تفاصيل زيارة إيريناوس إلى مدينة دمشق
بعد الإستقبال، توجّه الجميع إلى قاعة اجتماعات المجمع، إذ أُجريت محادثات بين الوفدين الأُنطاكيّ والصّربيّ الأرثوذكسيّ.
تناول الطّرفان، بروح أخويّة، مواضيع كثيرة بدء من العلاقات المشتركة بين الكنيستين، وصولًا إلى العمل على ثبات المسيحيّين في أرضهم وسط التّحدّيات، التي تواجه عالمنا اليوم، وغيرها من القضايا الكنسيّة والوطنيّة.
كما سبقت هذه المحادثات جولة على مدينة دمشق القديمة، جال فيها إيريناوس والوفد المرافق في أرجاء الجامع الأمويّ الأثريّ.
كان في استقبالهم مدير الجامع عصام سكّر، مقدّمًا عرضا تفصيليًّا عن تاريخ الجامع والمحطّات التّاريخيّة، التي مرّ بها، لاسيّما أنّه أوّل مسجد ظهر فيه المحراب والحنية، نتيجة طراز البناء الذي كان يشكّل كنيسة يوحنّا المعمدان سابقًا، يحوي اليوم هذا الجامع على مدفن جسد القدّيس يوحنّا المعمدان وبعض ٱثار مسيحيّة، مثل جرن العماد. وأصبح هذا الجامع على مرّ العصور محجًّا روحيًّا للمؤمنين من سوريا وسائر البلدان.
بعد الجولة، والتّعمّق في آثار الجامع التّاريخيّة، وقّع قداسته على السّجل الذهبيّ للجامع، مؤكّدًا أنّ ما رٱه وما شاهده لهو دليل قاطع أنّ سوريا هي بلد تستحقّ كلّ خير، لأنّها موطن المحبّة والتّلاقي بين سائر أطيافها.
كما كانت لإيريناوس جولةً في كنيسة القدّيس حنانيا التّاريخيّة، الكائنة في حيّ باب شرقي القديم في دمشق، وهي تُعدّ الثّانية في القدم بعد الكاتدرائيّة المريميّة. وتقع كنيسة حنانيا القديمة تحت الأرض، ينزل إليها بدرج يفضي إلى تحفة تاريخيّة. وهناك، رفع الصّلاة على نيّة الكنيستين الأُنطاكيّة والصّربيّة الأرثوذكسيّة.