أوروبا
30 كانون الأول 2016, 08:07

تضاعف عدد الأعمال المناهضة للمسيحيّة في إسبانيا

في زمنٍ مجيدٍ يحلمُ فيه الجميع بالسّلام والامان والاستقرار، تظهرُ الاعمالُ المناهضة للمسيحيّة خلال السنتَين الماضيتَين بحسب تقرير مرصد الحريّة الدينيّة للعام ٢٠١٦، والملفتُ في الامر أنّ إسبانيا، من بين هذه البلدان التي تنتشرُ فيها الاعتداءات، بفضلِ الهجومِ العلماني المتطرّف الفكري.


ويؤكّد تقرير المرصد، منع التعليم الديني المسيحي في المدارس واستجابة بعضها بتخفيض مدّة الحصّة الأسبوعيّة، تعرّض كنيسة لا مودينا في مدريد للإعتداء، بالإضافةِ إلى مقبرة باراكويلوس التي تضمّ رفات أكثر من سبعةِ آلاف ضحية من ضحايا الحرب الأهليّة الإسبانيّة. 
ومنع عدد من البلديات المسيرات المريميّة، كذلك بلدية برشلونا، في حزيران من العام ٢٠١٤، كل الرموز الدينيّة خلال عيد عذراء الرحمة، وإغلاق بعض جامعات مدريد كنائسها منعاً للطلاّب من الصّلاة. وإزالةُ المصلوبِ من الأماكنِ العامّة في عددٍ كبيرٍ من البلداتِ والمدن. وفي شهر شباط الماضي، إزالة لوحة تخلّد ذكرى ثمانية كرمليين استُشهِدوا خلال الحرب الأهليّة الإسبانيّة، بأمرٍ من مجلسِ مدريد البلدي.
واتّخذت الأحزابُ اليساريّةُ إجراءاتٍ قانونيّةً، تحت شعار "حركات إلغاء الطائفيّة" أو "اجراءات العلمانيّة" من أجل إلغاء كلّ الرموز والتعابير الدينيّة في الوسط العام وإلغاء كلّ الإشارات الدينيّة عن أسماء الشوارع والمدارس والممتلكات العامة.
بالإضافةِ إلى حظرِ كلِّ الرّموز الدينيّة من جامعة غرانادا في حين تقديم جمعيّة فالينسيا للملحدين والمفكرين الأحرار مبلغ مالي مقابل  انتزاع كلّ رمز ديني. وفي السّنتين الاخيرتين تعرّضت مغارة ميلاديّة كبيرة في حديقة تاكونيرا للتخريب. ومنع رئيس بلدية مدريد وهو عضو في حزب بوديموس اليساري استحداث مغارة ميلاديّة عند باب ألكالا الشهير في العاصمة الإسبانيّة في العامَين المنصرمَين.
ناهيك عن الاعتداءات والتعرّض للكهنة والاساقفة، ففي أيلول ٢٠١٤، حاكَمَ الإتّحادُ الاسباني للمثلييّن وثنائيي الجنس والمتحولين جنسياً مطران ألاكا لتحريضه “على الحقد والعنف بحقّ المثليين والمتحولين جنسياً كما ودعت البلدية الى كف يدّ المطران لأنه وصف حركة مدريد المؤيدة للإجهاض "قطار الحريّة" بقطار الموت.
 وفي شباط العام 2015، منعت حكومة الأندلس المحليّة زيارات مطران كوردو الى المدارس كما وتعرّض عدد كبير من الكهنة للاعتداء الجسدي والتهديد. 
فهل التذرّع بإقامة دولة علمانية، بعيدة عن المفهوم الديني، سيكون مثالاً للتعصّب الاعمى وكبتِ الحرّيات الدينية؟