تكريم العذراء في ميفوق جبيل وعرض أكبر أيقونة لسيّدة إيليج من الزّهر الطّبيعي
بعد كلمة للشّاعر ايلي يونان، رحّب الياس بسيّدة ايليج على أرض نادي عشتروت ميفوق، شاكرًا لها "النّعم التي أغدقتها على البلدة وقضاء جبيل ولبنان والعالم كلّه". وأعلن أنّ "الفاتيكان منح النّادي رسالة تبريك بابويّة لسيّدة ايليج وصلت من الفاتيكان". وطلب من كلّ شخص "التّبرّك من العذراء عبر زيارة سيّدة ايليج التي يُقدّر عمر أيقونتها بأكثر من 1100 سنة، وهي التي واجهت الصّعوبات ورحلت مع البطاركة وأبت إلّا أن ترجع إلى أرضها".
وحيّا عون في كلمته نادي عشتروت وكلّ المعنيّين على هذه المبادرات التي تُقام وهدفها جمع أبناء ميفوق – القطارة؛ وقال: "نعرف أنّ النّشاطات الدّينيّة والاجتماعيّة تجعلنا نتمسّك أكثر بأرضنا وقيمنا كما التقينا اليوم في هذه الأرض المباركة، أرض البطاركة الذين بقوا في سيّدة ايليج لأكثر من 300 سنة، وهذه الأرض شهدت أيضًا لأيقونة نعتبرها كنزًا في كنيستنا المارونيّة التي يفوق عمرها الألف سنة، تظهر لنا كم شعبنا وآباؤنا وبطاركتنا كانوا متمسّكين بالعذراء شفيعة لهم، وكلّ المراكز البطريركيّة على اسم العذراء مريم، فهي الأم "يللّي بتلم" وتجمع وتُقدّم لها الورود ويُنشد لها.
نستعدُّ للدّخول في شهر أيّار المُخصّص بشكل مميّز لتكريم أمّنا مريم العذراء، وأراد النّادي أن نقوم بعد الصّلاة وتبريك صورتها بالزّهور والورود، أن يأخذ كلّ شخص شتلة من هذه الزهور ليتبارك بها، ويبارك بيته، فالعذراء هي من يمكنها أن تلتمس لنا البركة الحقيقيّة من الرّبّ، وهي أمّ الله، واختارها ربّنا لكي تكون المرأة التي منها يتجسّد ويولد ابن الله الذي أخذ جسدًا من جسدنا لكي يحقّق الخلاص. مريم شاركت وتشارك في الخلاص والفداء لأنّها منذ أن قالت نعم للملاك، وتقدّم ابنها على الصّليب لخلاص العالم، وظهرت بعد القيامة مع الرُّسل في العليّة ينتظرون الرّوح القدس حتّى ينطلقوا إلى كلّ العالم، تبقى الشّاهدة التي تعلّمنا الإيمان الحقيقيّ وكيف نضع ربّنا بالمركز الأوّل في حياتنا، لأنّ مريم التي قالت نعم للرّبّ، جعلته أهمّ شيء في حياتها قبل أيّ أمر آخر، لذلك نشيد مريم "تعظّم نفسي الرّب، وتبتهج روحي بالله مخلصي" لأنّها كانت تُعبّر عن عظمة عطيّة الله لحياتها، فهي الفتاة المتواضعة التي غمرها الله بهذه النّعم، وجعلها تشارك في مشروعه الخلاصيّ من أجل خلاص العالم.
إذا استقبلنا مريم العذراء أمًّا لنا، فذلك لأنّها تدُلّنا إلى يسوع وتعلّمنا سبل إطاعة لإرادته وعيش المحبّة، ومعها نختبر أنّنا كمسيحيّين لدينا رسالة في قلب هذا العالم، فلقاؤنا اليوم هو يوم سبت "الحواريّين"، أيّ ما زلنا في أسبوع القيامة، عندما ظهر على تلاميذته مع قيامته وقال لهم السّلام لكم، وأرسلهم إلى كلّ العالم ليعلنوا القيامة والحبّ والغفران والسّلام، أساسًا للتّعامل بين البشر.
نستقبل اليوم هذه الرّوح في حياتنا، ونطلب من الرّبّ أن يعطينا النّعمة لكي نكون تلامذة وشهودًا لهذا الحبّ الحقيقيّ الذي زرعه في قلبنا بعد قيامته، وهذه دعوة الكنيسة لكي تستمرُّ فيها ليس فقط من خلال الكهنة والرّهبان والرّاهبات، وإنّما من خلال كلّ مُعمّد بإيمانه بالقيامة، استقبل ربّنا في حياته واختبره حيًّا في داخله والتزم تعاليمه في المحبّة والغفران والسّلام".
وفي الختام، أُقيم زيّاح للعذراء في باحة النّادي، وتمّ تبريك المياه والورود وإطلاق مسبحة سيّدة ايليج في سماء ميفوق، على وقع التّراتيل الدّينيّة.