لبنان
20 تموز 2020, 11:15

تفاصيل زيارة باسيل إلى الدّيمان

تيلي لوميار/ نورسات
إستقبل البطريرك المارونيّ الكاردينال مار بشارة بطرس الرّاعي ظهر الأحد في الصّرح البطريركيّ في الدّيمان رئيس التّيّار الوطنيّ الحرّ النّائب جبران باسيل يرافقه النّائب ابراهيم كنعان والوزير السّابق منصور بطيش.

بعد اللّقاء قال باسيل: "إستمعنا اليوم إلى دعوة غبطته النّبيلة للحياد من أجل حماية لبنان، طبعًا سيّدنا لم يقصد الحياد في صراع الباطل والحقّ ولا الحياد بوجه الظّلم والفساد ولا الحياد بوجه الاحتلال أو الإرهاب ونحن كتيّار وطنيّ حرّ أساسًا مع تحييد لبنان عن المشاكل والصّراعات والمحاور، وطبّقنا ذلك إيمانًا منّا من موقعنا في وزارة الخارجيّة أو من خلال مواقفنا في التّيّار لأنّنا مؤمنون بالشّخصيّة اللّبنانيّة المستقلّة والحرّة بالكيان اللّبنانيّ وبالانتماء للّبنانيّة الّتي تعلو عن كلّ الانتماءات. وإنّما التّحييد فهو قرار ذاتيّ يطبّقه الشّخص من تلقاء ذاته وقد سمّيناه في لبنان بالنّأي بالّنفس، أمّا الحياد فهو أمر مطلوب منّا ومن الغير لكي يتمّ ويطبّق، والحياد هو تموضع استراتيجيّ، خيار إذا اتّخذناه يجب التّأكّد من إمكانيّة تطبيقه وملاءمته للواقع.

ولإمكانيّة تطبيقه هناك ثلاثة عوامل: أوّلاً التّوافق الدّاخليّ لأنّه لا يمكن أن يكون بالفرض أو بالصّراع بل بالإقناع والحوار الوطنيّ. وقد كنّا في آخر لقاء دعا إليه رئيس الجمهوريّة طرحنا أن يحصل حوار بين كلّ الأطراف السّياسيّة وتطرح خلاله كلّ القضايا وتحديدًا الخلافيّة من موقع لبنان ودوره شرقًا وغربًا من الاستراتيجيّة الدّفاعيّة وموضوع الحدود وترسيمها. والحوار ضروريّ للوصول إلى قناعة وطنيّة وإلّا تسبّبنا بالانقسامات الدّاخليّة وأضفنا الخلافات على البلد في وقت نريد إبعاد الخلافات كي لا نقع بالمشاكل الدّاخليّة بدل المشاكل الخارجيّة ونحن نبغي من خلال الحياد المحافظة على عناصر القوّة للبنان وأن نزيدها بدل أن نضعفها وهذه هي رغبة البطريرك. وثانيًا تأمين مظلّة دوليّة ورعاية خارجيّة كاملة لتأمين احترام الحياد وتطبيقه من قبل الدّول وهذا يتطلّب وضعيّة قانونيّة معترف بها من قبل الأمم المتّحدة على غرار عدّة دول تعتمد هذا الأمر. ثالثًا وهو الأهمّ وجوب اعتراف الدّول المجاورة وتسليمها بهذا المبدأ واحترامه وتطبيقه من خلال إخراج عناصر الخارج المتفجّرة في الدّاخل اللّبنانيّ، وهنا أعدّد خمسة منها أوّلاً احتلال الأرض من قبل إسرائيل.الإرهاب المنظّم الموجود في لبنان من الخارج وترسيم الحدود كي نستطيع العيش بدون خلافات مع الجوار. ورابعًا موضوع النّازحين السّوريّين الّذي يشكّل عنصرًا خارجيًّا متفجّرًا في الدّاخل. وخامسًا الوجود الفلسطينيّ في لبنان.

نحن مع الحياد الّذي يحفظ للبنان وحدته لأنّ الحياد سبيل للوحدة لا للانقسام يحفظ عناصر القوّة ويحميه من أطماع واعتداءات إسرائيل ومن مخاطر الإرهاب ويزيل عنه أعباء النّازحين واللّاجئين، وعلى هذا الأساس يجب توفير مقوّمات خارجيّة وداخليّة لتأمين القناعة الوطنيّة للحياد والحماية والرّعاية الدّوليّة له من خلال منع الاعتداء على لبنان والحفاظ على قدرته للدّفاع عن نفسه وعن قوّته وعن مؤسّساته وعن كلّ عناصر لبنان في حال تمّ الّنكس بهذه الحماية.

بالنّهاية الحياد لا يمكن أن يؤدّي إلى عزل لبنان فهو ليس جزيرة معزولة بل هو همزة وصل حضاريّة بين الشّرق الّذي ينتمي إليه ويتجذّر فيه وبين الغرب الّذي يتطلّع إليه ويتفاعل معه. لبنان هو رسالة تنوّع وقبول الآخر وهذا يجب أن يكون مصدرًا لاستقراره كما الحياد في ظلّ الصّراعات الطّائفيّة والمذهبيّة والعرقيّة والثّقافيّة والحضاريّة الّتي نعيش في ظلالها في المنطقة. والبطريركيّة المارونيّة هي حرس وحاملة لهذه الرّسالة وقد تمنّينا لغبطته النّجاح بمسعاه وأبدينا استعدادنا لأيّ جهد أو مؤازرة أو عمل مطلوب في هذا الاتّجاه".