضروس الثّاني: الأسرة هي نعمة يجب أن نصونها ونقدّر قيمتها
وفي تعليمه الأخير، تناول بابا الأقباط "أحد الكنوز"، متوجّهًا إلى كلّ من الحضور متسائلاً: "كيف ترى أسرتك؟ هل هي كنز في عينك؟"، شارحًا بالتّالي أنّ: "الأسرة هي كنز ممتلئ بكلّ المعاني والصّفات الّتي يحتاجها الإنسان من النّواحي الإنسانيّة والرّوحيّة. هي أمان يحوي الأسرار والمخاوف، "لأَنَّ الَّذِي يُحِبُّهُ الرَّبُّ يُؤَدِّبُهُ" (أم ٣: ١٢). وهي الدّفء والشّعور بالحماية والسّتر الدّائم".
ومن خلال أمثلة كتابيّة، تابع تواضروس الثّاني موضحًا الرّؤية المثلى للأسرة، وهي بحسب "المتحدّث بإسم الكنيسة القبطيّة الأرثوذكسيّة" كالآتي:
"الأسرة هي نعمة يجب أن نصونها ونُقدّر قيمتها "أَمَّا رَاعُوثُ فَلَصِقَتْ بِهَا... فَقَالَتْ رَاعُوثُ: «لاَ تُلِحِّي عَلَيَّ أَنْ أَتْرُكَكِ وَأَرْجعَ عَنْكِ، لأَنَّهُ حَيْثُمَا ذَهَبْتِ أَذْهَبُ وَحَيْثُمَا بِتِّ أَبِيتُ. شَعْبُكِ شَعْبِي وَإِلهُكِ إِلهِي" (را ١: ١٤ - ١٦).
الأسرة هي مؤسّسة يجب أن نحترمها، لأنّها كيان له نظام وأساس وحدود، "أَيُّهَا الأَوْلاَدُ، أَطِيعُوا وَالِدِيكُمْ فِي كُلِّ شَيْءٍ لأَنَّ هذَا مَرْضِيٌّ فِي الرَّبِّ. أَيُّهَا الآبَاءُ، لاَ تُغِيظُوا أَوْلاَدَكُمْ لِئَلاَّ يَفْشَلُوا" (كو ٣: ٢٠ - ٢١).
والأسرة هي كيان مقدّس وعطيّة من ربّنا، لأنّها سرّ مقدّس ورباط ثلاثيّ، والزّوج في الأسرة يجب أن يكون القائد والقدوة والخادم، والزّوجة يجب أن تكون المعين والسّند، "خَاضِعِينَ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ فِي خَوْفِ اللهِ... هذَا السِّرُّ عَظِيمٌ" (أف ٥: ٢١ - ٣٢)."