العالم
14 تشرين الأول 2019, 05:00

تفاصيل اليوم الرابع من زيارة البطريرك الراعي إلى أبرشية سيّدة البشارة في أفريقيا الغربية والوسطى

لليوم الرابع تابع البطريرك المارونيّ الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي زيارته الراعوية إلى أبرشية سيّدة البشارة في إفريقيا الغربيّة والوسطى. ويوم الأحد 13 تشرين الأوّل/ أكتوبر 2019 كان لليوم الثاني على التوالي في السنغال حيث زار مع الوفد المرافق مدرسة سيّدة لبنان، التابعة للرهبانية اللبنانية المارونية، ويرأسها رئيس الرسالة المارونية في السنغال الأب بسام عيد.

إستُقبل الرّاعي برقصة فولكلورية تقليدية أدّتها مجموعة من الطلاب الأفارقة، وقام مع الوفد المرافق بجولة في أنحاء المدرسة اطّلع من خلالها على أبرز مراحل تأسيسها وتطوّرها.

ثمّ كانت كلمة باللّغة الفرنسية لمساعدة مدير المدرسة السيدة ميشال ندونغ وأبرز ما جاء فيها: "باسم مدير المدرسة الأب بسام عيد، وباسم الرابطة التعليمية ومكتب أهالي الطلاب في المدرسة، والأساتذة، نرحّب بكم يا صاحب الغبطة بيننا، اليوم 13 تشرين الأول 2019، في هذا اليوم الذي سيبقى دائمًا في ذاكرتنا".  

وأضافت ندونغ: "إنّ مدرسة سيّدة لبنان، هي مؤسسة فريدة ومميزة، مع وجود أكثر من 4000 طالب من أكثر من 30 جنسيّة، يعيشون من دون أيّ تمييز بين عرق، أو طبقة، أو دين." وختمت قائلة: "إنّ شكرنا لكم لكبير يا صاحب الغبطة، على الايمان الذي تحملونه في صوتكم وعظاتكم وكلماتكم، من أجل أن يحلّ السلام وتنتهي الحروب ويعود اللاجئون إلى بلادهم."

بدوره، وباللغة الفرنسية، أثنى الرّاعي على عمل الأسرة التعليمية وأبرز ما جاء في كلمته: "باسم راعي الأبرشية المطران فضول والأباتي هاشم ممثلاً بحضرة النائب العامّ، أحيّيكم وأحيّي كلّ الأسرة التعليمية في المدرسة والمسؤولين الإداريين على رأسهم الأب بسام عيد، وأحيّي الأهل الممثّلين اليوم معنا وطبعًا التلامذة الأحباء الذي استقبلونا برقصة بديعة. أحيّي الكبار والصغار".

وتابع بقوله: "أشكر الرهبانية اللبنانية المارونية، مع الأب طوني فخري الذي خدم الرسالة في السنغال لسنين طوال، على التفكير بالأجيال القادمة، علامة تحسّس الواقع وتحمّل المسؤولية تجاه الشبيبة السنغالية والآتية من كلّ الجنسيات الموجودة في البلاد".

وأكمل البطريرك الرّاعي قائلاً: "نقول في العربية بما معناه أنّ مَن فتح مدرسة أقفل سجنًا. هذا يعني أنّه هنا نحضّر أفضل مواطنين للغد. على مقاعد المدرسة يتكوّن مستقبل كلٍّ منّا. الأهل والمجتمع والدولة ائتمنوكم على مستقبلهم. أنتم تزرعون الأمل في الشبيبة. لديكم ما يزيد عن أربعة آلاف طالب وطالبة. هم ليسوا أرقامًا. البابا يشدّد على مرافقة الشبيبة والإصغاء لهم. هم مميّزون وكلّ واحد منهم هو شخص لا يتكرّر وأنتم تعرفون ذلك. نحن نقدّركم جدًّا على ذلك وبالأكثر، نحن نصلّي لكم."

وأكّد أنّ "مستقبل السنغال مرهون بالمدارس وبهذه المدرسة".

في الختام توجّه إلى الطلّاب والأسرة التربوية قائلاً: "أشكر أخيرًا الطلاب الذين استقبلوني بهذه الرقصة الوطنية التي تحمل الفرح الذي يبان على وجوههم لأنّهم في هذه المدرسة. فرحهم هذا مصدره أنّ هناك مَن يصغي إليهم ويسمعهم. تعيش هذه المدرسة. تعيش الأسرة التربوية. يعيش السنغال. يعيش بلدنا الغالي لبنان."

كان بعدها في مركز الرسالة المارونية في داكار لقاء بأعضاء المجلس الرعوي بحضور الوفد المرافق وعلى رأسهم المطران سيمون فضّول والمدبّر العامّ الأب طوني فخري. الّذي شرح عن المجلس تأسيسه، أعماله، ونشاطاته. كان بعدها كلمة للبطريرك وأخرى للمطران فضّول أثنى فيها على الجهود المبذولة في سبيل الله والكنيسة والرعية خدمة لأبناء الجالية وغيرهم من المقيمين في داكار والتي تحيطهم الكنيسة المارونية بعطفها ورعايتها. إلى جانب شكرهم على التحضيرات الهائلة التي قاموا بها لتليق بحضوره.

وأبرز ما جاء في كلمة البطريرك الرّاعي: "أحّييكم وأشكركم، ولكم منّي كل التقدير على عملكم، حيث تقومون بعمل كنسيّ عنوانه المحبّة.عند انتهاء أعمال المجمع المسكوني الفاتيكاني الثاني، حدث تغيير في نقطتين أساسيتيّن، وهما إشراك العلمانيّين في العمل الكنسي، وتشكيل مجالس في الرعايا والأبرشيات. القوانين الجديدة حينها ألزمت وجود مجالس راعوية في الأبرشيات والرعايا، وقمنا نحن، من خلال الشرع الخاص في الكنيسة المارونية، بوضع أنظمة للمجالس الرعوية، من لجان أوقاف وغيرها." وتابع قائلاً: "أنتم اليوم تقومون بعمل كنسي مطلوب من الأسقف أساسًا في الأبرشية، ومن الكاهن، وهو الكرازة في الإنجيل وتقديس النفوس لخدمة الليتورجيّة، وخدمة المحبّة، وهذه النقاط هي من أساسيات الكنيسة، لذا أقول لكم إنّ ما تفعلونه هو عمل كنسي محض، ومشاركة لمهام الأسقف والكاهن، وهذا يعطيكم شرف الخدمة وتقدير من الكنيسة لعملكم. أمّا فيما يتعلّق بخدمة المحبّة، فيقول البابا بينيدكتس، في إحدى الرسائل، والتي حملت عنوان "الله محبة": خدمة المحبّة لا يمكن أن تبقى خدمات فرديّة، بل يجب أن تصبح خدمات منظمة طيلة السنة. وهذا ما فعلتموه أنتم، ولكم منّي كل محبّتي وشكري وتقديري، على كل أعمالكم وتضحياتكم في كنيسة المسيح المتجسّد في كافة أنحاء القارّة الأفريقيّة." وفي الختام أردف الرّاعي: "أطلب من سيدة لبنان أن تبارككم وتفيض عليكم النعم، وتكافئكم تعبكم بفيض من النعم الإلهية، وأكرّر شكري لتنظيمكم هذه الزيارة التاريخيّة."

وبعد الظهر أنهى البطريرك الراعي زيارته إلى السنغال متوجّهًا بالطائرة إلى بوركينا فاسو المحطّة الثالثة في زيارته الراعوية.

 

المصدر: بكركي