لبنان
22 أيلول 2017, 10:10

تكريم المطران بولس سعاده

برعاية البطريرك المارونيّ الكردينال مار بشاره بطرس الرّاعي ممثّلًا براعي أبرشيّة جبيل المارونيّة المطران ميشال عون، كرّم "منتدى البترون للثّقافة والتّراث" الرّاعي السّابق لأبرشيّة البترون المارونيّة المطران بولس إميل سعاده، وذلك في صالة "إسكلابيو" في دوما - البترون.

 

حضر التّكريم ممثّل رئيس الجمهوريّة العماد ميشال عون محافظ الشّمال القاضي رمزي نهرا، المهندس طوني نصر ممثّلًا وزير الخارجيّة والمغتربين جبران باسيل، النّوّاب: بطرس حرب، أنطوان زهرا، سامر سعاده وسليم كرم، ممثّلة رئيس تيّار المردة النائب سليمان فرنجية الدكتورة ميرنا زخريا، الوزيرة السّابقة نايلة معوض، النّائب السّابق جواد بولس، المونسنيور بطرس خليل ممثّلًا راعي أبرشيّة البترون المارونيّة المطران منير خيرالله، رئيس الهيئة العليا للتّأديب القاضي مروان عبود، قائمقام البترون روجيه طوبيا، الرّئيس العامّ السّابق للرّهبانيّة اللّبنانيّة المارونيّة الأباتي طنوس نعمة ممثّلًا الأباتي الرّئيس العامّ نعمة الله الهاشم، رؤساء بلديّات قضاء البترون والمخاتير، بالإضافة إلى ممثّلي الهيئات المدنيّة والعسكريّة والقضائيّة وحشد من الكهنة والرّهبان والرّاهبات ورئيس المنتدى وأعضائه.

في كلمته، أكّد نائب رئيس المنتدى الدّكتور شفيق نعمه أنّ "الوقفة في تكريم حبر من أحبار الموارنة هي بحدّ ذاتها مكرمة ومدعاة فخر وإعتزاز، فكيف إذا كان صاحب قامة من شير إهدن ويد ممدودة لكل محتاج وضعيف، وقلب ذهبيّ رؤوف وعفيف، وذهن فذ وفكر عميق".

وأضاف: "سيّدنا بولس إميل سعادة نتكرّم بك وبجليل حضورك المقدّس بيننا لسنين عدّة فأنت الوجه البهيّ الهادئ السّمح، قلبك مستقيم بنور أبديّ، حملت الوزنات التي تليق بجدارة وصلابة. أقمت أسقفيّتك على أبرشيّة البطريرك الأوّل في زمن الشّدّة على المحبّة والودّ والخير والتّنمية للبشر والحجر والثّمار الطّيّبة العديدة، تشهد من مدرسة ودير مار يوحنا مارون إلى قاعات الرّعايا وأراضي الأوقاف وتلك الموضوعة بتصرّف قرى الأطفال تشهد وتشهد للكاهن المقتنع دائمًا بإرضاء الكاهن الأعظم إبن الإنسان".

وتوجّه نعمة إلى المطران سعاده واصفًا إيّاه "بالكاهن والأسقف الذي لم يسع يومًا إلى مجد فان فترك ذهب بيروت ولبانها إلى مر زغرتا خادمًا أهل رعيّته، ساعيًا دائمًا إلى تأليف القلوب المتباعدة وتوحيد القوى المتنافرة والتزم بتأمين أسباب الصّمود المدنيّ لأهلها عند اندلاع الحرب المشؤومة ولم يسأل عن عرفان ولا عن شكران".

وختم كلمته قائلًا: "نشكرك لأنّك حملت البترون وقراها في قلبك في ظروف حزينة كانت تغرق فيها فانتشلتها إلى فضاء الفرح والمحبّة وضخّيت من شجاعتك وجرأتك في شرايينها. شكرًا لك لأنّك سهرت عليها وعلى أبنائها ولم تفرّق بينهم ولأنّك على خطى البطريرك الدّويهي والمطران يوسف الدّبس لم تنس ذخائر أبينا مارون فأعدت هامته إلى دارها التّاريخيّ. شكرًا لك لأنّك سمحت لنا أن نقوم بهذا التّكريم المتواضع والنّابع من القلب".

