مصر
14 تشرين الثاني 2024, 08:00

تعليم البابا تاوضروس الثاني حول الثبات

تيلي لوميار/ نورسات
ألقى البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندريّة وبطريرك الكرازة المرقسيّة عظته الأسبوعية في اجتماع الأربعاء من كنيسة السيّدة العذراء والشهيد أبي سيفين في عزبة النخل. بثّ التعليم عبر القنوات الفضائيّة المسيحيّة وقناة C.O.C التابعة للمركز الإعلاميّ للكنيسة على شبكة الإنترنت، نقلًا عن موقع المتحدّث باسم الكنيسة القبطيّة الأرثوذكسيّة.

 

بدأ اللقاء بصلاة رفع بخور عشية ترأسها البابا وشاركه عدد من الآباء الأساقفة وكهنة الكنيسة، وعدد كبير من كهنة قطاع كنائس عزبة النخل والمرج.

تابع البابا تاوضروس سلسلة "طلبات من القدّاس الغريغوريّ"، وتناول الآية: "إذًا يا إخوتي الأحبّاء، كونوا راسخين، غير متزعزعين، مكثرين في عمل الرّبّ كلّ حين، عالمين أنّ تعبكم ليس باطلًا في الرّبّ" (١كو ١٥: ٥٨)، وتأمّل في طلبة "القيام ثبّتهم"، مشيرًا إلى أنّ كلمة "راسخين" تعني الثبات، ويجب أن يكون الإنسان "كشجرة مغروسة عند مجاري المياه، الّتي تعطي ثمرها في أوانه، وورقها لا يذبل. وكلّ ما يصنعه ينجح" (مز ١: ٣).

أوضح البابا أنّ الإنسان يجب أن يكون ثابتًا، للأسباب التالية:

١- الله لا يتغيّر، "يسوع المسيح هو هو أمس واليوم وإلى الأبد" (عب ١٣: ٨).  

٢- معاملة الله ثابتة مع البشر.

٣- الله صانع الخيرات.

وأشار إلى أنّ الكنيسة وضعت في سرّ المعموديّة الرشم بزيت الميرون، وسرّ الميرون هو سرّ التثبيت، "من يأكل جسدي ويشرب دمي يثبت فيّ وأنا فيه" (يو ٦: ٥٦).  

وشرح البابا أنواع الثبات، كالتالي:

١- في المحبّة: تقديم المحبّة للآخرين دائمًا دمن ون النظر إلى معاملتهم معنا، "الله محبّةٌ، ومن يثبت في المحبّة، يثبت في الله والله فيه" (١يو ٤: ١٦).

٢- في الإيمان: إيماننا مروى بالدماء الثمينة، ويجب أن نسلّمه إلى الأجيال المقبلة، "إن ثبتّم على الإيمان، متأسّسين وراسخين وغير منتقلين عن رجاء الإنجيل، الّذي سمعتموه، المكروز به في كلّ الخليقة الّتي تحت السّماء" (كو ١: ٢٣).

٣- في التجارب: يجب أن يثبت الإنسان في التجارب، "احسبوه كلّ فرح يا إخوتي حينما تقعون في تجارب متنوّعة" (يع ١: ٢).

٤- في الرجاء والأمل: قوّة الرجاء والأمل يمنحها الله للإنسان، "فرجاؤنا من أجلكم ثابتٌ. عالمين أنّكم كما أنتم شركاء في الآلام، كذلك في التّعزية أيضًا" (٢ كو ١: ٧).

أشار البابا إلى الأسباب التي تؤدّي إلى عدم ثبات الإنسان من خلال أنواع البشر، كالتالي:

١- دائم الذبذبة، شخصيّته تتغيّر من مرحلة إلى مرحلة، مثال يهوذا الخائن.

٢- الشخصيّة المزاجيّة، الذي له مزاج متقلّب، ومرتبط بعادات سيّئة.

٣- المتذبذب بسبب البيئة المحيطة به، "لا تضلّوا: «فإنّ المعاشرات الرّديّة تفسد الأخلاق الجيّدة»" (١ كو ١٥: ٣٣).

وأعطى  البابا أمثلة عن الشخصيّات الثابتة، وهي:

١- أيوب الصديق، "بسمع الأذن قد سمعت عنك، والآن رأتك عيني" (أي ٤٢: ٥).

٢- الشهداء.

٣- بطرس الرسول، "يا ربّ، إلى من نذهب؟ كلام الحياة الأبديّة عندك" (يو ٦: ٦٨).

واختتم البابا لقاءه بقوله إنّ التجارب الشديدة هي التي تجعل كلمة الله ثابتة فينا، "كتبت إليكم أيّها الأحداث، لأنّكم أقوياء، وكلمة الله ثابتةٌ فيكم، وقد غلبتم الشّرّير" (١ يو ٢: ١٤)، وإنّ الإنسان الثابت يكون هدفه الله، ويمتدّ إلى قدّام باستمرار، "اثبتوا في الإيمان. كونوا رجالًا. تقوّوا. لتصر كلّ أموركم في محبّة" (١ كو ١٦: ١٣، ١٤).