سوريا
09 تموز 2018, 06:00

تعرف على دير القديس خريستوفورس البطريركي في سهل صيدنايا وآثاره التي تشهد على نشأة الحياة الرهبانية فيه بأوائل القرن الرابع المسيحي!

يقع دير خريستوفورس البطريركي في أول سهل صيدنايا على بعد 300م من طريق دمشق صيدنايا معلولا، وقد بني على اكمة صخرية تبدو للعيان من بعد ويطل على هضبة صيدنايا وأديرتها البطريركية بالاضافة الى كنائسها وبلدتها المنتشية برائحة التاريخ المسيحي منذ الاجيال المسيحية الاولى.

أمر المثلث الرحمات البطريرك اغناطيوس الرابع باعادة احيائه حيث يضم الآن بالاضافة الى الدير القديم وكهوفه وآثاره الرهبانية مركز المؤتمرات الأنطاكي الحديث.
وتشير  واقعية دير القديس خريستوفورس القديم الى انه مؤلف من قسمين متجاورين: القسم الاول وهو الدير بكنيسته المؤلفة من صحن واحد وفناء الكنيسة ويحيط بهما سور حجري ضخم بعلو نيف وخمسة امتار.
وترتقي بعض حجارته وبعض حجارة الكنيسة السفلية وحجارة بابيه الجنوبي والغربي المغلقين الى القرن الأول المسيحي. بينما تشير بقية حجارته وقنطرته الأثرية التي كانت جزءا من كنيسته القديمة قبل تجديدها مع تيجان اعمدة هذه القنطرة الى تدرج في تاريخه حتى اوائل القرن العشرين.
اما القسم الثاني فيتألف من كهوف رهبانية وقبور نقرت في صخور الأكمة الصخرية الواقعة في شمال الدير مع كهوف رهبانية أخرى مطمورة تقع في جنوب الدير، بالاضافة الى ثلاثة آبار قديمة، وجميع هذه الآثار الرهبانية تشهد للحياة الرهبانية التي نشأت في هذا الدير اوائا القرن الرابع المسيحي".
وعن ذكر هذا الدير مع بقية اديار وكنائس صيدنايا الأخرى والبالغ عددها اربعون كنيسة وديرا، تفيد المعلومات ان ذكر هذا الدير تم في أدبيات رحلة الرحالة الروسي سباسكي في العام 1728 وفي مذكرات الرحالة الانكليزي مندرلوس المطبوعة في العام 1707.
كما ان المثلث الرحمات غريغوريوس  الرابع اشار الى انه قرأ في مخطوط " الحاوي الكبير" الذي استحضره من مكتبة دير سيدة صيدنايا العام 1915 الى أن ناسخه هو اسقف صيدنايا ميخائيل وقد نسخه في 17 نيسان سنة 1533 مسيحية.
وفي ما يتعلق  بالحياة الرهبانية فقد توقفت في منتصف القرن 18 تقريبا في الوقت ذاته الذي توقفت فيه الرهبنة في ديري القديس جاورجيوس والشاروبيم بحيث انهار جزء من سقف كنيسته وتبعثرت بعض احجار سوره وبقي بابا وقنطرتا كنيسته القديمة.
وفي العام 1905 قام المثلث الرحمات مطران ابرشية صيدنايل ومعلولا وسلفكياس جرمانوس شحادة باعادة ترميم كنيسته في ذات الوقت الذي اعاد بناء كنيسة القديس جاورجيوس.
ومنذ ذاك التاريخ فان بعضا من رؤساء الكهنة وكهنة الكرسي الانطاكي المقدس امضوا بعضا من حياتهم في هذا الدير طلبا للهدوء والتأمل.
وفي العام 1957 رممت كنيسته، وصب سقفها وكسيت جدرانه الداخلية بالاسمنت وأقيم فيها الايقونسطاس الرخامي الحالي بأمر من المثلث الرحمات البطريرك الأنطاكي الكسندروس الثالث وبهمة واتعاب رئيسة ووكالة وراهبات ومبتدئات دير سيدة صيدنايا البطريركي ووضعت لوحة رخامية تؤرخ لهذا الترميم في أول الجدار الأيمن داخل الكنيسة.
وعن ما هو جديد في الدير، لقد تم استحداث  مركز المؤتمرات الأنطاكي الجديد في الدير وهو بناء حديث وجميل تم تدشينه في 7ايار العام 2005 وبني بأمر من المثلث الرحمات اغناطيوس الرابع، وخصص لاستضافة واقامة الوفود الكنسية والانطاكية والعالمية ومجموعات الحج الكنسي والافراد والعائلات من الوطن والمهجر.
كما خصص لاقامة المؤتمرات الكنسية الانطاكية والدورات التنموية على الصعيد الانطاكي بالاضافة الى التعاون الوثيق الذي تم بين الدير ودائرة العلاقات المسكونية فيما يخص عقد الاجتماعات والبرامج التي تقوم بها دائرة العلاقات المسكونية في هذا المركز لدعم من هم في اوضاع نفسية ومعنوية بحاجة الى معالجة بسبب الازمة السورية.
هذا ويتألف المركز من 30 غرفة تتسع ل 60 سريرا وهي مجهزة بتجهيزات متميزة كما يضم المركز قاعة مؤتمرات كبرى وجميعها مجهزة باحدث التجهيزات السمعية والبصرية الكفيلة بانجاح المؤتمرات كما تزين باحته الخارجية تيراس وحدائق للاطفال.