وبعدها، استذكر رئيس المنتدى الدكتور جورج قبلان في كلمة علاقته بالمطران مؤكّدًا أنّ "البترون لن تنسى من جاهد في كلّ حقل من دين وعمران وإجتماع وحركات رسوليّة في زمن أقفلت فيه بعض الصّروح الثّقافيّة أو عمّت فيها الفوضى فاحتضنت أنت حركة التّعليم في المنطقة الوسطى فأحبّك البترونيّون والمدينة وقضاؤها. أنت واحد من الخالدين المبدعين الذين وجه الله منهم دني، يعطون بالمحبة ولا تعرف يدهم اليسرى ما أعطت يدهم اليمنى، تعطي لأنّك مؤمن أنّ من استحقّ أيّامه ولياليه من يد الحياة لجدير بكلّ عطائنا مهما سما وغلا. سيّدي أحببنا فيك شمخة النّسور وزهدك بمباهج الحياة الزّائلة، فما أذكرك مجد ولا أثملتك علياء، خدمت الرّعيّة والإنسان كاهنًا غيورًا وأسقفًا مفضالًا وإنسانًا مبدعًا في كلّ حقل ومرفق، لائذا بالحبّ الذي وحده يحرّر من شغف المادّة ويدني من عرش الإله الذي رافقك وسدّد خطاك. نحبّك ونحبّ مواقفك يا أشرف الشّرفاء وأطيب الطّيّبين. وإلى سنين عديدة ودمت سالمًا معافى يا ركنًا من أركان الموارنة والمارونيّة".

من جهته، ألقى رئيس بلديّة دوما جوزف المعلوف كلمة وقال: "يسعدني اليوم بإسم أبناء بلدة دوما التي لكم فيها مودّة خاصّة، هذه البلدة التي تضمّ في ربوعها عشرات الأديرة والكنائس ولا يسعني في هذه المناسبة إلّا أن أتوجّه من القلب لمنتدى البترون للثّقافة والتّراث مثنيًا على إنجازاته وعطاءاته الثّقافيّة".

وتابع: "نستذكر بشخصكم الكريم من ساقهم إلينا التّاريخ من رجالات لم يساوموا على الأرض والعقيدة في هذه البقعة من الشّرق المشتعل رجالات حافظت على المسيحيّة الحقّة وأنتم جسّدتم كلّ هذه الخصال بشخصكم الكريم وعملتم بكلمة الله بتواضع وإيمان ومحبّة".

بدوره، نقل المونسنيور بطرس خليل تحيات راعي أبرشيّة البترون المارونيّة المطران منير خيرالله ومحبّته للحضور، شاكرًا منتدى البترون على هذا التّكريم للرّاعي الصّالح الحكيم والأب المحبّ الصّادق والمخلص والغيور".

وقال: "عرفته أبرشيّتنا أسقفًا ذا شخصيّة حكيمة تتعالى على كلّ الإعتبارات والأنانيّات والسّياسات الضّيّقة، شخصيّة تؤدّي الخدمات على الصّعيدين الإنسانيّ والإنمائيّ فكان له من جميع أبناء المنطقة المحبّين والذين يقدّرون أعماله ومواقفه في تأسيس وبناء صلاة الرّعايا وبيوت الكهنة مدخلًا إلى إنماء رعائيّ كريم في شتّى المناسبات. أحبّه أبناء رعاياه وبادلوه المحبّة والتّقدير للقيم التي تحلى بها والتي استخدمها في ثبات الإيمان وسبل النّهوض نحو الأفضل. يشرّفني أن أنقل إليكم تحيّات المطران منير خير الله الموجود حاليًّا خارج لبلاد لأخيه المكرّم المطران بولس إميل سعادة ولقد عملا معًا منذ سبع وثلاثين سنة على ما فيه النّهوض بالأبرشيّة وخدمة لأبنائها وتحقيقًا لتطوير مرتجى على المستويات الرّوحيّة والرّعائيّة والإجتماعيّة".

كما ألقى ممثّل البطريرك الرّاعي المطران ميشال عون كلمة نقل فيها تحيّات البطريرك للحضور وللمكرّم، وقال: "يشرّفني أن أمثل بينكم في هذا الحفل غبطة أبينا السّيّد البطريرك مار بشاره بطرس الرّاعي الكلّيّ الطّوبى الذي كلّفني بأن أنقل إليكم جميعًا وإلى المحتفى به بركته الأبويّة وعاطفته ومحبّته لكم جميعًا. إنّ غبطته كلّفني بأن أنقل أيضًا إلى أخي صاحب السّيادة المطران بولس المحتفى به كلّ محبّته الأبويّة والأخويّة لا سيّما وأنّ المطران سعاده والمطران الرّاعي قبلا معًا السّيامة الكهنوتيّة عام 1986 الأسقفيّة والمطران سعادة يستحقّ هذا التّكريم أوّلًا لمّا كان كاهنًا في رعيّة إهدن زغرتا. هو الكاهن الجامع الكاهن الأب الكاهن المعلّم الكاهن الذي ينسى ذاته من أجل رعيّته كما علّمنا الرّبّ يسوع الكاهن الأوحد والرّاعي الصّالح الذي علّمنا بعد الرّعاية وبعد الخدمة هو الذي كان بيننا كالخادم الذي لم يأت ليخدم بل ليخدم ويبذل نفسه في سبيل أحبّائه".

وتابع: "هكذا كان الخوري بولس عندما كان كاهنًا وهكذا بقي عندما إنتخبه سينودس كنيستنا بوحي من الرّوح القدس ليكون راعيًا من رعاة كنيستنا المارونيّة. كان في البداية نائبًا بطريركيًّا وعندما أنشئت أبرشيّة البترون عام 96 كان هو الأسقف الأوّل المؤسّس لهذه الأبرشيّة. وتعلمون يا أحبّائي كم يحتاج التّأسيس من جهد وعطاء لأنّ البترون لم تكن في السّابق أبرشيّة لم يكن هناك مركز للمطران. عمل جاهدًا لكي يعيد ترميم دير مار يوحنا مارون الأثّري لما يحتاج هذا من تضحيات ومن عطاءات. عمل على تأسيس كلّ البنى في الأبرشيّة، اهتمّ بالحجر واهتمّ بالبشر ولذلك نحن اليوم نقدّر كلّ عطاءاته ونعلم بأنّ هذا الرّاعي الأمين الذي استحق التّقدير أوّلًا من سيّده والذي لا يحتاج إلى تقدير البشر اليوم يكرّم لأنّ أيضًا الأبناء يقدّرون ما يعطيه الآباء في حياتهم".

وشكر قائلًا: "أشكر منتدى البترون للثّقافة والتّراث على هذه المبادرة، أحيّي رئيسه وكل أعضائه لأنّ في تكريم المطران سعاده تكريم للكنيسة وتكريم للعطاءات التي يعطيها الأسقف مع كهنته بروح التّجرّد. أشكركم جميعًا، أشكر جميع الذين حضروا ليكونوا من عداد المحتفين بالمكرّم بالمطران سعادة والشّكر مجدّدًا للمنتدى وأيضًا لكلّ السّياسيّين لكلّ أصحاب المقامات من وزراء من نوّاب من مدراء عامّين من المحافظ وممثّل فخامة رئيس الجمهوريّة من قائمقام وكل أصحاب المقامات أشكركم وأطلب من الرّبّ أن يبارككم جميعًا".

بعد الكلمات، درع تكريميّ قُدّم إلى المطران سعاده الذي ألقى بدوره كلمة شكر في بدايتها البطريرك الرّاعي والرّؤساء والوزراء والنّوّاب والسّياسيّين والشّخصيّات المدنيّة والعسكريّة والقضائيّة والإداريّة والأساقفة والكهنة.، إّ قال: "حضوركم ما هو سوى تعبير صادق عن المحبّة والإحترام والتّقدير الذي تكنونه لشخصي الضّعيف. لما قمنا به من نشاطات وأعمال وما سعينا إليه من نهضة روحيّة وثقافيّة وإجتماعيّة وعمرانيّة في رعايا الأبرشيّة. فألف شكر لكم وأسأل الله أن يبقي الوفاء من شيم أبناء هذه البلاد".

وتطرّق إلى حياته الكهنوتيّة والأسقفيّة وخدمته أبرشيّة البترون التي قضى فيها خمسًا وعشرين سنة وإعادة ترميم دير ما يوحنا مارون الأثريّ، مؤكّدًا أنّ "شعاره الدّائم كان أنّ الأسقف هو أب روحيّ لكلّ أبنائه وعليه أن يسهر على مصالحهم وخيرهم وأن تكون معاملته لهم بالتّساوي دون تمييز أو إنحراف. إنّ أبرشيّة البترون أعطي لها أن تكون مهد المارونيّة مع البطريرك الأوذل الذي جاء إلى كفرحي وسكن في ربوعه وزرع فيها ذخيرة أبينا القدّيس مارون النّاسك الذي أنعم الله علينا أن نستعيدها مؤخّرًا من إيطاليا إلى لبنان ونضعها في الدّير الذي سمّي بإسمه "ريش موران". الشكر للرب الذي أنعم على بلاد البترون أن تكون مهدا للثقافة والعلم والمعرفة من خلال مدرسة مار يوحنا مارون في كفرحي التي يعود تاريخ تأسيسها الى سنة 1811، الشّكر للرّبّ على منتدى البترون للثّقافة والتّراث الذي يتابع رسالة الآباء والأجداد بنشر العلم والمعرفة والكشف عن التّراث الثّقافي التي تكتنزه هذه الأرض المباركة. مقدمًا اعتذاره عن التّقصير اللاإرادي بأن يكون المرشد الرّوحي للمنتدى".

وتابع: "ما قمت به من أعمال روحيّة وثقافيّة وعمرانيّة وتربويّة ما كنت أستطيع أن أقوم به لولا مساندة أبناء الرّعايا الذين حملوني في صلواتهم وأدعيتهم وقلوبهم وكانوا لي السّند والعضد في جميع المشاريع التي قمنا بها في الأبرشيّة، فشكرًا جزيلًا لجميع أبناء رعايا بلاد البترون على محبّتهم ومساندتهم لي والتي لولا هذه المساندة لما استطعت أن أقوم بما قمت به".

وختم شاكرًا الجميع ومنتدى البترون للثقافة والتراث رئيسًا وأعضاء "بادرتهم الطّيبة والمشكورة والتي تعبر عما يكنّه لنا أعضاء المنتدى من محبّة وتقدير وإحترام".